«الإفتاء» تكشف قيمة زكاة الفطر.. ماذا يفعل المتعسر؟

الجمعة، 29 أبريل 2022 11:55 م
«الإفتاء» تكشف قيمة زكاة الفطر.. ماذا يفعل المتعسر؟

 
شرع الله سبحانه تعالى الزكاة، طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».
 
أكد الشيخ السيد شلبي من علماء الأزهر الشريف ، إن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ولو شيخ كبير أو طفل صغير وموعد إخراجها تبدأ من أول يوم فى رمضان وحتى صلاة عيد الفطر .
 
وأضاف " شلبى" أن الزكاة واجبة على كل صائم و مطهرة له من كل شئ تعرض له فى صيامه خاصة أن الصيام ليس فقط للبطن والفرج ولكنه صيام القلب ، اللسان .
 
وعن موعد إخراج زكاة الفطر تابع السيد شلبى ، أن زكاة الفطر من الأفضل أن تخرج على هيئة أموال وما هو أيسر للغنى وأنفع للفقير ولا تقل عن 15 جنيه ومن الممكن أن تزيد فى حالة رغبة الشخص الذى يقوم بأداء الزكاة . 
 
وحدَّدت دار الإفتاء المصرية، قيمة زكاة الفطر 2022، بالتزامن مع بداية شهر رمضان 2022، وقال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- إن قيمةَ زكاة الفطر لهذا العام 1443 هجريًّا تقدر بـ 15 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد.
 
وأوضح أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام، جاءت بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
 
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام لتكون عند مستوى 15 جنيهًا، جاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد، لافتاً إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
 
وأضاف أن قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر، موضحاً أنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر.
 
وناشد مفتي الجمهورية المسلمين تعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين، حيث تعيش الأمة الإسلاميَّة -بل الإنسانية جميعًا- ظروفًا استثنائية غيَّرت بصورة غير مسبوقة سمات الحياة العامة المعتادة في شهر رمضان.
 
وتعادل زكاة الفطر صاع شعير أي نحو اثنين كيلو ونصف الكيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر، ويجوز إخراجها من أول يوم في شهر رمضان، ويستمر إلى قبل صلاة عيد الفطر المبارك، وشرط وجوب زكاة الفطر هو اليسار، أمَّا الفقير المعسر الذي لم يَفْضُل عن قُوتِه وقُوتِ مَنْ في نفقته ليلةَ العيد ويومَهُ شيءٌ فلا تجب عليه زكاة الفطر؛ لأنه غيرُ قادِر.
 
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن زكاة الفطر مفروضة على كل مسلم، غنياً كان أم فقيراً، مشيراً إلى أن الفقير يمكنه إخراج زكاة الفطر مما يتحصله من زكاوات الأغنياء لأنها وجبت على الجميع فمادام وجد عندك ما يزيد عن قوت يومك يجب أن تخرجها، خلاف الزكاة الأخرى فهي مفروضة على الأغنياء دون الفقراء. 
 
وأكد على جمعة أن اجتماع الناس على الذكر والخير والإطعام هو أمر طيب وجميل، وأن البعض قد يعترض على موائد الرحمن، منوهاً أن موائد الرحمن لها ثواب كبير.
 
ولفت إلى أن كثير من الأسئلة ترد إلينا عن حكم عمل موائد الرحمن من أموال الزكاة، منوهاً أنه تجوز في حالة واحدة وهي قصر موائد الرحمن على الفقراء فقط، لافتاً إلى أن موائد الرحمن إذا كانت عامة ومفتوحة للجميع فتكون من الخيرات والتبرعات والصدقات ولا تجوز من أموال الزكاة.
 
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز إخراج الزكاة يجوز في ثلاث حالات، فقد يكون مقدم، وقد يكون وقت الزكاة، وقد يكون مؤجل، على سبيل المثال زكاة شهر رمضان القادم، أقوم بإخراجها في الوقت الحالي أو في شهر رجب أو شعبان، هنا يكون إخراج الزكاة مقدم، وفي هذه الحالة يجوز تقسيم الزكاة على دفعات مادام هناك وقت على موعد الزكاة.
 
وأضافت: “أما إذا جاء وقت الزكاة فلا يجوز تقسيم الزكاة على دفعات، لأن في هذه الحالة يكون هناك تأخير في الزكاة، فإن كان التأخير يوم أو يومين يجوز أما بداية من شهر فلا يجوز، فالزكاة كالصلاة لها وقت محدد، فقد يتوفى صاحب الزكاة ولا يوجد من يسدد الزكاة عنه، فتبقى معلقة في رقبته، إذاً إخراج الزكاة على دفعات يجوز فقط في حالة إن كان هذا الإخراج مقدماً”.
 
وعن حكم إخراج زكاة المال في شكل إفطارٍ للصائمين قالت دار الإفتاء، في فتوى ، إن تفطير الصائمين أو ما يُعْرَف بـ"موائد الرحمن" مظهرٌ مشرقٌ من مظاهر الخير والتكافل بين المسلمين، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَن فَطَّرَ فيه -أي في رمضان- صائِمًا كان مَغفِرةً لذُنُوبِه وعِتقَ رَقَبَتِه مِنَ النَّارِ، وكان له مِثلُ أَجرِه مِن غيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَجرِه شَيءٌ» رواه ابن خزيمة، لكنها لما كانت تجمعُ الفقيرَ والغنيَّ فإن الإنفاق فيها يكون من الصدقة لا من الزكاة، إلا إذا اشترط صاحب الطعام أن لا يأكل منه إلا الفقراء والمحتاجون وأبناء السبيل، فحينئذٍ يجوز إخراجها من الزكاة.
 
ويكشف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، الرأي الشرعي في تعجيل الزكاة قبل الحول على هيئة مرتبات شهرية، قائلاً إن خلاصة ما قاله أهل العلم ذلك وهو كما يلي:
 
ﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻮﻝ: اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﻨﺼﺎﺏ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻛﺄﺩاء اﻟﺜﻤﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻴﻊ، ﻭاﻟﺪﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺘﻞ.
 
و ﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﺘﻰ ﻭﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻫﻮ اﻟﻨﺼﺎﺏ اﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻓﻔﻴﻪ ﺭﺃﻳﺎﻥ ﻟﻠﻔﻘﻬﺎء ،الرأي الأول: ﻗﺎﻝ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ: ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻄﻮﻋﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮﻝ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻠﻨﺼﺎﺏ، ﻷﻧﻪ ﺃﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﺐ اﻟﻮﺟﻮﺏ، ﻭﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﺃﻥ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺳﺄﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻌﺠﻞ ﺯﻛﺎﺓ ﻣﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ، ﻓﺮﺧﺺ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﻷﻧﻪ ﺣﻖ ﻣﺎﻝ ﺃﺟﻞ ﻟﻠﺮﻓﻖ، ﻓﺠﺎﺯ ﺗﻌﺠﻴﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﺤﻠﻪ، ﻛﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺆﺟﻞ ﻭﺩﻳﺔ اﻟﺨﻄﺄ، ﻓﻬﻲ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺤﻘﻮﻕ، وحديث علي رضي الله عنه ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ، ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﺃﻧﻪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺮﺳﻼ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺻﺢ (ﻧﻴﻞ اﻷﻭﻃﺎﺭ: 149/ 4).
 
الرأي الثاني: ﻗﺎﻝ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻭاﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ: ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺧﺮاﺝ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻮﻝ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺇﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻗﺖ، ﻭﻷﻥ اﻟﺤﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺷﺮﻃﻲ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﺎﻟﻨﺼﺎﺏ.
 
وشدد على أن الراجح أنه يجوز تقديم الزكاة قبل موعدها لمدة عام أو عامين كما رجحه بعض العلماء، وعلى هذا فلا حرج على المسلم في إخراج زكاة ماله قبل الحول على هيئة راتب شهري على أن يتم الحساب كاملا آخر الحول، بل إن هذا يعد من الرفق بالأسر الفقيرة وهو الأصلح في زماننا.
 
 
شرع الله سبحانة تعالى الزكاة  لطهرة للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».
 
أكد الشيخ السيد شلبي من علماء الأزهر الشريف ، إن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ولو شيخ كبير أو طفل صغير وموعد إخراجها تبدأ من أول يوم فى رمضان وحتى صلاة عيد الفطر .
 
وأضاف " شلبى" أن الزكاة واجبة على كل صائم و مطهرة له من كل شئ تعرض له فى صيامه خاصة أن الصيام ليس فقط للبطن والفرج ولكنه صيام القلب ، اللسان .
 
وعن موعد إخراج زكاة الفطر تابع السيد شلبى ، أن زكاة الفطر من الأفضل أن تخرج على هيئة أموال وما هو أيسر للغنى وأنفع للفقير ولا تقل عن 15 جنيه ومن الممكن أن تزيد فى حالة رغبة الشخص الذى يقوم بأداء الزكاة . 
 
وحدَّدت دار الإفتاء المصرية، قيمة زكاة الفطر 2022، بالتزامن مع بداية شهر رمضان 2022، وقال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- إن قيمةَ زكاة الفطر لهذا العام 1443 هجريًّا تقدر بـ 15 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد.
 
وأوضح أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام، جاءت بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
 
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام لتكون عند مستوى 15 جنيهًا، جاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد، لافتاً إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
 
وأضاف أن قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر، موضحاً أنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر.
 
وناشد مفتي الجمهورية المسلمين تعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين، حيث تعيش الأمة الإسلاميَّة -بل الإنسانية جميعًا- ظروفًا استثنائية غيَّرت بصورة غير مسبوقة سمات الحياة العامة المعتادة في شهر رمضان.
 
وتعادل زكاة الفطر صاع شعير أي نحو اثنين كيلو ونصف الكيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر، ويجوز إخراجها من أول يوم في شهر رمضان، ويستمر إلى قبل صلاة عيد الفطر المبارك، وشرط وجوب زكاة الفطر هو اليسار، أمَّا الفقير المعسر الذي لم يَفْضُل عن قُوتِه وقُوتِ مَنْ في نفقته ليلةَ العيد ويومَهُ شيءٌ فلا تجب عليه زكاة الفطر؛ لأنه غيرُ قادِر.
 
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن زكاة الفطر مفروضة على كل مسلم، غنياً كان أم فقيراً، مشيراً إلى أن الفقير يمكنه إخراج زكاة الفطر مما يتحصله من زكاوات الأغنياء لأنها وجبت على الجميع فمادام وجد عندك ما يزيد عن قوت يومك يجب أن تخرجها، خلاف الزكاة الأخرى فهي مفروضة على الأغنياء دون الفقراء. 
 
وأكد على جمعة أن اجتماع الناس على الذكر والخير والإطعام هو أمر طيب وجميل، وأن البعض قد يعترض على موائد الرحمن، منوهاً أن موائد الرحمن لها ثواب كبير.
 
ولفت إلى أن كثير من الأسئلة ترد إلينا عن حكم عمل موائد الرحمن من أموال الزكاة، منوهاً أنه تجوز في حالة واحدة وهي قصر موائد الرحمن على الفقراء فقط، لافتاً إلى أن موائد الرحمن إذا كانت عامة ومفتوحة للجميع فتكون من الخيرات والتبرعات والصدقات ولا تجوز من أموال الزكاة.
 
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز إخراج الزكاة يجوز في ثلاث حالات، فقد يكون مقدم، وقد يكون وقت الزكاة، وقد يكون مؤجل، على سبيل المثال زكاة شهر رمضان القادم، أقوم بإخراجها في الوقت الحالي أو في شهر رجب أو شعبان، هنا يكون إخراج الزكاة مقدم، وفي هذه الحالة يجوز تقسيم الزكاة على دفعات مادام هناك وقت على موعد الزكاة.
 
وأضافت: “أما إذا جاء وقت الزكاة فلا يجوز تقسيم الزكاة على دفعات، لأن في هذه الحالة يكون هناك تأخير في الزكاة، فإن كان التأخير يوم أو يومين يجوز أما بداية من شهر فلا يجوز، فالزكاة كالصلاة لها وقت محدد، فقد يتوفى صاحب الزكاة ولا يوجد من يسدد الزكاة عنه، فتبقى معلقة في رقبته، إذاً إخراج الزكاة على دفعات يجوز فقط في حالة إن كان هذا الإخراج مقدماً”.
 
وعن حكم إخراج زكاة المال في شكل إفطارٍ للصائمين قالت دار الإفتاء، في فتوى ، إن تفطير الصائمين أو ما يُعْرَف بـ"موائد الرحمن" مظهرٌ مشرقٌ من مظاهر الخير والتكافل بين المسلمين، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَن فَطَّرَ فيه -أي في رمضان- صائِمًا كان مَغفِرةً لذُنُوبِه وعِتقَ رَقَبَتِه مِنَ النَّارِ، وكان له مِثلُ أَجرِه مِن غيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَجرِه شَيءٌ» رواه ابن خزيمة، لكنها لما كانت تجمعُ الفقيرَ والغنيَّ فإن الإنفاق فيها يكون من الصدقة لا من الزكاة، إلا إذا اشترط صاحب الطعام أن لا يأكل منه إلا الفقراء والمحتاجون وأبناء السبيل، فحينئذٍ يجوز إخراجها من الزكاة.
 
ويكشف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، الرأي الشرعي في تعجيل الزكاة قبل الحول على هيئة مرتبات شهرية، قائلاً إن خلاصة ما قاله أهل العلم ذلك وهو كما يلي:
 
ﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻮﻝ: اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﻨﺼﺎﺏ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻛﺄﺩاء اﻟﺜﻤﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻴﻊ، ﻭاﻟﺪﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺘﻞ.
 
و ﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﺘﻰ ﻭﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻫﻮ اﻟﻨﺼﺎﺏ اﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻓﻔﻴﻪ ﺭﺃﻳﺎﻥ ﻟﻠﻔﻘﻬﺎء ،الرأي الأول: ﻗﺎﻝ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ: ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻄﻮﻋﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮﻝ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻠﻨﺼﺎﺏ، ﻷﻧﻪ ﺃﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﺐ اﻟﻮﺟﻮﺏ، ﻭﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﺃﻥ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺳﺄﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻌﺠﻞ ﺯﻛﺎﺓ ﻣﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ، ﻓﺮﺧﺺ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﻷﻧﻪ ﺣﻖ ﻣﺎﻝ ﺃﺟﻞ ﻟﻠﺮﻓﻖ، ﻓﺠﺎﺯ ﺗﻌﺠﻴﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﺤﻠﻪ، ﻛﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺆﺟﻞ ﻭﺩﻳﺔ اﻟﺨﻄﺄ، ﻓﻬﻲ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺤﻘﻮﻕ، وحديث علي رضي الله عنه ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ، ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﺃﻧﻪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺮﺳﻼ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺻﺢ (ﻧﻴﻞ اﻷﻭﻃﺎﺭ: 149/ 4).
 
الرأي الثاني: ﻗﺎﻝ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻭاﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ: ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺧﺮاﺝ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻮﻝ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺇﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻗﺖ، ﻭﻷﻥ اﻟﺤﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺷﺮﻃﻲ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﺎﻟﻨﺼﺎﺏ.
 
وشدد على أن الراجح أنه يجوز تقديم الزكاة قبل موعدها لمدة عام أو عامين كما رجحه بعض العلماء، وعلى هذا فلا حرج على المسلم في إخراج زكاة ماله قبل الحول على هيئة راتب شهري على أن يتم الحساب كاملا آخر الحول، بل إن هذا يعد من الرفق بالأسر الفقيرة وهو الأصلح في زماننا.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق