خيمة صوت: يوم الثأر العظيم من الفرس وفتح العراق في معركة «البويب»

الثلاثاء، 12 أبريل 2022 11:49 ص
خيمة صوت: يوم الثأر العظيم من الفرس وفتح العراق في معركة «البويب»
إيمان محجوب

في مثل هذا اليوم 11 رمضان سنه 13 من هجرة الرسول الكريم  انتصر جيوش المسلمين انتصارًا عظيما  على الفرس في موقعة "البويب" وفتحت العراق للإسلام.
 
 
بعد هزيمة المسلمين في موقعة الجسر أمام الفرس، تم جمع فلول الجيش المنهزم، ووافق الخليفة عمر بن الخطاب على ضم من يرغب من المرتدين التائبين إلى الجيش الإسلامي واتجهت القوات الإسلامية تحت لواء المثنى بن حارثة وكان معه جرير البجلي الصحابي الجليل قبيلته لملاقاة الفرس الذين يهددوا الدولة الاسلامية الوليدة.
 
 
حيث حشد قائد الفرس رستم مائة ألف فارس ومعهم خمسون ألفاً من المشاة وفيلة، وعين رستم مهران بن باذان قائداً عاماً للجيش وقد كان يعرف العربية ووالده مسلم قاتل ضد المرتدين, وهو من جملة الصحابة، وكان عاملاً لكسرى على اليمن، ودخل في الإسلام ، وأبلى «باذان» في حروب الردة بلاءً حسناً حتى مات مسلماً في جملة الصحابة، فكان هذا القائد الجديد «مهران» يستحق وصف الكافر بن المؤمن، فالأب مؤمن يحارب في سبيل الله ونصرة الإسلام والابن كافر، قائد لجيوش الكفر، يحارب في سبيل المجوسية وعبادة النار .
 
 
وزحف الجيش الفارسي الجرار من المدائن إلى الحيرة لملاقاة جيش المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة من أمهر وأقدر وأخبر القادة المسلمين بالعقلية الفارسية والبيئة العراقية، لأنه من قبيلة 'شيبان' المجاورة للفرس، فهو يعلم تماماً كيف يفكر الفرس، فيه  وتحركاتهم وردود أفعالهم، لذلك اتبع استراتيجية عسكرية حكيمة، فقرر نقل مركز القيادة المسلمة من الحيرة إلى منطقة البويب غرب نهر الفرات، حتى لا يصبح صيداً سهلاً للجيش الفارسى ، وكان اختيار 'البويب' دليلاً على العبقرية الحربية.
Screenshot_٢٠٢٢٠٤١٢-١١٣٦٠٥
 
فالبويب تقع على أطراف الصحراء العربية، وهو مكان واسع المطرد يصلح لحرب الصاعقة التى يجيدها أبناء الإسلام العرب، وفى نفس الوقت أرسل «المثنى» إلى قادة الإمدادات الإسلامية القادمة ليتوجهوا إلى منطقة البويب بدلاً من الحيرة على وجه السرعة.
 
 
وكان «المثنى بن حارثة» قائد محنك لم يقع في نفس الخطأ الذى وقع فيه القائد «أبو عبيد الثقفى» في معركة الجسر التي انهزم فيها المسلمين ولم يعبر النهر للقاء الفرس، وتركهم يعبرون النهر حتى صاروا محاصرين بين جيش المسلمين ونهر الفرات، فلما وقعت الهزيمة على الفرس وأرادوا الفرار من أرض المعركة «بالبويب»، وكانوا قد عقدوا جسراً على النهر للعبور، فلما رأى القائد «المثنى» هزيمة الفرس انطلق كالسهم مخترقاً صفوف الفرس المنهزمة حتى وصل إلى الجسر، وقام بقطعة.
 
 
وذلك ليقطع خط الرجعة على الفرس، وبالفعل وقع الفرس بين كماشة المسلمين الطاحنة ، ودب الفزع والذعر في قلوب الفرس، وأصابهم ما يشبه الهستيريا، وفقدوا صوابهم بعدما رأوا أنفسهم لا ملجأ لهم ولا مفر من سيوف المسلمين التى حصدتهم حصداً تاماً، وقتل منهم أكثر من مائة ألف، وبعد انهيار القوات الفارسية وتشرذمها يأمر المثنى بملاحقة فلول الفارين والسيطرة على المزيد من الأراضي الفارسية.
 
 
كان هذا الانتصار الرائع في 'البويب' من أعظم الفتوحات والانتصارات التى حققها المسلمون في العراق، وقد فاقوا فيها كل الانتصارات السابقة، ولولا شهرة معركة القادسية لكانت معركة «البويب» هى أشهر وأعظم معارك المسلمين بالعراق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة