طلال رسلان يكتب: "الاختيار 3" يواصل كشف خيوط المخطط الإخوانى الإرهابى

السبت، 16 أبريل 2022 11:26 م
طلال رسلان يكتب: "الاختيار 3" يواصل كشف خيوط المخطط الإخوانى الإرهابى


فيديوهات تهديدات مرسى والشاطر بالفوضى وإحراق مصر تأكيد على خيانة الجماعة وتشكيلها مليشيات إرهابية مسلحة
مؤسسات الدولة الوطنية تصدت بكل قوة لمخططات مكتب الإرشاد ومشروعهم الحقيقي القائم على "الإرهاب والعنف وتهريب الأسلحة" 
 
 
كل ما كان يسيطر على أذهان المصريين وقتها، في 2012 و2013، هو كيف وقعت البلد في هذا الكابوس، بدأ الأمر باللعب على وتيرة نصرة الدين وانتهى بمندوب لمكتب إرشاد الإخوان في قصر الرئاسة وعلى رأس السلطة.
 
في فترة لا يسع التاريخ إلا تدوينها بالأسود، أصبحت مصر بعد أحداث سياسية، محاصرة فعليا، جماعة الإخوان الإرهابية تسيطر على المؤسسات، ينخر السوس في جسد البلد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا صوت يعلو فوق والدمار والإرهاب.
 
منذ البداية لم تفوت الجماعة فرصة أحداث 25 يناير 2011، دون سابق إنذار وبعد رفض ما وصفته الجماعة بتظاهرات الفتنة والخروج عن الحاكم، قفزت على المشهد بخطة محكمة بالانتشار وكأن الخروج منذ البداية كان من تدبير مكتب الإرشاد، انتظرت الجماعة وقت كبير لتسمح لنفسها بمشاهدة إلى أين تتحرك بوصلة الأحداث، حتى ما إذا اتسعت المظاهرات وأخذت الأمور مجراها في ميادين مصر، تدخلت الإخوان وركبت على الأحداث بأكملها.
 
قفزت الجماعة من موقف سياسي لموقف آخر، ومن فصيل لفصيل، ومن تربيطات وتشابكات حتى تنفذ المرجو، كان واضحا منذ البداية أن الجماعة لا تريد أن تكتفي بمقاعد أكثر في مجلس الشعب، ولا في مؤسسات أو المحليات، الإخوان أرادت السيطرة على مقاليد الحكم، وزرع جاسوس في رئاسة مصر يحركه المرشد، وصولا إلى تكوين دولة يديرها حرس ثوري.
 
عبقرية مسلسل الاختيار بأجزائه، أنه كشف ترتيب خيوط المخطط الإخواني، بكامل التفاصيل، قضية خيانة عظمى مكتملة الأركان؛ صفقات أسلحة وتخابر ومليشيات إرهابية مسلحة، وتفجيرات وقتل أبرياء، وكان المطلوب من المصريين تصديق ما فوق عباءة الدين التي كان يرتديها المرشد وخيرت الشاطر وصفوت حجازي والبلتاجي ومندب الرئاسة محمد مرسي وغيرهم.
 
لم تكن تهديدات الإخوان التي تلكأوا بها للشعب خاوية، ومنها ما كشفته الحلقة الثامنة من مسلسل الاختيار 3 عندما ظهر محمد مرسي في فيديو يهدد المشير محمد حسين طنطاوي واللواء عبد الفتاح السيسي، مدير المخابرات الحربية حينها، قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بأيام، صراحة بإحراق البلاد إذا لم تتمكن الإخوان من الفوز بكرسي رئاسة مصر، فقد أعدت الإخوان لسنين لتنفيذ سيناريو إغراق البلاد في الفوضى إذا لم تتمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد.
 
أعادت مشاهد "الاختيار 3" ترتيب كواليس الأحداث، لتضع الجميع في الصورة الحقيقة لجماعة الإخوان، ومع وتيرة الأحداث تظهر تسجيلات قيادات الجماعة التي لا تدع مجالا للشك على اعترافهم بالفوضى والإرهاب وإحراق البلاد.
 
أحد أهم هذه المشاهد كان بتسجيل جمع بين المشير الراحل حسين طنطاوي وقت أن كان وزيراً للدفاع ورئيساً للمجلس العسكري، والإخواني محمد مرسي، قبل أيام من إعلان نجاحه في الانتخابات الرئاسية عام 2012، وبحضور اللواء عبد الفتاح السيسي، مدير الاستخبارات الحربية آنداك، وأظهر الفيديو المصور تهديدات واضحة من الإخوانى مرسى، مرشح تنظيم الإخوان حينها، بـ"حدوث اضطرابات ضخمة في مصر، وإضرام نيران لن يستطيع أحد وقفها حال تغيير نتيجة فوزه في الانتخابات الرئاسة"، وذلك بعد جولة إعادة جمعته مع الفريق أحمد شفيق.
 
قبل ذلك المشهد الحجة في التاريخ على إرهاب الجماعة، لطالما تحدث الرئيس السيسي، وحتى وقت أن كان وزيراً للدفاع بعد الإطاحة بحكم تنظيم الإخوان في 2013، عن أن "قيادات إخوانية، كانت تتحرك لحرق البلاد وإثارة الفوضى والعنف، إلا أن تظاهرات 30 يونيو 2013 حالت دون إتمام مخططات التنظيم".
وجاء الفيديو المسجل لقيادات الجماعة، وقبله تسجيلات أخرى من لقطات حية لقيادات التنظيم، ليعيد كشف الوجه الحقيقي لعنف التنظيم ورئيسه ومن ورائه مكتب الإرشاد وأعضائه، ويظهر المشير طنطاوي البطل الوطنى الذي دافع عن البلاد حتى أخر لحظة.
 
بحسب ما جاء في الفيديو، الذي جرت أحداثه داخل مقر الاستخبارات الحربية قبل أيام من إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، أي في يوليو 2012، تحدث مرسي إلى المشير طنطاوي، قائلا إن على المجلس العسكري عدم تغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية، قائلاً بلهجة تهديدية إن "أي تغيير في النتيجة سيدخل مصر في اضطرابات سيصعب على الجميع حلها ويعرض البلد لخطر كبير جداً".
 
وقبل أن يمضي في تلويحه بـ"العنف ونشر الفوضى"، كان مرسي يتبادل الحديث مع المشير طنطاوي، حول اللواء السيسي، الذي كان حاضراً للقاء، إذ تحدث المشير موجهاً حديثه لمرسي قائلاً: "أنا أتابع السيسي من أيام ما كان مقدم ومش بس يؤتمن على الجيش ده يؤتمن على البلد بحالها، واللي حصل هو المفروض ميكونش موجود عشان يبقى الكلام دا بيني وبينك، بس دا يعني مش ابني". ليرد مرسي عليه قائلاً: "أنا عارف العلاقة دي إلى أي مدى أنا عارف الثقة"، ثم يتدخل طنطاوي ويقول: "وبعدين على فكرة قربه من الله وإخلاصه لله، الحمد لله"، ليرد السيسي: "يا رب أكون كدا".
 
ومضي مرسي في حديثه عن السيسي قائلاً "سيادة اللواء عبد الفتاح الشخصية الحقيقية، إحنا نعتبره من الأسس اللي مع حضرتك (المشير) الذراع الأساسية يعني مش هنقول الذراع اليمين"، ليرد طنطاوي قائلاً: "دا من زمان أنا حاطط عيني عليه"، وبعد حديث حول شخصية السيسي، انتقل مرسي إلى الانتخابات الرئاسية ونتيجة جولة الإعادة موجهاً حديثه للمشير، قائلاً: "النتيجة متتغيرش لأن دي إذا حصلت ليس لها من دون الله كاشفة، الموجه اللي موجودة موجة إضرام نيران لمن لا يقدر المسؤولية، لا أتمنى ذلك، ولا أوافق عليه، وبقول كدا عشان مش عاوز ترجع في يوم من الأيام بعد يومين 3، 4 ونقول ضيعنا الفرصة".
وهنا تدخل المشير طنطاوي قائلاً "عايزك تاخد بالك لو حصل، أن جهة ما حاولت أن تضرم النار في البلد هتبقى مصيبة على البلد وعلينا، خد بالك من دي وخليهم مفيش داعي للحاجات دي".
 
النقطة الأهم أيضا في تسجيل مرسي هو عندما تحدث عن مجلس الشعب، الذي كان يهيمن عليه الإخوان، وكان قد تم حله بقرار من المحكمة الدستورية قبل أسابيع من ذلك اللقاء، لـ"عدم دستورية انتخاباته"، حيث طلب مرسي من المشير طنطاوي إلغاء قرار الحل، ليرد عليه المشير: "ليس من سلطتي إلغاء القرار، هذا قرار محكمة، والتنفيذ حاجة، والقرار حاجة؟".
 
ووفق ما جاء في نص التسجيل، رد المشير على طلب مرسي قائلاً، "انعقاد مجلس الشعب أنا مقدرش أعمل فيه حاجة، أنا أصارحك"، ثم يمضي مرسي حديثه قائلاً، "حضرتك تقدر"، ثم يتساءل المشير "أعمل إيه؟"، ويجيب مرسي بطلب "إلغاء قرار المحكمة الدستورية بحل المجلس".
وبدا في الفيديو إصرار مرسي على عودة مجلس الشعب الإخواني، إذ تابع خلال حديثه مع طنطاوي، قائلاً: "إذا استشعر الناس زي ما أنا بقول إنه سدت كل المنافذ"، ليرد المشير متسائلاً "ناس مين؟"، ويجيب مرسي "الشعب اللي إحنا عايشين معاهم"، ثم يتابع المشير "متاخدوش الفئة من الشعب اللي هي..، ما تشوف الشعب كله بيقول إيه".
 
وفي ختام الفيديو، يكرر مرسي تحذيره بشأن احتمالات تغيير نتيجة الانتخابات، قائلاً: "النتيجة إذا تغيرت يا سيادة المشير"، ثم يرد المشير "مين اللي قال إنها هتتغير"، ليجيب مرسي "سيؤدي هذا أنا بقول لحضرتك إلى حالة من الاضطراب لا نعرف إلى أي مدى ستذهب". وتابع "تغيير النتيجة سيؤدي إلى اضطرابات حينها ولا أنا ولا أنتم تقدروا تمنعوها ستتوجه الاضطرابات إلينا، ستمثل خطراً حقيقياً غير ١١ فبراير (يوم تنحي مبارك)، أنا أرصد الواقع لحضرتك، أنا لك ناصح أمين".
 
الأهم في الإفراج عن هذه التسجيلات بحلقات مسلسل الاختيار 3، هو إعادة قراءة المشهد ما بعد حكم مبارك في 2011 وصعود الإخوان إلى السلطة، حيث أظهرت هذه التسجيلات إدراك القوات المسلحة بترك الساحة لتنظيم الإخوان كي يتعروا فيها وتسقط شعاراتهم وزيف ادعاءاتهم الدينية، فضلاً عن تأكيد استناد الإخوان في مشروعهم بالأساس على "الإرهاب والعنف وتهريب الأسلحة.
 
وكشف التسجيل الذى ظهر فيه مرس الوجه الحقيقي للتنظيم الإرهابي ورئيسه الذي كان يتبع مكتب الإرشاد في كل تحركاته وقراراته، سواء قبيل تنصيبه رئيساً أو خلال مدة حكمه، وأنه يعد توثيقاً جديداً لجرائم الإخوان، ويكشف عن أخطر مخططاتهم خلال العام الذي حكموا فيه قبل أن يلفظهم المصريون.
وفيما تواصل الملحمة الدرامية "الاختيار 3 " كشف كواليس وتفاصيل خطيرة عن جرائم الإخوان والمجموعات الإرهابية المرتبطة بها، عبر مشاهدة موثقة بالصوت والصورة من خلال عرض يوميا، إذ يوثق جرائم الإخوان، كما يكشف عن أخطر مخططاتهم خلال العام الذي حكموا فيه قبل أن يلفظهم المصريون.
في الحلقة العاشرة من المسلسل تم عرض تسجيلا حقيقيا لـ خيرت الشاطر القيادي الإخواني نائب مرشد الجماعة، والذي يقوم بتجسيد دوره الفنان خالد الصاوي، يكشف خلاله مخططات الجماعات الجهادية داخل مصر، وتحدث "الشاطر" في التسريب الخطير عن دخول عناصر من تنظيم القاعدة إلى مصر من أجل تنفيذ عمليات عنف، قائلا في التسجيل الذي لم يتم الكشف عن موعده: "هناك مجموعات خطر في مجموعة عبد المجيد الشاذلي-مؤسس جماعة أهل السنة والجماعة-، أو مجموعة القطبيين أو السلفية الجهادية دول خطر حقيقي حتى لو قليلين في العدد لأن دول بشكل أو بآخر متبنيين فكرة العنف".
 
ويضيف: "هؤلاء عندهم نظرية موجودة بتقول إننا نقفز على الحكم، وهذا يمثل تعديلا في استراتيجيتهم السابقة يعني أن هو يبقى جزء من الإصلاح من فوق".
وواصل الشاطر في تحذيره المبطن: "عبد المجيد وجه نداء الشهر اللي فات لبعض الجماعات التي تتبع القاعدة والناس بتاعة العنف أنهم ينزلوا مصر والمعلومات اللي عندنا أن في ناس نزلت يعني مش كتير 30 أو40".
 
وزاد: "ممكن يبقى في تفكير في أحداث عمليات إرهابية وتفجيرات، ودا لو توافق مع سكون عند الإخوان تبقى كارثة، فالجو نفسه مهيأ أني لو نزلت بمليونية وجه عندي صوت أروح المحكمة الدستورية.. أنا قلقان من أن الفترة الجاية تلجأ للعنف حتى لو على نطاق صغير".
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق