دينا الحسيني تكتب: 8 سنوات للرئيس.. رحلة إنقاذ مصر وبناء جمهورية جديدة

الإثنين، 06 يونيو 2022 06:15 م
دينا الحسيني تكتب: 8 سنوات للرئيس.. رحلة إنقاذ مصر وبناء جمهورية جديدة
السيسي

لم يكن من السهل أبداً أن تخرج مصر من "العام الكئيب"، ذلك العام الذي هيمن فيه تنظيم الإخوان على مقدرات البلاد والسطو على خيراتها، إلا إن الإرادة الشعبية الراصدة لهذه الهيمنة التي تجلت في 30 يونيو وضعت القوات المسلحة المصرية أمام خيار شعبي ومسئولية وطنية لتلبية مطالب الشارع بتحرير البلاد من سيطرة الإخوان، ومحاولات قادة مكتب الإرشاد السيطرة على مفاصل مؤسسات الدولة.

السطور القليلة السابقة قد تكون موجزاً مُلخص لمُهمة وطنية شاقة، كان الأصعب فيها هو استعادة مصر المخطوفة من يد جماعة إرهابية عثت في الأرض فساداً، روعت الأمنيين، وأطلقت رصاصها على كل وطني مُخلص تصدى لطغيانها، وألقت قنابلها في وجه قوة إنفاذ القانون، فلا قانون لديهم يعلو على القانون "القطبي" - أفكار سيد قطب الهدامة -، وقرارات "مكتب الإرشاد" التي كادت أن تجُر البلاد لحرب أهلية، وأغرقتها في الأزمات الاقتصادية خلال 100 يوم من حكم محمد مرسي العياط، لكن التفاصيل أهم وأعمق بكثير.

8 سنوات مرت على تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم بالبلاد، ليتسلم بأمر الشعب "المهمة الجديدة"، ألا وهي محو أثار التدمير والتخريب الإخواني، برحلة شاقة يبدأها الرئيس من أجل البناء والتعمير، فمن الانحياز للإرادة الشعبية مع القوات المسلحة، والتصدي لإنقاذ مصر من الإخوان والإرهاب والفوضى إلى بدء مسار جاد وشامل لاستعادة الأمن وإرساء دعائم الاستقرار في كافة ربوع البلاد بتثبيت أركان الدولة، ووضع خطة متوازنة متكاملة لمعالجة أثار الفوضى وتأخر التنمية.

رحلة البناء بدأت بالتحديث والتطوير، وصولا للاستقرار والهدوء الأمني بشكل كامل، لتضع القيادة السياسية بعدها لمسات الجمهورية الجديدة، بغزو التكولوجيا والتحول الرقمي كافة قطاع الدولة، وتوطين الصناعات المصرية، والتوسع الأفقي بالمشروعات العملاقة والقضاء على العشوائيات وبناء المُدن الجديدة، وتطوير الريف المصري بمبادرة حياة كريمة التي نجحت في إقتحام مُشكلات قرى ونجوع مصر، ووضعت الحلول وأسرعت في التنفيذ، مروراً بالإهتمام بملف الزراعة، وإطلاق مشروعات نوعية لزيادة الإنتاج والوصول للاكتفاء الذاتي، والحفاظ على معدلات الأمن الغذائي الذى هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

الإنجازات التي تحققت كثيرة، ومعالم الجمهورية الجديدة سرعان ما بدأت تتضح معالمها، بتمكين الشباب وتأهيلهم إلى القيادة ومنحهم فرصة طرح الرؤى والأفكار والانطلاق نحو الإبداع، ومن ثم المشاركة في صُنع القرار، ورسم خارطة المستقبل، فضلاً عن دعم المرأة، وتدشين استراتيجية وطنية جديدة لحقوق الإنسان، وتطوير التعليم وتأهيل الكوادر البشرية، وتعظيم الدور المجتمعي للدولة من خلال  مشروع التأمين الصحي للعمالة المؤقتة، والانتصار لحقوق عمال المصر الذين هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن، والوقوف بجانب أصحاب الحرف الصغيرة بدعم مادي وتسهيلات مؤسسية.

على صعيد أخر نجحت الجمهورية الجديدة في تصحيح مسار الدبلوماسية المصرية من العزلة إلى التأثير، وإدارة العلاقات الخارجية باقتدار، واستعادة مكانة مصر الخارجية، ودورها الريادي عربياً وأفريقيا، بأدوات سياسية متوازنة، ورفع الرئيس السيسي شعار "ندية وشراكة وقرار وطني مستقل"، ووضع محددات ثابتة للسياسة الخارجية المصرية قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، ودعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، والتمسك بمبادئ القانون الدولي، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، الاهتمام بالبعد الاقتصادي للعلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير.

وأخيراً وليس أخراً يُحسب للجمهورية الجديدة في عهد الرئيس السيسي الحرص على استعادة تماسك الجبهة الداخلية وإطلاق الحوار الوطني لخلق توافق مجتمعي على المسيرة السياسية للبلاد في المستقبل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق