شبكات سرية وتمويه شركات السينما.. مسار الأسلحة من أوروبا إلى كييف

الخميس، 14 أبريل 2022 12:18 ص
شبكات سرية وتمويه شركات السينما.. مسار الأسلحة من أوروبا إلى كييف

 
مع اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، يتساءل البعض عن كيف تصل الأسلحة إلى كييف، رغم تقييد الدول للمجال الجوي والتوتر على الحدود.
المثير للدهشة أن شاحنات يومية تصل من الحدود البولندية ومنها إلى مستودع في مدينة لفيف، ثم إلى مدن مثل كييف وسومي وخاركيف، وجميعها مهمتها الرئيسية نقل الأسلحة.
 
وتشارك شبكات سرية في عمليات نقل المساعدات، تضم مواطنين أوكران من كل قطاع من مجالات الحياة، بدءًا من الجنود المتمرسين بالمعارك إلى الأشخاص العاملين في مجال التصوير السينمائي ومنسقي الأغاني ومصممي الديكور واستراتيجيات التسويق، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
 
وبعد انتهاء مسار الشاحنات في طرق غير ممهدة، يجري تفريغ الإمدادات بين طائرات مسيرة وأجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية، ومعدات عسكرية ومناظير الرؤية الليلية، فضلا عن طعام من قبل متطوعين.
 
وما ساعد في تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا الانتصارات التي يحققها الأوكران في شمال ووسط البلاد مؤخرا، ما سهل مهمة وصول الإمدادات إلى كييف؛ العاصمة ومركز الإمداد الرئيسي.
 
يقول المصور السينمائي في كييف، فلاديسلاف سالوف، 34 عامًا، إنه شركته واحدة من هذه الشبكات، التي تنقل المعدات التي تتدفق الآن عبر قنوات غير رسمية وسرية لدعم الجيش الأوكراني، مؤكدا أنه تلقى أكثر من مليون دولار من الإمدادات وأدوات القتال المتطورة لنقلها للجيش الأوكراني.
 
ودخلت بدورها المنظمات غير الربحية في جبهة الحرب بإرسال الإمدادات الطبية الأساسية والضروريات، مثل الحفاضات والمياه ونقل الأدوية والإمدادات الطبية والمعدات العسكرية المتخصصة التي يصعب العثور عليها.
 
وبين هذه المنظمات، مجموعة تضم أناسا من البنوك والكازينوهات وكليات الصيدلة وتكنولوجيا المعلومات، شكلوا في الأيام الأولى للحرب، قوات تكنولوجيا المعلومات، إذ يعمل أكثر من 200 شخص في ذراع تكنولوجيا المعلومات الرسمي الأوكراني في حرب معلومات مع روسيا.
 
وقامت هذه المجموعة بنشر إعلانات رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا، وافقت عليها القوات المسلحة الأوكرانية، تدعو المتطوعين للانضمام إلى الفيلق الأجنبي التابع للجيش.
 
وبعد استنفاد معظم حساباتهم المصرفية، ناشدت المجموعة أثرياء أوروبا للتبرع لأوكرانيا، لتنهال عليهم التبرعات.
 
وعندما أثبتت قوات تكنولوجيا المعلومات موثوقيتها في تسليم خوذات ودروع باليستية للوحدات العسكرية، بدأ الجنود في طلب الأسلحة التي كان الحصول عليها أكثر صعوبة، مثل بنادق القناصة.
 
وتمكنت قوة تكنولوجيا المعلومات الآن من الحصول على خوذات عسكرية من إسرائيل، وطائرات مسيرة من إنجلترا، ونظارات واقية للرؤية الحرارية من فرنسا، ومكتشفات مدى الليزر من كندا، وصواريخ ستارلينكس من هولندا، وطابعات ثلاثية الأبعاد وسترات واقية من بولندا ووجبات من الولايات المتحدة.
 
كما تمكنت هذه الوحدة من الحصول على 10 طائرات مسيرة بقيمة 80 ألف دولار، لنقلها إلى وحدات الخطوط الأمامية الأخرى التي تحتاجها بشدة.
 
وقام منتج سينمائي أوكراني مقيم في لندن بنقل الطائرات بدون طيار إلى شمال إنجلترا ونظم شبكة من الأصدقاء لنقلهم بالعبّارة إلى هولندا، ثم عبر ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك إلى بولندا.
 
وبعد التوقف في لفيف لتغيير المركبات، استمرت الرحلة عبر ضواحي كييف التي تعرضت للقصف، حيث تم توزيعها على 10 مواقع في الشمال والشرق والجنوب الشرقي لأوكرانيا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق