دينا الحسيني تكتب: انتصار السياسة الخارجية.. مصر تنجح في إقامة علاقات متوازنة مع دوائر الانتماء العربية والإفريقية

الإثنين، 27 يونيو 2022 10:30 م
دينا الحسيني تكتب: انتصار السياسة الخارجية.. مصر تنجح في إقامة علاقات متوازنة مع دوائر الانتماء العربية والإفريقية
مراسم استقبال الرئيس السيسي في عمان

تُسير مصر بخُطى متوازنة في كافة دوائر انتمائها عربية، إفريقية، إسلامية، متوسطية، وتعي القاهرة جيداً أن هذا الانتماء غير منفصل، وإنما هو انتماء تكاملي لا تنافسي وغير متناقض، وأن هذا التنوع الانتمائي يُعد بمثابة مصدر إثراء حقيقي للدبلوماسية المصرية.

الرئيس عبد الفتاح السيسي أدرك منذ تولية مهام البلاد أن كل مرحلة وقضية أو تحرك في سياسية مصر الخارجية يكون له منطلقة، الأمر الذي يستلزم معه ترتيب دوائر الانتماء دون تحيز لدائرة عن الأخرى، أو تجاهل لدائرة على حساب دائرة أخرى، فالدائرة العربية تخدم تطلعات مصر في دائرة انتمائها الإفريقي ولا تعيقها، ولعل خير دليل على ذلك الدعم العربي للأمن المائي المصري، أما عند الحديث عن أمن البحر الأحمر تستطيع مصر أن تكون حلقة وقناة دعم أفريقي لقضايا أمن البحر الأحمر، مما يعني أن تلك الدوائر جميعها هي دوائر متكاملة لا متنافسة، فمصر عربية وإفريقية وإسلامية الهوية، وليست ذات هوية أُحادية المنطلق، فضلاً عن دوائر أخرى فرضتها عليها الظروف والأحداث.

وإذا تحدثنا عن العلاقات المصرية العربية تحديداً، فنجد أن فلسفة واستراتيجية مصر قائمة على عدة ثوابت يأتي في مقدمتها ضرورة وحتمية الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية العربية، وأن الأمن القومي المصري هو جزء أساسي من الأمن القومي العربي أيضاً، وأنه لابد من تضافر الجهود بين الدول العربية من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية وتحقيق التكامل والتعاون في شتى المجالات، وتوحيد الرؤى والمواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للدول العربية.

ومن واقع كثافة التغيرات الحالية على الساحة الدولية بات هناك تشابه في مهددات الأمن العربي بما يستوجب معه تنسيق الجهود، والعمل في ظل قيادة جماعية عربية، لا مجال للحديث فيها عن تنافس "عربي عربي"، وتراجعت فكرة الدولة القائد العربية المنفردة لصالح القيادة الجماعية وهذا ما تشهده العلاقات العربية بالفعل، إذ أصبح لدى المنطقة العربية قوة عسكرية ودبلوماسية واقتصادية، ودينية وبترولية مقسمة ما بين الدول العربية كافة كلأً حسب تميزه فيما يخصه.

وفي الأخير حظيت مصر في 30 يونية بعهد جديد أعاد دورها الريادي في منطقة الشرق الأوسط، وصحح مسار الدبلوماسية المصرية من العزلة إلى التأثير ورفع شعار "ندية وشراكة وقرار وطني مستقل"، واستطاعت مصر أن تُدير علاقاتها الدولية باحترافية، وتروض المشكلات الخارجية باقتدار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق