طقطوقة رمضانية.. في ذكرى ميلاده.. حكاية عشق جمعت بين عبد الرحمن الأبنودي والسويس

الإثنين، 11 أبريل 2022 03:00 ص
طقطوقة رمضانية.. في ذكرى ميلاده.. حكاية عشق جمعت بين عبد الرحمن الأبنودي والسويس

هو أحد أهم شعراء العامية المصرية في القرن العشرين، مزجت دواويينه الشعرية بين البساطة والرقي وعبرت عن طبقات الشعب المصري بصدق شديد، غنى له عبد الحليم احفظ ومحمد رشدي ونجاه ومحمد منير، إنه الخال عبد الرحمن الأبنودي الذي تحل اليوم الـ 11 من إبريل ذكرى ميلاده حيث ولد عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي.
 
وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً في شارع بني على حيث استمع إلى اغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها  الشاعر عبد الرحمن الأبنودي متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور.

 
السويس والأبنودي
حياة الأبنودي كانت سجالاً وطنياً فريداً عاصر خلالها عدد كبيرمن الأحداث السياسية التي أثرت في مصر والشرق الأوسط في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لكن كانت هناك فترة مهمة في حياة الأبنودي لم يستطع نسيانها وأثرت في وجدانه بشكل كبير، عندما وقعت نكسة يونيو عام 1967 سافر الأبنودي كغيره من شعراء العامية المصرية إلى السويس لمعايشة فدائييها على الجبهة وقت حرب الاستنزاف، لكن الأبنودي استقر مع رجال المقاومة الشعبية ولم يغادر.
 
فترة مكوث الأبنودي في السويس تجلى فيها إنتاجه حبا للسويس والوطن عبر أشكال متعددة سواء في الشعر أو كتابة الأغانى أو كتابة الأوبريت المسرحى وحتى في كتابة النثر من خلال مذكراته الشخصية، وقد ظهر ذلك بشكل واضح من خلال إنتاجه الكثير نحو السويس.

جوابات الأسطى حراجي
أهم الاعمال التي كتبها الأبنودي أثناء فترة مكوثه في السويس ديوانه "جوابات الأسطى حراجى القط العامل في السد العالى إلى زوجته فاطنة أحمد عبدالغفار في جبلاية الفار"، ومن خلال إحدى عشرة رسالة تحمل أعمق المشاعر الإنسانية المتبادلة بين الزوجة التي تعيش في جبلاية الفار بالسويس وزوجها الذي يعيش في أسوان حيث يعمل في بناء السد العالى.
 
 أما ديوان "وجوه ع الشط" فيؤرخ لأكثر من اثنتى عشرة شخصية بسيطة من فلاحى السويس وعمالها، شخصيات حقيقية من لحم ودم عاش الأبنودى بينهم في السويس وهم : إبراهيم أبوالعيون، إبراهيم أبوزعزوع، فتحية آب زعزوع، محمد عبدالمولى، البت جمالات، أم على، على آب سلمى، سيد طه، الحاج آب سلمى، على أبوالعيون، عبدالرحمن المولى، كان الأبنودى يعيش وسطهم ومعهم.
 
ويحكى النائب البرلماني السابق عبد الحميد كمال في كتابه عن الأبنودي الذي يحكل اسم  "السويس.. الأبنودى.. تجربة وطن"، تفاصيل الفترة التي عاشها الأبنودي بالسويس عقب نكسة يونيو حتى نصر أكتوبر وكيف أثرت السويس وأهلها في وجدان أهم شعراء العامية المصرية.

بعد التحية والسلام
ويضيف كمال في كتابه أن الأبنودى قدم السوايسة من خلال برنامج إذاعى متفرد بالتعاون والتنسيق مع ابن السويس الإعلامى محمد عروق، مدير إذاعة صوت العرب، التي كانت تذيع الديوان بصوت الأبنودى، وتقديم المخرج الإذاعى عادل جلال، وكان البرنامج يذاع يوميا من خلال شهر رمضان، حيث بريق الإذاعة المصرية باعتبارها الأداة الجماهيرية الوحيدة الأكثر اتصالا بالجماهير، والأهم تأثيرا في ذلك الوقت، وقبل أن يكون التليفزيون قد انتشر وقتها، واستمر إحساس الأبنودى بالسويس وأبنائها، نجده يخلدها من خلال أعماله، ففى ديوان "بعد التحية والسلام" نجد خطابين من الرسائل الشعرية الأول من "الراجل اللى مات في فحت الكنال"، وبالعكس نجد الرسالة الثانية ردا "من الكنال إلى الراجل اللى مات في فحت الكنال".
 
WhatsApp Image 2020-04-11 at 9.00.38 PM
 
WhatsApp Image 2020-04-11 at 9.00.37 PM
 
WhatsApp Image 2020-04-11 at 9.00.37 PM (1)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق