محلياً وإقليميا ودوليا.. مصر دولة حوار لا صدام (فيديو)

الأربعاء، 20 يوليو 2022 08:16 م
محلياً وإقليميا ودوليا.. مصر دولة حوار لا صدام (فيديو)
الحوار الوطني
دينا الحسيني

سياق داخلي جديد ومختلف تعيشه مصر منذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الحوار الوطني، وتقبله الواسع لكل التيارات والقوى، وتجلى ذلك في انحياز القيادة السياسية والدولة لفكرة الحوار باعتباره السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر.

ولعل فكرة الحوار بمفهومة الشامل غير محصورة فقط في الأوضاع الداخلية، ولا في اللحظة الراهنة بما تشهده من تعقيدات دولية تنعكس على اقتصادات المنطقة، وإنما تمثل نهجاً للدولة المصرية في سنواتها الثمانية الأخيرة، وهو ما يمكن استكشافه بالنظر في السياسة الخارجية، وأجندة اللقاءات والفاعليات التي نظمتها مصر أو شاركت فيها على كل المستويات الدولية.

في كل الأزمات الإقليمية والدولية دائماً ما تميل مصر إلى الحوار، وتدعوا إليه بمختلف الوسائل والطرق والتي كان من بينها مبادرة كبيرة مثل "منتدى شباب العالم"، وتأسيس ملتقى فكري بين الشباب من مختلف الثقافات، وفي آخر منتديات شباب العالم، يناير الماضي، أكد الرئيس السيسي في الجلسة الحوارية على أن مصر تُدير سياستها بمنتهى التوازن والاعتدال، وتحرص دائما بأن تكون عامل إيجابي في كل التحديات الموجودة في العالم، مطالباً بالحفاظ على هذا الصوت العاقل.

الرئيس فند خلال هذا اللقاء الحقائق بشأن تساؤلات ملف سد النهضة، مؤكداً أن مصر حرصت على حل قضية سد النهضة بالحوار الهادئ بعيدا عن أي شكل من أشكال الانفعال والتشنج، وعن التساؤل بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان أكد الرئيس أن مصر مٌلتزمة بالقواعد والأعراف الدولية الخاصة بترسيم الحدود وأن الإجراء الذي أجرته مصر مع اليونان من خلال الحوار والنقاشات مبني على ذلك، حتى أحداث السودان الأخيرة استفاض الرئيس كثيراً في توضيح الموقف المصري منها، بأن السودان يمثل أمنا قوميا لمصر واستقرارها أمر في منتهى الأهمية، والاستقرار لا يأتي في الظروف الحالية إلا بالتوافق، لأن الحوار هو المصير.

دعم مصر للحوار والجلوس على مائدة لتبادل الأفكار والرؤى وسماع الرأي والرأي الآخر، ظهر خلال ممارسات وفاعليات رسمية مثل منتدى غاز شرق المتوسط الذي أقيم في القاهرة 2019 كبداية لإنشاء سوق غاز إقليمي لمنطقة شرق المتوسط، وفي اللقاءات الدبلوماسية، على مستوى القمة عربياً مثل محور الشام الجديد مع الأردن والعراق، والمشاركة في قمة العلا التي أسفرت عن المصالحة مع قطر، وقمة جدة الأخيرة بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي سبقها قمة الرياض في 2017 بحضور دونالد ترامب.

ساندت مصر المبادرة الإطارية التي طرحتها الجامعة العربية للوساطة في أزمة أوكرانيا، فضلاً عن حديث الرئيس السيسي المتوازن عن تلك الأزمة بكلمته في قمة جدة منذ أيام، وطرحه مقاربة من 5 محاور لإدارة صراعات المنطقة، وإرساء دعائم الاستقرار، وتأكيده الدائم بأن الحلول لا بد وأن تكون حلولاً سياسية والتي تعني بمفهوم السياسة التقارب والحوار والبحث عن أرضية مشتركة.

وحتى في الملفات الساخنة والأزمات والمشكلات مثل أزمة سد النهضة، استبعدت مصر الحلول الصدامية، ولم تلتفت القاهرة لأصوات هوجاء حاولت شحذ مصر ضد دولة إفريقية شقيقة حتى وإن اختلفنا معها، ورفضت أن يُكتب في التاريخ خوضها لصراع عسكري مع دولة إفريقية، وفضلت مصر التفاوض والالتزام بقواعد القانون الدولي ومن ثم اللجوء إلى مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة