مصر المحبة.. رمضان يعانق عيد القيامة

السبت، 23 أبريل 2022 10:46 م
مصر المحبة.. رمضان يعانق عيد القيامة
عنتر عبد اللطيف

الكنيستان الأرثوذكسية الكاثوليكية يحتفلان 24 أبريل بـ"عيد القيامة" بعد أسبوع الآلام فى نهاية الصوم الكبير

 

يعانق شهر رمضان الكريم، عيد القيامة عند الأقباط، إذ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية يوم 24 أبريل من كل عام بـ"عيد القيامة"، الذى يأتى بعد أسبوع الآلام فى نهاية الصوم الكبير، و يبدأ 28 فبراير، يستمر لمدة 55 يومًا، وينتهى بعيد القيامة المجيد.

وسادت أجواء من البهجة والترابط بين المسلمين والمسيحين، في تجسيد حقيقى على مصر ستظل في رباط إلى يوم الدين، رغم محاولات الجماعات التكفيرية، التي فشلت في الوقيعة بين نسيجي الأمة.

ويطلق على صوم الأقباط "الصوم الكبير" لأنه يحتوى على 3 أصوام، هى أسبوع الاستعداد والأربعين يومًا المقدسة التى صامها السيد المسيح صومًا انقطاعيًا، وأسبوع الآلام ويمتد إلى 55 يومًا، وهو صومًا من الدرجة الأولى لا يتناول فيه السمك مثل صوم الميلاد.

وبحسب طقوس الكنيسة الأرثوذكسية فإن موعد هذا الصوم يختلف من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد، ويحدد عيد القيامة كل عام بحيث لا يأتى قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه، وبحيث لا تحتفل الكنيسة مع اليهود، بل يتم الاحتفال فى يوم الأحد التالى لكى يتم الاحتفاظ برمزية أيام الجمعة العظيمة، وأحد القيامة.

وسبق الاحتفال بعيد القيامة أحد الشعانين بدخول المسيح أورشليم في موكب عظيم، ويسمى بأحد السعف، إذ استقبله الشعب أحسن استقبال فارشاً ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أي أنهم استقبلوا يسوع المسيح كمنتصر في الحرب. وجاء أحد الشعانين بعد سبت لعازر. وكان سببا مباشرة لهياج رؤساء كهنة اليهود وإصرارهم على الإسراع بقتل المسيح بل وقتل "لعازر" أيضاً حتى لا يذهب الناس وراءه ويؤمنوا به.

وبعد ذلك عُقد مجمع "السنهدريم" وهو المحكمة العليا للأمة اليهودية، وأصدر قراراً رسمياً بقتل المسيح، وهو أمر حاولوه مراراً من قبل لكن بلا جدوى، ولكنهم أخذوا يسعون من الآن أن ينفذوه بموجب مستند رسمي مصدَّق من مجمع السنهدريم، الذي لا يُستأنَف حكمه.

والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل، وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بهذا اليوم أيضا باسم "يوم السباسب"، وهو مذكور في عدة مصادر وهو العيد الذي ذكره النابغة الذبياني، حيث قال: "رقاق النعال طيب حجزاتهم‏... يحيون بالريحان يوم السباسب‏"، ويوم السباسب كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين، والسباسب جمع سبسب وهى شجر يتخذ منه السهام، وقيل هي القفار والمفازات.‏

وعندما جاع السيد المسيح يوم الإثنين، وطلب أن يأكل من شجرة تين رأى أوراقها خضراء عليها ولماّ لم يجد ثمرًا لعنها فيبست، وطهر الهيكل للمرة الثانية وكانت المرة الأولى في بداية خدمة المسيح.

وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بثلاثاء البصخة، وهو اليوم الثانى من أيام البصخة فى أسبوع الآلام، ولا تقيم فيه الكنائس صلوات ويحظر رفع البخور فيها حتى إذا توفى أحد فى تلك الأيام، فليحضروا به إلى البيعة وتقرأ فصول وقراءات ما يلائم ساعة دخول المتوفى إلى الكنيسة من السواعى الليلية أو النهارية بدون رفع بخور.اذ مر على شجرة التين التى يبست بعد أن لعنها أمس، حيث ترمز هذه الشجرة إلى اليهود بأن الشكل جميل من الخارج لكنها غير مثمرة، فقال له بطرس يا معلم الشجرة أصبحت بلا ورق تماماً، فأكد لهم يسوع أن الإيمان يجعل الجبل ينتقل من مكانه وليس الشجرة فقط، وكان قد لعن شجرت التين فيبست فطهر الهيكل للمرة الثانية.

ويوم الأربعاء جلس تلاميذ المسيح حوله في حزن واضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب في الفصح بعد يومين، "فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد امتلأ بالظلمة. فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان".

وجاء يوم الخميس ليسمى بـ"خميس العهد"، أو "العشاء الأخير"، إذ غسل فيه السيد المسيح أقدام تلاميذه، وهو آخر خميس فى أسبوع الآلام، ويسمى خميس العهد، لأن السيد المسيح وعظ فيه تلاميذه بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته. وبينما كان يصلي في بستان جثيماني تقدم "الإسخريوطي" الغادر مع حشد من الجند الرومان وألقوا القبض عليه، وقيدو المسيح وذهبوا إلى منزل حنّانيا رئيس الكهنة ثم إلى منزل قيافا وهناك حكم عليه بالموت بتهمة التجديف بعد أن خرج يسوع بشجاعه معلنًا بانه المسيح.

ويأتي يوم الجمعة العظيمة وهو أقدس أيام السنة لدى المسيحيين في العالم أجمع، وهو ذكرى تعذيب وصلب وموت المسيح على الصليب، بحسب المعتقد المسيحي ويصوم فيه الأقباط بدءا من ليلة الخميس وحتى مساء الجمعة، ثم يعقبه سبت الفرح أو سبت النور، ثم أحد القيامة وهو تذكار قيامة يسوع وظهوره لمريم المجدلية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق