وثيقة للتاريخ.. كلمة الرئيس في إفطار الأسرة المصرية تحدد مسار الجمهورية الجديدة

السبت، 30 أبريل 2022 10:00 م
وثيقة للتاريخ.. كلمة الرئيس في إفطار الأسرة المصرية تحدد مسار الجمهورية الجديدة

الرئيس يجدد العهد مع المصريين ويؤكد: موجود من إجل أنفاذ إرادتكم

إطلاق الحوار السياسي حول أولويات العمل الوطني وإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي وتكليف الحكومة بقرارات اقتصادية 

 
 
الزمان: الثلاثاء 26 إبريل 2022.. 25 رمضان.
 
المكان: فندق الماسة بالقاهرة.
 
المناسبة: حفل إفطار الأسرة المصرية بحضور كافة مكونات الشعب المصرى بمختلف ألوانه وتوجهاته السياسية.
 
الحدث: الرئيس عبد الفتاح السيسى يلقى كلمة تاريخية أكد خلالها معالم الجمهورية الجديدة التي أعلن تدشينها قبل عامين.
 
نعم هي كلمة تاريخية أو كلمة للتاريخ، بل وثيقة ستظل ملتصقة بالعقل الجمعى المصرى، لأسباب مختلفة، منها المتعلق بالقرارات التي تضمنتها، وبعضها مرتبط بالحضور، وأسباب أخرى تعود إلى هدف الرئيس السيسى.
 
ولإنها تشكل منعطف تاريخى في مسار الدولة المصرية، وشملت عرضا وكشفاً لحقائق كانت خافية عن الكثيرين، ورسماً للمستقبل، فإننا نعيد تقديم هذه الكلمة كما هي، لإنها بالفعل تستحق إن تكون في أيدى كل مصري ومصرية، فمن بدايتها وحتى نهايتها، امتلأت الكلمة بالكثير من الرسائل والحقائق، التي ستظل معنا لسنوات طويلة، ونحن نبنى يداً بيد مع مؤسسات الدولة، مستقبل مصر.
 
في بداية الكلمة وجه الرئيس السيسي بمناسبة شهر رمضان المبارك التهنئة لكل المصريين بتلك الأيام المباركة التي اختلطت فيها أعيادنا مسلمين ومسيحيين، حيث تزامنت أيام شهر رمضان الفضيل مع خميس العهد والجمعة العظيمة وعيد القيامة، وقال «كل عام ونحن أمة كريمة ووطن عظيم وطن يجمعنا بالخير والسلام والمحبة».
 
وتابع الرئيس السيسى: «السيدات والسادة.. إن العهد الذي بيني وبينكم منذ أن تشرفت بالمهمة التي كلفت بها بأمر الشعب المصري العظيم هو عهد صدق في القول والإخلاص في العمل والنوايا والتجرد من كل انتماء.. الانتماء لله والوطن ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى وفي سبيل إنفاذ إرادة الأمة وتحقيق أحلام أبنائها كانت خطواتنا ثابتة وراسخة وعزيمتنا لا تلين من أجل تحقيق البقاء والبناء لمصرنا العزيزة وعلى مدار سنوات مضت كانت التحديات عظيمة ولكن نجاحاتنا في اجتيازها كانت أعظم».
 
واستطرد الرئيس السيسي قائلا: «أود أن أؤكد مرة أخرى أن آثار الأزمات لا تسقط بالتقادم، فنحن بحاجة لكى نتوقف كلنا كمصريين معنيين ومهتمين بالبلد وأمانها واستقراراها ومستقبلها، وساتحدث عن بعض الأرقام لتكون واضحة لنا كمصريين، وأقول لكم أننا في مصر في أحداث 2011 وحتى الآن، فبعد أحداث 2011 خسرت مؤسسات الدولة المصرية 37 مليار دولار و80 مليار جنية، وهذه الخسائر لا تنتهى أثارها، حتى لو جاء شخص جديد وتولى مسئولية الدولة، فهى باقية ولا يمكن إلغائها».
 
وأكمل الرئيس السيسى أنه «من 2013 وحتى 2017 الجيش المصري كان يصرف مليار جنيه شهريا لمدة 84 شهرا لمواجهة الإرهاب ولإزالة الآثار التي ترتبت على هذه الأوضاع التي أعقبت أحداث 2011، مشيراً إلى أن «هذه الأرقام لا تعد كشف حساب، وإنما محاولة لألقاء الضوء حقيقة على واقعنا وعلى الأثار التي تترتب، والمشكلة الكبيرة أن التوصيف قد لا يكون متكامل، فالقوات المسلحة كانت تصرف شهرياً مليار جنية لمدة 84 شهر لمواجهة الإرهاب، لإننا فتحنا الباب في 2011و2012 لحالة من عدم الاستقرار ترتب عليها انتخابات غير مستقرة أتت لنا بقوى غير جاهزة لقيادة دولة».
 
وقال الرئيس السيسى موجها حديثه للمصريين: اوعى تتصوروا أنكم اولوتونى مسئولية أنى رئيس، جئت لإمسك الكرسى.. لا.. الكلام لا يتغير ولن يتغير، أنا موجود من إجل أنفاذ إرادتكم، وطالما إرادتكم موجودة أنا احترمها.
 
وأضاف الرئيس السيسى: «إنني أقول لكل من يتوافق أو لا يتوافق معي نحن واحد ولسنا اثنين أنا والشعب، وهذا الحديث قلته في البداية عندما طلب مني الترشح للمسئولية قلت لنفسي إن الوضع في مصر كبير على أي رئيس وعلى اى حكومة ولكنه ليس كبيرا على المصريين».
 
وواصل الرئيس السيسي توضيحه للخسائر التي تعرضت لها مصر خلال تلك الفترة، وقال إن التصنيف الائتماني لمصر تراجع 6 مرات خلال الفترة من 2011 إلى 2013، كما حدثت 35 ألف حالة تعدي على الأراضي الزراعية من 25 يناير حتى 8 فبراير 2011، وقال: «خلى بالك أنت واقف في الميدان ولا تعرف ما يحدث في البلد، البلد تتخرب وتضيع وتدمر بنوايا طيبة.. انا اتحدث عن ازمة صغيرة تعرضت لها مصر، وأرقام صغيرة بالنسبة للواقع الذى حدث بعد ذلك».
 
وتحدث الرئيس السيسى عن مسلسل "الاختيار 3"، وقال: "كثير يتساءلون عن الهدف من المسلسل، الهدف منه أن نسجل بأمانة وإخلاص وشرف في وقت ينعدم فيه الشرف والصدق، واستطيع ان أركد لكم أن كل كلمة قيلت في هذا الوقت مع الناس الكبار بمنتهى الدقة هي ما حدثت".
 
وأشار الرئيس إلى حديثه وعمله خلال فترة الإخوان، وقال أن البعض قد يتسأل "معقول أن حد يبقى مختلف مع حد في أفكاره ويساعده، ولماذا يساعده.. هل يتأمر.. لماذا لا يتامر".. وأكمل الرئيس السيسى بقوله "لا والله لم تأتمر، وإن سبب نجاح مصر في تخطي هذه الأزمة لم يكن فيه تآمر أو خيانة أو عدم إخلاص.. وإنما الإخلاص كان لله فقط ولها الوطن الذى لا يتحمل أكثر من ذلك".
 
وأضاف الرئيس السيسى أنه عندما حدثت وقفة مع الرئيس الراحل محمد مرسي كانت تلك الوقفة لصالح مصر، قائلا "لو تأمرت عليه بعد أن تولى لكنت تامرت على مصر، وعلى 100 مليون وضيعت حياة ومستقبل 100مليون، الحب هنا والفكر ليس له مكان، لإن الإخلاص والشرف والأمانة من أجل بناء وحماية وطن، وهدفي كان حماية الوطن".
 
وتطرق الرئيس السيسي إلى الخسائر التي منيت بها مصر بعد هذه الفترة الصعبة، وقال أن الناتج المحلى المقدر تحقيقه طبقاً لحسابات الوكالات ومؤسسات التصنيف الدولية كانت تتوقع لمصر تحقيق 8 تريليون جنية حتى 2015، بما يوازى 457 مليار دولار، وكان معدل دخل الفرد طبقا للناتج المحلى وقتها 2000 دولار، وكان مقدر في 2015 أن يكون 4الاف دولار، لكن ما حدث على الأرض وفى الوقاع إن الاحتياطي النقدى انتهى في هذه الفترة ومعدل البطالة ارتفع إلى 14%.
 
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه لم يكن أحد يستطيع حل كل هذه المشاكل في وقتها، وقال "لو كان الفريق شفيق هو الذى نجح في الانتخابات الرئاسية لم يكن يستطيع مجابهة هذه التحديات وقتها، ولم يكن أي شخص قادر على هذه المواجهة في حينها، لكن لابد أن تعرفوا لولا تدخل الاشقاء العرب بعشرات المليارات من الدولارات عامي 2013 و2014، لما كانت ستقوم لمصر قائمة حتى الأن".
 
وأكد الرئيس السيسي أننا نجحنا بفضل الله في تجاوز أزمة كورونا وسنتجاوز تداعيات الأزمة الأوكرانية بإذن الله.
 
وقال الرئيس السيسى: "أرجو أن نكون دائما متذكرين هذا الحديث على أنه كان واقع عشناه، ونتائجه وأثاره كانت مدمرة"، مؤكداً أنه شخص مستقل وغير محسوب على أحد، وقال "اوعوا تفتكروا انى محسوب على حد أو بادافع عن حد، لكن أفكركم أن المرء ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وقد يكون الوقت غير مناسب لقول الصدق فتسكت، إلى أن يأتي الوقت الذى تقول فيه لكى يعرف الناس".
 
وتسأل الرئيس السيسى "هل الفصيل الذى كان موجود معنا توقف دوره في التشكيك وبناء حالة عجم ثقة في مجتمعنا المصرى، هل توقفت على مدار 90 سنة؟.. وما هي أثار هذا الدور؟".
 
ودعا الرئيس السيسي، المثقفين والكتاب والمفكرين والاعلاميين إلى تشكيل جبهة صلبة لمواجهة حملات التشكيك من جانب فصيل بعينه فيما يتحقق من إنجازات، والحفاظ على مصر، حتى يتشكل وعى حقيقى لدى المجتمع قادر على أن يكون الكتلة الصلبة في مواجهة هذه المحاولات.
 
وأكمل الرئيس: "أنا والله صادق معاكم، والكلام ده أنا قلته في أحد جلسات المجلس العسكري أثناء 2011، وقبل الانتخابات بـ6 شهور، كانوا بيقولوا مين اللي جاي، فقلت لهم الإخوان، فحصل نقاش وقلت لهم البلد بالإخوان ولا مفيش بلد؟ اختاروا.. ساعتها زمايلي اللي كانوا معايا في المجلس استغربوا.. ولكن ربنا ألهمنا الصدق والصواب والقدرة على التمييز".
 
وقال الرئيس السيسي "إن الله نجا مصر من المسار الذي دخلت فيه دول أخرى بالمنطقة، وتمكن الشعب المصري بفضل الله من تجاوز هذه الأوضاع التي سادتها الفوضى"، مؤكداً أن الشعب المصري نجح في تخطي الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولكن لقمة العيش ليست كل شئ فمن المهم أيضا تحقيق الأمن والاستقرار والسلامة في مصر لأنها العناصر التي تحقق النجاح الاقتصادي.
 
وشدد الرئيس السيسي على أن الإرهاب الغاشم كان يسعى للنيل من عزيمتنا وإرادتنا فكانت دماء المصريين وتضحياتهم هي الثمن المدفوع لتبقى مصرنا عزيزة وقادرة، مشيرا إلى عدد شهداء الإرهاب من عام 2013 وحتى الآن والذي بلغ 3277 شهيدا وأكثر من 12 ألف مصاب بالإضافة إلى التخريب الذي حدث وهو ثمن دفعناه جميعا لنصل إلى ما وصلنا إليه من استقرار وتقدم.
 
وقال الرئيس السيسي "إن المصاب الذى نتحدث عنه هنا هو الذي تعرض لإصابة أعاقته عن العودة مرة ثانية، وهذا الكلام لم يُذكر سابقا، ولكن أذكره الآن.. أتحسب وأخشى أنه بعد استقرار الموضوع في سيناء تنسى الناس، لا تنسوا .. لا تنسوا تفجير مديرية أمن القاهرة، وتفجير مديرية أمن الدقهلية، وتفجير أبراج الكهرباء، وغيرها، وهذا ثمن دفعناه وليس أنا الذى دفعته ولكننا جميعا، البلد دفعت ثمنا كبيرا لكي تصل إلى ما نحن فيه، الوضع الذي نحن فيه طريق مملوء بدماء وتضحيات أسر كثيرة".
 
وتابع: "أنا قلت 3 آلاف و300 شهيد على سبيل المثال أي معناه أن هذه الأسر تتألم وستتألم طوال تواجدهم في الحياة، وهؤلاء الشهداء دفعوا الثمن لكي تعيش البلد"، واستطرد قائلا: "عندما ننتهي من إزالة العبوات الناسفة والمتفجرات التي كانت موجودة والتي وضعها الإرهابيون في أماكن كثيرة من رفح إلى الشيخ زويد والعريش، نستطيع وقتها الإعلان عن تطهير أو انتهاء الإرهاب في سيناء".
 
وأشاد الرئيس السيسي بتحمل المواطن المصري لكثير من الصعاب في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، مشيدا بما قدمته المرأة المصرية من جهد حيث كانت في طليعة المسيرة ولم تتوان لحظة في أن تكون في مقدمة صفوف العمل الوطني، خاصة أن مصر خاضت معركتين في مواجهة الإرهاب وإعادة بناء الدولة، لافتاً إلى أن نمو قدرات الدولة لم يجار النمو السكاني، مشددا على أنه لم يعط وعودا براقة ولكنه صارح الشعب بالتحديات الضخمة وأنه لا يجب أن نفقد الأمل أو يصيبنا الإحباط أو اليأس.
 
ونوه الرئيس السيسى بما تحقق من الانتقال مع عجز في الكهرباء إلى فائض بنسبة 20%، وأيضا الإنجازات في التعليم والرعاية الصحية وبرنامج "حياة كريمة" الذي تبلغ تكلفته 700 مليار جنيه ويغطي حوالي 4500 قرية، وانخفاض البطالة من 14 إلى 7.5 % رغم الزيادة السكانية، إلى جانب الاكتفاء الذاتي من السكر، لافتا إلى أن المحصول الجديد المحلي من القمح سيغطي الاستهلاك لمدة 9 أشهر.
 
واستكمل الرئيس السيسي كلمته قائلا: "بقراءة سريعة على دفتر الإنجاز اليومي القومي على مدار السنوات التي تلت ثورتنا العظيمة في 30 يونيو 2013 نجد أننا معا قد صنعنا مجدا نفتخر به مجددا، صنعته دماء الشهداء الأبرار وسواعد العمال والفلاحين الشرفاء وعقول العلماء والمفكرين والمثقفين وأصبح الوطن مساحة مشتركة تجتمع فيها أحلامنا للغد".
 
وتابع الرئيس السيسي: "أنه في سبيل إعادة بناء قدرات الدولة المصرية تحملنا معا دولة وشعبا تحديات هائلة وضغوط كثيرة، فقد توازت جهود إعادة بناء وتطوير البنية التحتية للدولة مع تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي وقد تحمل المواطن المصري الآثار الناجمة عن تلك الإصلاحات وكانت في طليعة المسيرة المرأة المصرية العظيمة والتي لم تتوان في لحظة عن أن تكون في مقدمة صفوف العمل الوطني".
 
ومضى الرئيس السيسي قائلا: " كان من الممكن أن نعتمد مبدأ /اقتصاد الحرب/ ونقول إننا نحارب الإرهاب على كامل أرضنا وعلى حدودنا الغربية على امتداد 1200 كيلو بدءا من السلوم وحتى حدودنا مع السودان ومن حدودنا مع السودان أو مع ليبيا حتى البحر الأحمر خط 22".
 
وتابع الرئيس السيسي :" أنا عاوز أقولكم أن هذا أمر ممكن يقبل التغطية والحشد الإعلامي ونحن بالفعل نحارب، وبالتالي نوقف كل حاجة السبع سنوات حتى انتهاء هذه المعركة.. لكنا كنا ندرك أن هذا هو هدف من أهداف الإرهاب الحقيقية وهو أن تتوقف الأمور في مصر حتى تتداعى قدرة الدولة المصرية وتصبح سهلة السقوط مرة أخرى فكانت المعركة معركتين /معركة الإرهاب/ و/معركة البناء وإعادة الدولة بجد".
 
وقال: "نتحدث عن 7 أو 8 تريليونات جنيه تم إنفاقها خلال السبع سنوات الماضية.. وإذا كان قد تم الانتظار إلى وقتنا الحالي حتى القضاء على الإرهاب كنا سنضطر إلى العمل على توفير 14 أو 15 تريليون جنيه وقد يستغرق هذا الأمر 7 أو 10 أعوام أخرى".
 
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه يعظم إرادة الشعب، مضيفا "كان لدينا مشكلة طاقة كبيرة للغاية، وخلال عامين ونصف العام ضاعفنا إنتاجنا من الكهرباء وأصبح لدينا فائضا بنسبة 20%، وتابع: "وأقول لكم عندما يزداد 2.5 مليون مواطن سنويا فإننا بحاجة إلى 60 ألف فصل دراسي بالإضافة إلى الموجود"، مضيفا "كنا 80 مليون نسمة وأصبحنا اليوم 100 مليون، متسائلا "هل ازدادت قدرات دولتنا بما يوازي العشرين مليون الزيادة".
 
وتابع: "لو كان حجم إنتاجنا الزراعي الحالي موجه لـ 40-50 مليون نسمة كان سيكفي، وكان إنتاجنا الذاتي سيكفي حاجات الناس، وعند الحديث عن الأزمة الحالية قلت إن الآثار الخاصة بها والمعالجات الخاصة بها لا تسقط بالتقادم.. وهذا موضوع تراكمي تتحمله الدولة والشعب أيضا، إذا كان يريد الخروج مما هو فيه ويقوم بعمل تنمية حقيقية"، مؤكداً أن التحديات التي تواجهها الدولة هي تحديات ضخمة تتطلب إرادة الشعب مع الدولة لكي يتم تجاوزها بنجاح.
وأشار إلى أنه رغم أزمة "كورونا" والأزمة الروسية الأوكرانية لا ينبغى أن نكون مكبلين الأيدي وأن نتحرك ونعمل وألا نفقد الأمل، قائلا: "وطول ما الإنسان موجود سيقابل تحديات ويعينه الله عليها بالعمل".
 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن: " لقد تحققت ثمار الإصلاح وانعكست على مؤشرات الاقتصاد الكلي فقد حققت مشروعات البنية التحتية والطاقة نتائج مذهلة عززت من قدرات الدولة ورفعت من قيمة أصولها وجعلت مصر مقصدا للاستثمار الأجنبي، كما انخفضت معدلات البطالة بعد ما وفرت المشروعات القومية المنفذة فرصا للعمالة".
 
وأضاف الرئيس السيسي: "كما تم تحقيق نقلة نوعية في إنشاء مدن الجيل الرابع بعد أن تم إنشاء عدد من المدن الجديدة بطول الجمهورية وعرضها لسد الفجوة ما بين الطلب على الإسكان والمعروض وذلك لتوفير الوحدات السكنية اللازمة لشباب مصر".
 
ونوه إلى أن عجلة البناء والإنتاج دارت في كل المجالات والقطاعات وكان المواطن المصري وتوفير مقومات جودة الحياة هو الهدف الأنبل والغاية السامية فأطلقنا مبادرات للصحة حققت نتائج ملموسة ومؤثرة انعكست إيجابا على صحة المصريين، كما تم إطلاق المرحلة الأولى من أكبر مشروع تنموي لتطوير الريف المصري في التاريخ "حياة كريمة".
 
ومضى الرئيس السيسي قائلا إن: "الدولة تضمن انعكاسا مباشرا لمعدلات النمو على المواطن الأكثر احتياجا في الريف المصري ولضمان تحقيق العدالة الاجتماعية التي نادى بها المصريون في يناير 2011 ويونيو 2013 فقد تم إقرار حزمة معتبرة من إجراءات الحماية الاجتماعية لتوفير مظلة آمنة للفئات الأكثر احتياجا".
 
وأضاف الرئيس السيسي "ولم تنحصر جهود الدولة في المجال الاقتصادي فقط وإنما سعت الدولة المصرية إلى ترسيخ مفهوم امتلاك القدرة فطورت ودعمت قدراتها الأمنية والعسكرية وكانت تلك ضرورة حتمية وسط إقليم تعصف به رياح الاضطراب والصراع وقد باتت هذه القدرات اليوم ضمانا لحماية مقدرات هذا الوطن وظهيرا لاستقراره، كما نجحت الدولة في إعادة رسم أنماط علاقاتها الدولية والإقليمية بناء على مفهوم الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة والدفاع عن الأمن القومي المصري بدوائره القريبة والبعيدة".
 
وقال الرئيس السيسي: "السيدات والسادة الشعب المصري العظيم كل مشاهد ومراقب لتطور الدولة المصرية منذ عام 2014 وحتى اليوم يمكنه أن يسرد قصة أم عظيمة استطاعت في أقل من عقد من الزمان أن تحمي نفسها من السقوط وتحول مكر الذين أرادوا لها الفشل إلى إرادة وعزيمة لتتحول إلى دولة رائدة في إقليمها شابة في أحلامها قوية بأبنائها لم تنل منهم تهديدات الإرهاب أو تشكيك أو كذب من هنا وهناك".
 
وأضاف: " اليوم يواجه العالم ومصر أزمة عالمية مركبة ناجمة عن الآثار التي خلفتها جائحة كورونا وعواقب الصراع الروسي الأوكراني تلك الأزمة التي تسببت في ارتفاع مستويات التضخم العالمية وحال من الكساد التجاري وأزمة في سلاسل الإمداد ومصر تواجه هذه الأزمة التي ألمت بالعالم بقدرات متطورة وخطة عمل فاعلة عكفت على إعدادها الحكومة وكافة أجهزة مؤسسات الدولة بحيث تتحول هذه الأزمة إلى فرص لتطوير وتنمية الاقتصاد المصري مع الوضع في الاعتبار العمل من أجل تقليل الآثار المباشرة على المواطنين قدر الإمكان من خلال التنسيق والتعاون بين الدولة ومؤسساتها من جهة ومؤسسات المجتمع المدني وشركاء التنمية من جهة أخرى وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر تضررا".
 
واستطرد الرئيس السيسي قائلا: "أود أن أقول أن أكثر ما كان يتحدث عنه المواطن خلال الفترة الماضية هو توافر السلع الأساسية.. وأقول لكم أننا في عامي 2014 و2015 قمنا باتخاذ قرار بألا يقل المخزون الاستراتيجي للدولة المصرية عن 6 أشهر، وتم تخصيص الموارد اللازمة لهذا الأمر، ونحن في حينها لم نكن نعلم أنه سيكون هناك أزمة مثل ما نراها في الوقت الحالي."
 
ومضى الرئيس السيسي قائلا: "عندما نتحدث عن أن القمح المتواجد لدينا اليوم أو الذي يتم حصاده على الأراضي المصرية يكفينا حتى نهاية هذا العام بما يعني حوالي 9 أشهر، ولدينا اكتفاء ذاتي من الأرز ومن الممكن بنهاية هذا العام أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من السكر.. يؤكد أنه لا توجد مشكلة حقيقية تخيفنا.. نعم لدينا أزمة اقتصادية ونحن قادرون على السيطرة والتعايش معها ولدينا ما نحتاجه على أراضينا وهو ما سيراه الجميع خلال الفترة القادمة".
 
وقال الرئيس السيسي: " شعب مصر العظيم إن تضحيات المصريين وأحلامهم هي ضمان بقاء أمتنا العظيمة ومثلما عبرنا معا التحديات السابقة سنعبر ونجتاز التحديات الحالية وفي ذلك الحضور من ممثلي الشعب الذين اجتمعوا على مائدة الأسرة المصرية، أعلن لكم بكلمات واضحة وبلسان مصري مبين أننا نجدد العهد بأن تجمعنا المساحات المشتركة في وطننا الغالي لنبني مصر المستقبل وفي سبيل تحقيق ذلك أؤكد لكم أنني قررت ما يلي:
 
أولا : تكليف الحكومة بعقد مؤتمر صحفي عالمي لإعلان خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية والتي تشمل تنفيذ إجراءات عاجلة لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم والتحول الرقمي وتوجيه كل الدعم اللازم للمستثمرين المصريين في كافة المجالات السياحية والصناعية والزراعية والتطوير العقاري والتحول الرقمي.
 
ثانيا : إطلاق مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطني في توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر مع تقديم عدد من الحوافز في صورة أراضي بحق الانتفاع والإعفاء من الضرائب لمدة 5 سنوات، بالإضافة إلى تقديم أوجه الدعم اللازم لتقنين الأوضاع للمخالفين وتقديم الدعم الفني والمادي اللازم للمتعثرين.
 
ثالثا : تكليف أجهزة ومؤسسات الدولة بالاستمرار في دعم مبادرة التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي التي نفذتها خلال الشهرين الماضيين لتقديم الدعم والحماية الاجتماعية لعدد 9 ملايين أسرة مع قيام الحكومة بدعم التحالف بقيمة 9 مليارات جنيه حتى نهاية العام الجاري ودعوني في هذا الجمع الكريم أن أتقدم لجميع أعضاء هذا التحالف من جمعيات ومؤسسات بالتحية والتقدير على الجهد المبذول والتنسيق والتكامل مع مؤسسات الدولة المختلفة لإنجاح هذا النموذج الناجح للتعاون بين الدولة والمجتمع المدني.
 
رابعا: انطلاقا من إعلان عام 2022 عاما للمجتمع المدني فإنني أدعو كافة الأجهزة المعنية ومؤسسات المجتمع المدني لإطلاق منصة حوار من خلال التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ووزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي لحقوق الإنسان لتقديم الدعم للعمل الأهلي والمجتمعي واقتراح التعديلات التشريعية اللازمة لتسهيل العمل المجتمعي بما يخدم أهداف الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.
 
خامسًا.. تكليف الحكومة وكافة الأجهزة المعنية بتعزيز كافة أوجه الدعم المقدم لمزارعي القمح في مصر، وذلك بزيادة المحفزات المقدمة للمزارعين سواء كانت مادية أو خدمية لما يحقق زيادة في الاكتفاء الذاتي من القمح.
 
سادسًا.. إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطني للشباب على أن توثق إعادة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة، قائلًا "لا أخفي عليكم سعادتي البالغة في خروج دفعات لعدد من أبنائنا الذين تم الإفراج عنهم خلال الأيام الماضية، وأقول لهم أن الوطن يتسع لنا جميعًا، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية".
 
سابعًا.. تكليف الوزارات والمؤسسات والأجهزة التي ساهمت في توفير السلع الأساسية للمواطنين من خلال المعارض المختلفة التي تم إقامتها على مستوى محافظات الجمهورية باستمرار عمل هذه المعارض لتقديم كافة السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مدعمة وحتى نهاية العام الجاري.
 
ثامنًا.. تكليف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، ورفع نتائج هذا الحوار إلي شخصيًا مع وعد بقيامي بحضور هذه الحوارات في مراحلها النهائية.
 
وقال الرئيس السيسي "في حواري مع الإعلاميين تحدثت في موضوع الإصلاح السياسي مبديًا حرصي الشخصي على هذا الأمر، ولكن الأولويات كانت مؤجلة في هذا الموضوع، والآن أقول إننا نطلقه ونتيح الحوار والنقاش لكل القوى السياسية بدون استثناء أو تمييز" .. مشيرًا إلى عرض مخرجات هذا الحوار على البرلمان ومجلس الشيوخ، لكي يكون الإقرار أو القوانين المطلوبة أو المزيد من النقاش فيه، مؤكدًا الحاجة إلى هذا الحوار الوطني الآن؛ خاصة مع إطلاق الجمهورية الجديدة ليكون ضمن مفرداتها.
 
تاسعًا.. قيام الحكومة بالإعلان عن خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي وكذا عجز الموازنة على مدار الأربع سنوات القادمة.
 
عاشرًا.. قيام الحكومة بطرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية تستهدف مضاعفة أحجام وأعداد الشركات المقيد لها أوراق مالية والمستثمرين المحليين والأجانب والمؤسسات المختلفة.
 
الحادي عشر.. تكليف الحكومة بالإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة بمستهدف 10 مليارات دولار سنويًا ولمدة 4 سنوات.
الثاني عشر.. قيام الحكومة بالبدء في طرح حصص من شركات مملوكة للدولة في البورصة المصرية من ضمنها شركات مملوكة للقوات المسلحة وذلك قبل نهاية العام الجاري.
 
الثالث عشر.. استكمال سداد المديونية الخاصة لـ700 من الغارمين والغارمات المتواجدين بالسجون بتكلفة مالية تصل إلى 45 مليون جنيه لإخلاء سبيلهم وذلك كدفعة أولى من المساعدات الموجهة لهم ولأسرهم والعمل على دمجهم في الحياة العامة وتمكينهم اقتصاديًا.
 
واختتم الرئيس السيسي قائلًا: "في نهاية حديثي وسط هذا الجمع الكريم الثرى من أبناء الشعب المصري العظيم، أؤكد لكم جميعا بأن هذا الوطن العزيز أقوى مما يتصور المتربصين به وأغنى مما يظن المشككين فيه، ومصرنا الغالية القوية التي تخطو خطواتها الأولى لتدشين الجمهورية الجديدة قادرة على تخطى الصعاب وإحالة التحديات إلى فرص.. مصر الجديدة هي دولة ديمقراطية مدنية حديثة تتسع لكل أبنائها وتسعى للسلام والبناء والتنمية.. مصر التي خُضبت دماء الشهداء أرضها الطيبة وصنع مجدها سواعد أبنائها، وزرع لها الأمل فلاحوها وأصنع لها المستقبل عمالها، وتشعب من ثقافة وفنا وعلما بعقول علمائها.. مصر الوطن الذي تردد له وبه دائمًا.. تحيا مصر".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق