بعدما عاش منفيا باكيا القدس مهاجم الطغاة.. مظفر النواب ينام أخيرا في تراب العراق

السبت، 21 مايو 2022 01:30 م
بعدما عاش منفيا باكيا القدس مهاجم الطغاة.. مظفر النواب ينام أخيرا في تراب العراق
تشيع جثمان الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب
إيمان محجوب

على باب المسرات القديمة وقف الشاعر الثوري مظفر النواب يكتب، في دفتر المطر باكيا القدس عروس عروبتنا، يقاسم عبد الرحمن الابنودي رثاء الشاعر الفلسطيني ناجي العلي، عاش بين العواصم العربية يقتله الحنين لتراب وطنه مطاردا بهوية ليبية متنقلا بين القاهرة ودمشق ولبنان حتى توفي أمس بالإمارات وشيع جثمانه اليوم السبت في جنازة رسمية بالعراق، لتبكية الشعوب العربي بعدما عاش ينضال من اجلها مطاردا ومنفيا عن وطنه لأكثر من 50 عاما.

جثمان مظفر
 
حيث نعت الرئاسة العراقية وفاة الشاعر الثوري مظفر النواب الذي وفاته المنية عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع طويل مع المرض، في أحد مستشفيات الإمارات، وكتب الرئيس العراقي برهم صالح: "يبقى حيّاً في ذاكرة الشعب مَن زرع مواقفه السياسية والوجدانية بشكل صادق، ولهذا فإن الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب لا يمضي إلى العدم، فهو حيّ في ذهن كل مَن ترنم بقصائده الخالدات، لروح المبدع الفذ المغفرة والرحمة، ولأسرته ومحبيه وقرّائه الصبر والسلوان"

ولد الشاعر الكبير مظفر النواب في بغداد عام 1934 لعائلة عراقية أرستقراطية، تقدر الفن والشعر والموسيقى، ينتمي بأصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الإمام موسى الكاظم، التحق بالحزب الشيوعي العراقي وهو لا يزال في الكلية، وتعرض للتعذيب على يد الحكومة الهاشمية، وبعد الثورة العراقية عام 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي، تم تعيينه مفتشًا في وزارة التربية والتعليم، في عام 1963، اضطر لمغادرة العراق (الأهواز بالتحديد وعن طريق البصرة)، بعد اشتداد المنافسة بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا للملاحقة والمراقبة الصارمة من قبل النظام الحاكم وقتها قبل إعادته قسرًا إلى الحكومة العراقية، حيث أصدرت محكمة عراقية حكمًا بالإعدام بحقه بسبب إحدى قصائده، وخفف فيما بعد إلى السجن المؤبد.

مظفر-النواب
 
هرب مظفر النواب من السجن بحفر نفق وبعد الهروب المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفيًا فيها ثم سافر إلى جنوب العراق وسكن (الأهواز)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة وانضم إلى فصيل شيوعي سعى إلى قلب نظام الحكم، وفي عام 1969 صدر بيان العفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية فشغل منصب مدرس في إحدى المدارس، ثم غادر بغداد إلى بيروت في البداية، وبعدها انتقل إلى دمشق، وظل يسافر بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر بهِ المقام أخيرًا في دمشق ثم بيروت، كما تعرض النواب لمحاولة اغتيال في اليونان في العام 1981
 
مطفر النواب

عاش في المنفى في العديد من البلدان، بما في ذلك سوريا ومصر ولبنان وإريتريا، حيث أقام مع المتمردين الإريتريين، قبل أن يعود إلى العراق في عام 2011، وقبل عودته إلى العراق، كان عديم الجنسية ولم يكن قادرًا على السفر سوى بوثائق السفر الليبية (إذ كان قد حل على العقيد معمر القذافي كشاعر كبير، وأقام في ليبيا لسنوات، واتخذ من جواز سفرها هوية رسمية).

كان شعر مظفر النواب حافل بالرموز الثورية للدفاع الصلب عن قضايا العرب القومية السياسية والاجتماعية، قبل أن يصل ذروة مرحلة توجيه الانتقادات الحادة واللاذعة لمجموعة من النظم العربية الأمر الذي كلفه قضاء عقودا طويلة من الغياب في المنافي خارج وطنه العراق ليرحل عن عالمنا اليوم تاركا وراءه إرثا إبداعيا خالدا ومن أهم قصائده (القدس عروس عروبتنا - بكائية علي صدر الوطن – قراءة في دفتر المطر- باب الكون – في رثاء ناجي العلي- موت العصافير- يوميات عروس الانتفاضة – وتريات ليلية)

مظفر النواب
 
وقد أمضى مظفر النواب، غالبية حياته خارج العراق، لكنه بقي حاضراً في وجدان العراقيين الذين ودّعوه بتداول صوره وقصائده على مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان خبر وفاته، وتقديراً لما يحمله من قيمة فنية كبيرة للعراقيين والعرب، نُقل جثمان الشاعر بالطائرة الرئاسية إلى مطار بغداد الدولي، حيث أقيمت له مراسيم رسمية بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق