المواطنة تخفف آلام الفاجعة.. المصابون تلقوا العلاج بمستشفى العجوزة الإسلامي

السبت، 20 أغسطس 2022 09:00 م
المواطنة تخفف آلام الفاجعة.. المصابون تلقوا العلاج بمستشفى العجوزة الإسلامي

- محمد يحي شاب مسلم أنقذ مسن و5 أطفال قبل أن تكسر قدماه
 
كانت الساعة لم تتخط العاشرة صباح الأحد الماضي عندما نشب حريق قطع صلاة عشرات بحي شعبي عتيق، لا تفرق فيه بين مسلم ومسيحي، يعيشون هناك منذ عشرات السنوات، يتجاورون ويدهم في يد بعض المحن والنكبات، وفي الفرح يتراصون متراقصين على نغمات الأخوة والمواطنة.
 
المواطنة وحدها هي التي خففت من آلام فاجعة حريق نشب بكنيسة أبو سيفين بمنطقة المنيرة بحي إمبابة، وتسببت في وفاة وإصابة العشرات بينهم أطفال.
 
هنا لم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحي داخل هذا الحي الشعبي، الذي سارع سكانه شباباً وشيوخا وسيدات لإطفاء الحريق الذي أثقل كثيراً على المصريين وأدمعهم وأدمى قلوبهم على المفقودين والمصابين.
 
الرئيس عبد الفتاح السيسي كان أول من سلّط الضوء على الحريق، عندما غرّد في الساعة 11:45 ظهر الأحد، أي بعد 45 دقيقة فقط من نشوب الحريق، قائلاً: «أتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، وقد وجهت كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين»، كما تقدّم الرئيس السيسي بخالص التعازي لأسر الضحايا الأبرياء الذين انتقلوا لجوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها.
 
وبتوجيهات من الرئيس السيسي، شرعت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في عملية ترميم وإصلاح مبنى الكنيسة بعد عدة ساعات من الحريق. ولعل من المشاهد التي وثقت مدى تلاحم المصريين وعدم التفرقة بين مسلم ومسيحي، استقبال مستشفى العجوزة الإسلامي لـ 26 مصاباً من المصابين في الحادث.
 
محمد يحي.. شاب مصري، لمع اسمه خلال الأيام الماضية، بعدما تعرض لإصابات في قدمه عندما قفز داخل كنيسة أبو سيفين لإنقاذ جيرانه داخل الحريق والذين كانوا يصارعون الموت وسط حريق كبير اندلع فيها.
 
محمد يحيى أبو مروان، من سكان منطقة مطار إمبابة، وقت الحادث كان خارجاً من منزله عندما شاهد ألسنة النيران تنطلق في الكنيسة المجاورة وسمع صرخات جيرانه واستغاثاتهم لإنقاذهم، لم يتردد لحظة واحدة وقفز داخل الكنيسة غير مبال بخطر الموت، ليساهم في انتشال وإخراج الأقباط في الداخل.
 
من جانبهم، قال جيران محمد إن الشاب الثلاثيني كان يصرخ مطالباً شباب المنطقة بسرعة التوجه إلى الكنيسة، وعند دخوله خلع قميصه الذي كان يرتديه وغطى رأسه وقفز إلى الداخل وبدأ في إخراج العديد من الأطفال والسيدات وكبار السن، مشيرين إلى أن محمد نجح في إنقاذ 5 أطفال كانوا محاصرين داخل الكنيسة، وعندما شاهد مسناً يبلغ من العمر 65 عاماً يستغيث بالداخل سارع لإنقاذه، ولسوء الحظ أن المسن الذي كان يدعى جورج كان ثقيل الوزن، وخلال حمل محمد له ومحاولته النزول به من على سلم الكنيسة إلى الخارج، انزلقت قدما محمد وسقط على الأرض ليصاب فيهما، لكنه واصل محاولته حتى تمكن من تنفيذ مهمته، وكسرت قدمه ولم يعد قادراً على الوقوف من شدة الألم فطلب نقله للمستشفى.
 
وقال طبيب الطوارئ بمستشفى إمبابة الذي نقل إليه محمد، إن حالته مستقرة، وإن قدمه كسرت ويحتاج لعلاج لمدة شهرين.
وأوضح محمد، خلال مداخلة هاتفية، أن كمية النار والدخان التى خرجت من الكنيسة أبو سيفين كانت كبيرة، قائلًا: «لما فتحت باب الكنيسة قلعت التيشيرت، وبلِّيته مياه ووضعته على وجهي، أول لما طلعت الكنيسة لقيت راجل كبير في السن مسك في رجلي ونجحنا في إخراجه، وبعدين طلعت الدور اللي فيه الحضانة وخرَّجت 5 أطفال لكنهم للأسف كانوا متوفين ونجحت إني أوصلهم للإسعاف». 
 
ومن جانبه أعرب الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، عن خالص التعازي والمواساة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وجميع الإخوة المسيحيين والمصريين كافة في ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين، مؤكداً أن الأزهر وعلماءه وشيوخه يقفون جميعًا إلى جانب إخوتهم في هذا الحادث الأليم، ويتقدمون بخالص العزاء إلى أسر الضحايا، داعيا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يمُنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، معربًا عن استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم إلى جانب مؤسسات الدولة للمصابين وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم.
 
كما تقدم الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بخالص العزاء والمواساة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، في ضحايا الحريق، وقال في بيانه: "تألمنا أشد الألم، وننعى بمزيد من الأسى والحزن ضحايا الحريق، الذي وقع صباح اليوم الأحد، ونعرب عن خالص التعازي والمواساة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وإلى الكنيسة المصرية في ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين بمنطقة المنيرة الغربية بإمبابة، سائلًا المولى عز وجل أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يُلهم أُسَر الضحايا وذويهم الصبر والسلوان".
 
كما حرص الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر على زيارة مصابي الحادث بمستشفى إمبابة العام (مستشفى الموظفين)، ثم الذهاب لتقديم واجب العزاء في مقر كنيسة «الملاك ميخائيل» بإمبابة، يرافقه وفدٌ أزهري من قيادات وعلماء الأزهر، في مقدمتهم الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أبوزيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة