الدكتور أحمد عمر هاشم لـ"صوت الأمة": تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة والضالة ضرورة ملحة وواجب ديني وشرعى

السبت، 23 أبريل 2022 11:00 م
الدكتور أحمد عمر هاشم لـ"صوت الأمة": تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة والضالة ضرورة ملحة وواجب ديني وشرعى
حوار منال القاضي

شهداؤنا وابطالنا نماذج صالحة وقدوة حسنه للنشء وللشباب.. واهتمام الدراما ببطولاتهم امر محمود

يعد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ركن هام من أركان الازهر وأحد كبار مشايخ الطرق الصوفية، ويلقبه الكثيرون بـ"أيقونة الأزهر". كما يقدره الزعماء والقادة العرب والمسلمين لعلمه وفصاحة اللسان وبشاشة الوجه، فعندما يبدأ خطبته من فوق المنبر بإلقاء أشعار اسلاميه يصف فيها قدرة الله عزة وجل، ومحبة الله لنبيه ومكانته ومدى تقديره لامته.

لكل ذلك يستحق اللقاء مع الدكتور أحمد عمر هاشم الكثير، لأنه علامة وموسوعة، فهو الأشهر عالميا في علم الحديث، والأقدر من غيره على شرح الأحاديث النبوية.

في هذا اللقاء الذى جمعنا مع الدكتور أحمد عمر هاشم تحدث الشيخ الجليل عن أهمية الرواق الازهر وعلاقته بعملية تجديد الفكر الدينى ومواجهة ظاهرة الإسلام فوبيا، موضحا رؤيته لمواجهة التطرف وأفكاره المدمرة للمجتمعات، وكذلك تحدث عن اهتمام الدول بتطوير مساجد أل البيت.

وإلى نص الحوار..

بداية ما هو تعليقك على اهتمام الرئيس السيسي بمساجد آل البيت وتطويرها؟

هذه دعوة جاءت في وقت هام جدا، ونحن ندعم هذه الفكرة ونشكر كل مؤسسات المجتمع المدني التي تساهم في تطوير مساجد آل البيت، وأود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في هذا الامر وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أدعو ان يعنيه الله ويجزيه خيراً على كل ما يفعله للتطوير في جميع المجالات بالدولة، ليس فقط على مستوى مساجد آل البيت، بل كل أرجاء الجمهورية، فالرئيس السيسى رجل معروف بوطنيته وحبه للوطن، وحبه لآل بيت رسول الله ويعلم قدرهم وبركه ومحبتهم لمصر وأهلها.

نريد منك التعرف من فضيلتكم عن دور الازهر في تجديد الخطاب الديني؟ وما علاقة الرواق بالتجديد؟

لدينا مؤسسات دينية تقوم بدور كبير ليس فقط في تجديد الخطاب الدينى، وإنما في تقديم صحيح الدين الإسلامي، فلدينا الازهر الشريف ووزارة الأوقاف، ودورهما في مواجهة الفكر المتطرف واضحة للجميع ويشهدها القاصي والداني، كما أنهما يسعيان ويعملنا على تجديد الخطاب الديني، فهما يسيران على قدم وساق في طريقها الصحيح بقيادة الأزهر وعبر الاعتماد على عدد كبير من علمائه الذين لا يضاههم أحد في علومهم، حيث أصبحت القوافل الدعوية داخل مصر وخارجها شاهدة على ما تقوم به مؤسساتنا الدينية في شرح صحيح الدين ومواجهة الإفكار المتطرفة.

وندعو الله ان يوفق الأزهر والاوقاف بما يحمينا من الأفكار المتطرفة الضالة، التي يعد تحصين المجتمع منها أمرًا واجبًا وهى ضرورة ملحة وواجب ديني وشرعي على كل مسلم، لأن مثل هذه الأفكار سبب رئيسي في سقوط كثير من الدول المحيطة دون ذكر أسماء، وندعو الله ان يصلح أحوالهم ويهدى شبابنا وشبابهم.

كيف يمكن تحصين شبابنا من أصحاب الفكر المتطرف؟

لتحصين الشباب من هذه الأفكار الشاذة علينا أن نستمر في القاء الدروس بجميع أماكن تواجد الشباب، ونستمر أيضا في مواصلة نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة وتفسير النص القرآنى وبفهم جيد عن طريق علماء متخصصين من الأزهر الشريف، مع ضرورة أن تتحرك المدارس والجامعات بشكل سريع وعاجل لوضع مادة أساسية للثقافة الإسلامية الصحيحة وتدريسها بما يحصن فكر الشباب من التطرف والإرهاب، ويقي المجتمع من أي ثقافة أو فكر مغشوش يهدف إلى نشر الفتنة والتشدد في المجتمع.

وأجدد التأكيد على أن المواجهة تكون من خلال المؤسسات الدينية والتعليمية فلا يجب علينا أن نترك شبابنا وأطفالنا للعبث بأفكارهم او يكونوا فريسة للأصحاب الفكر الخارج عن كل الأديان والأعراف من الجماعات والتيارات المتطرفة، إلى جانب العمل على تحصينهم من أي أفكار دخليه ترد إلينا من مجتمعات لا تريد لنا الخير.

لذلك لابد من عودة الكتاتيب وانعقاد الدروس الدينية لتفسير القرآن صحيحا وبحفظ كتاب الله، وفهم الآيات البينات فيه، لأن الحفظ دون فهم يحدث مشكلة كبرى خاصة أن الجماعات المتطرفة تفسر القرآن الكريم حسب هواها وأهدافها، وهذا من شأنه تخريج أجيال من المتطرفين، وهنا يكمن دور المؤسسات التعليمية والدينية بأن يتحملوا المسئولية كاملة، ويؤدوا هذا الشأن من خلال الاستعانة بالعلماء والأساتذة الأجلاء المحبين لبلدهم ووطنهم لدعم الحث الوطني بشتى الطرق، ولان دعم الانتماء الوطني لدى الأجيال القادمة امر هام للغاية.

هناك من يتحدث عن دور تقوم به وسائل التواصل الأجتماعى، فكيف تقيم هذا الدور وكيف نستطيع تحصين شبابنا من جراء ما تنشره بعض من هذه المواقع؟

بالتأكيد لا يمكن إنكار تأثر المواطنين بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الشباب وصغار السن، وهو ما انتبه إليه الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، ودفعهما إلى دخول هذا العالم، عبر تكثيف نشاطهما على تلك المواقع، من أجل الوصول للشباب وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والمتطرفة.

وأصبح للأزهر دورًا قويًا جدًا في التصدي لمثل هذه الأفكار الغريبة التي تستهدف الإسلام والمسلمين بصفه عامه من خلال تكثيف جهوده في هذا الإطار، وعلى رأسها إقامة الندوات والمؤتمرات، وإرسال حملات وقوافل تجوب مشارق الأرض ومغاربها.

كما أصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب توجيهات بضرورة حماية المجتمع من الأفكار الشاذة، التي تهدف للقضاء على هويتنا الإسلامية الوسطية، وهنا نلاحظ أن علماء المؤسسة لا يكلون أو يملون من الجد والاجتهاد للحفاظ على الفكر الإسلامي الصحيح من الدخلاء، ويواصل كل من مجمع البحوث وهيئة كبار العلماء وإدارة الوعظ نشر الثقافة الإسلامية الوسطية في كل المحافظات دورهم المكثف في هذا الاتجاه.

ما تعلقيك على الدراما وتجسيد أدورا شهداء الواجب فيها لتقديمهم كنماذج مضيئة للأجيال الحالية والمستقبلية؟

هذا امر محمود، واقل واجب ان نحتفل بذكرى شهدائنا ونمجد أسمائهم وندرس سيرتهم العطرة.

ومن جانبي فإننى أدعم الإبداع المُستنير الواعي، وفى نفس الوقت أقف ضد بل أحذر من أي محاولة للاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السُّنة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين في المجتمع أو ابطالنا من أبناء الوطن الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الحفاظ على ارضهم وعرضهم، ونحن نقول أن شهدائنا وابطالنا هم نماذج صالحة وقدوة حسنه للنشء وللشباب، لدعم الانتماء الديني والوطني وليحقق الاستقرار للامه من خلال توحيد الفكر، خاصة إن الجماعات المتطرفة تحاول تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية بهدف إثارة الفتن بين الشباب.

كيف ترى الدور الذى تقوم به أروقة الأزهر في الوقت الحالي؟

الرواق الازهرى يقوم بدور كبير في نشر العلوم الإسلامية وتعليم اللغة العربية عن طريق مجالس العلم ومحاضرات وتحفيظ القرآن.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة