تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم.. موريتانيا ترفع لأول مرة أسعار المحروقات 30%.. وندرة فى البنزين والوقود لدى دول غرب أفريقيا

الأحد، 17 يوليو 2022 09:18 م
تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم.. موريتانيا ترفع لأول مرة أسعار المحروقات 30%.. وندرة فى البنزين والوقود لدى دول غرب أفريقيا

لاتزال الحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت فى يناير الماضى تلقى بظلالها على اقتصاديات العالم كافة، ولاسيما الدول الأفريقية التى اضطرت أن تتخذ قرارات حاسمة لمواجهة الأزمة فقد أعلنت وزارة الطاقة الحكومة الموريتانية، زيادة أسعار الوقود بنسبة تقارب 30%، وذكر بيان أصدرته الوزارة الموريتانية أن سعر البنزين زاد بـ5ر11 أوقية ليبلغ 54 أوقية، وأن سعر المازوت زاد بـ13 أوقية ليبلغ 51 أوقية للتر.
 
وأكدت الوزارة فى بيان لها نشرته الوكالة الموريتانية، أنه بالرغم من هذه الزيادة يظل لتر البنزين مدعوما بـ29 أوقية ولتر المازوت مدعوما بـ5ر21 أوقية، وأشارت إلى أن هذه الزيادة هى الأولى منذ شهر سبتمبر 2012.
 
وشهدت عدة دول أفريقية مؤخرا ارتفاعا فى أسعار المحروقات، ما أثر على أسعار المواد الغذائية وقفا لتقرير للوكالة الأفريقية بنا.
 
ففى دول غرب أفريقيا، كالنيجر ومالى والسنغال وبوركينا فاسو، وحتى بعض دول وسط القارة السمراء، ككينيا وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى، شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا، وفى بعض الأحيان ندرة فى البنزين والوقود لدى محطات التوزيع.
 
وفى بوركينا فاسو أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي، زيادة أسعار المحروقات ب 100 فرنك غرب أفريقى (0،16 دولار)، أما فى مالى المجاورة فشهدت العاصمة باماكو ومدن أخرى الأسبوع الماضي، ندرة فى المحروقات، بعد إضراب بعض الموزعين.
 
 
وتسببت ندرة المحروقات فى مالى فى انقطاعات متواصلة للكهرباء فى لعاصمة باماكو، قبل أن ترسل غينيا عشرات الشاحنات لتخفيف الأزمة التى يقول الماليون أن عقوبات المجموعة الاقتصادية لجول غرب أفريقيا عمقتها.
 
أما فى التوجو فواجه قرار السلطات زيادة أسعار المحروقات غضب السكان، الذين أظهروا تذمرا من الزيادة الأخيرة بعد أن وصل سعر ليتر الوقود إلى 625 فرنكا.
 
ووفقا لتقرير الوكالة الأفريقية، فإن السنغال هى الأخرى لم تكن فى منأى عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ففى نهاية الشهر الماضي، أعلنت الشركة المسيرة لمطار داكار الدولى عن عجز فى توفير وقود الطائرات، مشيرة إلى أن ذلك سيستمر لأسبوعين على الأقل.
 
وحتى نيجيريا إحدى أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط، وعضو فى أوبك، فأعلنت شركات الطيران تعليق الرحلات الداخلية بسبب ارتفاع أسعار الكيروسين.
 
وتسببت العقوبات المفروضة على روسيا إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط بعد الصراع الروسى الأوكراني، فى ندرة فى المحروقات وارتفاع كبير فى أسعارها فى العالم.
 
 
 وتواجه بعض الدول الأفريقية إلى جانب مشكل توريد المحروقات، مشكل سعة التخزين، حيث تصل فى مالى إلى 40 ألف ميتر مكعب، وفى غينيا إلى 60 ألف متر مكعب، فى وقت يتزايد فيه الطلب على هذه المادة الحيوية.
 
والشهر الماضى، طلب الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقي، السنغالى ماكى سال، من المستشار الألمانى أولاف شولتس مساعدة برلين فى مواجهة آثار الحرب على القارّة الإفريقية.
 
وبالنسبة للمواد الغذائية، حذّر فى السابق مسؤولان فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى من أن إفريقيا تواجه أزمة "غير مسبوقة" بسبب الحرب، خصوصا مع ارتفاع أسعار الوقود. وبقاء أسعار المواد الغذائية عند أعلى معدلاتها.
 
وفى تصريحات سابقة قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أهونا إيزياكونوا أن "بعض البلدان الإفريقية يستورد ما يصل إلى 80% من القمح من روسيا وأوكرانيا. مع الاضطرابات التى تحدث الآن، هناك حالة طوارئ بصدد التشكل. ولفتت المسؤولة إلى معدلات اقتراض شديدة الارتفاع لدول إفريقية. وأضافت أهونا إيزياكونوا "إنها أعلى من أى مكان آخر فى العالم.
 
وبسبب ارتفاع اسعار الغذاء تستعد وكالة حماية الحدود الأوروبية فرونتكس لموجة هجرة جديدة، بناء على توقعاتها بأن تدفع أزمة الغذاء والطاقة المتفاقمة بسبب الحرب، المزيد من اللاجئين القادمين من دول أخرى، لا سيما مع تعقيدات نقل ملايين الأطنان من الحبوب والقمح التى لا تزال عالقة فى الموانئ الأوكرانية.
 
ويتوقع الاتحاد الأوروبى أن تدفع أزمة الغذاء والطاقة المتفاقمة بسبب هذه الحرب، موجات هجرة جديدة من دول أخرى بسبب انعدام الأمن الغذائى وقلة إنتاج الطاقة.
 
وتعتبر آيا كلنايا مديرة وكالة حرس الحدود الأوروبية "فرونتكس"، أن على دول الاتحاد الأوروبى الاستعداد لموجات جديدة من اللاجئين. وقالت على هامش اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبى فى براغ "تعرفون أنه ليس بالإمكان نقل القمح من أوكرانيا. وسيؤدى ذلك إلى موجات من الهجرة. نحن نتحضّر للأمر".
 
وتوقّف إنتاج أوكرانيا، التى تعد أحد أكبر مصدرى الحبوب فى العالم، بسبب الهجوم العسكرى الروسى عليها. ولا يزال نحو 20 مليون طن من الحبوب من محصول العام الماضى عالقة فى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
 
من جانبها، قالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون أن نقص المواد الغذائية والارتفاع الكبير فى أسعار الطاقة يمثلان مخاطر أمنية من شأنها أن تدفع الناس لمغادرة بلدانهم. وقالت للصحافيين: «ينبغى ألا ننتظر حصول أزمة على حدودنا... علينا أن نتحرك فى وقت مبكر».
 
وأكدت أنها ستلتقى وزير داخلية النيجر حمادو أدامو سولي، فى بروكسل الجمعة لتوقيع «شراكة عملانية لمحاربة التهريب». وأوضحت «أنها طريقة أيضاً لدعم دول مثل النيجر هى فى منطقة صعبة جداً عندما يتعلق الأمر بالاستقرار والأمن».
 
تقول موسكو إنها ستسمح للسفن الأوكرانية المحملة بالمواد الغذائية بالإبحار إذا قام الجيش الأوكرانى بإزالة الألغام من موانئه، وهو ما ترفضه كييف التى تخشى على سلامة سواحلها على البحر الأسود.
 
وكان المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندى قد حذر فى يونيو من أنه بدون استجابة لأزمة الغذاء التى تسببت بها روسيا، فإن الرقم القياسى العالمى للنازحين البالغ 100 مليون سيزداد، مشيراً إلى «عدد كبير».
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق