قول للزمان ارجع يا زمان| «صفا الجميل» نوفل السينما المصرية وتميمة حظ الفنانين

الأحد، 10 أبريل 2022 02:00 م
قول للزمان ارجع يا زمان| «صفا الجميل» نوفل السينما المصرية وتميمة حظ الفنانين
صفا الجميل

على مدار سنوات طويلة ملأ فنانون الدنيا فناً وطرباً وحبا، وأمتعوا الجميع بصوتهم وتمثيلهم العذب، ورغم رحيل جسدهم تبقى سيرتهم حية معنا من خلال إرثهم الفني، وكان من أولئك الذين يتمتعون بموهبة في الفن، هو "صفا الجميل" أو نوفل السينما المصرية وقد اشتهر بأدواره الكوميدية وخاصة دور الولد المعاق ذهنيا ولهذا الفنان الكثير من القصص والحكايات المثيرة.
 
يعد "صفا الجميل" من الفنانين المنسيين رغم أنه أمتعنا بأدوار صغيرة، وكان دائما يحبذ أن يناديه أهل الوسط الفني بـ"صفصف"، وهو بالمناسبة قدم شخصية الشاب المعاق ذهنيا ولكنه في الحقيقة كان غير ذلك فقد كان يتميز بالذكاء الحاد ولم يكن أبدا معاقا ذهنيا ولكن كان لسانه ثقيل في الكلام فقط.
 
أجاد العزف على الكمان وكان تميمة الحظ لكل الفنانين، وبرغم أنه كان يظهر في مشاهد صغيرة وثانوية لكن وجهه معروفا لكل المشاهدين، وخاصة الإفيه الشهير له في فيلم " سلامة في خير" مع الفنان نجيب الريحاني حينما كان يغني قائلا: "محببا".
 
20-120e7d1e-be98-4c03-aaba-fa6fc86a20ac
 
اسمه الحقيقي لمن لا يعرفه صفا الدين محمد وشهرته "صفا الجميل"، ولد في 7 فبراير عام 1907، واكتشفه الفنان محمد عبد الوهاب وقدمه لأول مره في فيلم دموع الحب عام 1935، ولكن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ارتبط بصفا الجميل ليس لأنه ممثل ساعد في اكتشافه وتقديمه للجمهور، بل أن محمد عبد الوهاب كان يعتبر صفا الجميل تميمة الحظ والتفاؤل بالنسبة له.

حب ليلى مراد
 
أحب صفا الفنانة ليلى مراد وتمنى أن يتزوجها، فليلى كانت تعامله معاملة رقيقة وتحنو عليه، وكانت تجالسه في فترات الراحة بين المشهد والآخر أثناء التصوير وتحكي له عن أحلامها وأفكارها وتطلب منه أن يحكي عن نفسه وأراد صفا أن يتقدم إليها ويطلبها للزواج، ولكنه خاف أن ترفضه فظل يحبها دون أن يصارحها بحبه لها.
 
33280-الفنان-صفا-الجميل
 
لم يكُن عبد الوهاب وحده هو من اعتاد أن يستبشر بوجه "صفا" الجميل، فكان الفنان أنور وجدي قد اعتاد أن يتصل به عند شروعه في كتابة سيناريو جديد، وكذلك الشاعر صالح جودت، الذي طلب من "الجميل" أن يمُر عليه صباح كل يوم لكي يُلهمه، لكن "صفا" اكتفى بأن يمُر عليه مرة في الأسبوع.
 
وقرر عبد الوهاب أن يشاركه صفا مرة أخرى في فيلم "يحيا الحب" مع الفنانة ليلى مراد، ثم توالت أعماله فشارك الفنانة فاطمة رشدي والفنان حسين صدقي فيلم «العزيمة» المصنف كأفضل فيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري حسب استفتاء النقاد.

رصيده الفني
 
بلغ رصيده السينمائي 27 فيلماً، ولكننا لا نستطيع أن ننسي ظهوره المتميز بفيلم «دهب»، في دور "حرنكش" ابن الفنانة زينات صدقي، أو دوره ضمن الطلاب الذين كان يدربهم الفنان "شرفنطح" على غناء نشيد الترحيب بالفنان نجيب الريحاني في فيلم "سلامة في خير".
 
قد نشّز في نهاية النشيد بشكل ملفت "محبببا"، كما كان الفتى الذي وضع النشادر في عينيّ فاتن حمامة في فيلم اليتيمتين لتفقد بصرها، فضلاً عن أنه مرتجل أشهر مقولات السينما المصرية «شرف البنت زي عود الكبريت»، في فيلم "شباك حبيبي".
 
15914-نوفل-السينما-المصرية
 
كان صفا يحب الفنانة ليلي مراد حب عميق، فهو حتى وفاته عام 1966 ظل يذكر جلساتهما معًا في رُكن «البلاتوه» تحدثه عن آمالها، وتطلب منه أن يحدثها عن آماله، ونزهاتهما معًا حول الأستديو التي أشعلت غرامه بليلى، وجعلته يفكر غير مرة في أن يصاحبها بحبه ويطلب الزواج منها، لكن غالبًا ما كان يحجم في اللحظة الأخيرة؛ لاعتقاده أنها لم ترض به.
 
والحب الأبقى في قلبه كان للمطربة السورية أسمهان، التي حطم قلبه بعد وفاتها المفاجئة في 1944، فقد كان يعتقد أنها بادلته حبًا بحب، حيث كانت تحرص على بقائه برفقتها في الأستوديو طوال الوقت، وعندما كانت تسافر خارج القاهرة، كانت تحرص أن تتواصل معه عن طريق الخطابات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق