خلايا نحل قبل مؤتمر تغير المناخ COP27.. «رجع الطبيعة لطبيعته» أكبر حملة لتوعية المصريين

السبت، 20 أغسطس 2022 11:00 م
خلايا نحل قبل مؤتمر تغير المناخ COP27.. «رجع الطبيعة لطبيعته» أكبر حملة لتوعية المصريين
مستشفى شرم الشيخ

- مستشفى شرم الشيخ الدولى تنضم لشبكة المستشفيات الخضراء العالمية.. وتشكيل لجان مبادرة وطنية المشروعات الخضراء الذكية بالمحافظات

- الأزهر والبيئة يطلقان مبادرة "مناخنا حياتنا
"
 
واصلت الحكومة المصرية استعداداتها الفنية واللوجستية لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP 27، المقرر عقده بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبلن بمشاركة دولية رفيعة المستوى.
 
فعلى المستوى الوطنى، أطلقت الأسبوع الماضى الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة وزيرة البيئة المنسق والمبعوث الوزاري لمؤتمر تغير المناخ COP27 الحملة الوطنية للتوعية بقضية الغيرات المناخية تحت شعار "رجع الطبيعة لطبيعتها"، وأكدت أن ملف البيئة أصبح له أهمية كبرى بفضل القيادة السياسة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى وضع هذا الملف على رأس أولويات الدولة المصرية منذ عام 2018 خلال مؤتمر التنوع البيولوجى الذى استضافته مصر، وهو ما أعطى لملف البيئة أهمية ووزن كبير، مشيرةً إلى أنه "خلال مسيرة عملنا جميعاً كان التحدى الأكبر فى الملف البيئى هو الوعى البيئى، وضرورة جعل المواطن يشارك فى عمليات الحفاظ على البيئة، خاصة أن البيئة لم تعد ضربًا من ضروب الرفاهية".
 
ووجهت وزيرة البيئة ثلاثة رسائل هامة وهى ضرورة توحيد الرسالة الإعلامية من خلال أن مصر تستضيف هذا المؤتمر للتنفيذ، وتوجيه رسالة على المستوى الوطني أن مشاركة المواطن فى مكافحة تغير المناخ ستؤدي بصورة إيجابية إلى الحد من وتيرة هذا التغيير، كما ان كل مواطن من مكانه يستطيع إحداث التغيير إذا فكر فى فعل وقام بتنفيذ عدد من الممارسات البيئية السليمة فى حياته، مؤكدة على ضرورة التركيز على أن ما تقوم به الدولة المصرية ليست قائمة فقط على الاستعدادات اللوجستية للمؤتمر، مشيرة إلى قيام الدولة المصرية بوضع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 وهى لم تكن التزاما عليها، ووضعت كذلك خطة المساهمات الوطنية لخفض الانبعاثات وهى طوعية لرفع الطموح من خلال أرقام فعلية، كما اصدرت حزمة من المشروعات لربط التنمية والغذاء والطاقة وهو نموذج تريد به مصر قيادة العالم حيث تسعى مصر الى الذهاب لمؤتمر المناخ ويكون لها دور فارق فى هذا الحدث الهام، مشيرة إلى مبادرة "إتحضر للأخضر" التى تمت تحت رعاية رئيس الجمهورية والتى حققت نجاحاً كبيراً والتى تهدف إلى التحول للأخضر على الساحة الوطنية والمحلية، موضحة أن الوزارة توالت فى إطلاق العديد من المبادرات البيئية كمبادرة "إيكو إيجيب" التى تهدف إلى الترويج لعدد 13 محمية طبيعية، ومبادرة "E_tadweer" لإعادة تدوير المخلفات الإليكترونية، كما كان هناك اهتمام بموضوعات بيئية أخرى كالتخلص من الأكياس البلاستيكية، وتنظيف الشواطئ، وتلوث الهواء.
 
وقالت وزيرة البيئة أن الحملة الإعلامية "رجع الطبيعة لطبيعتها" تميزت بالبساطة والعمق وأخذت وقت طويل للخروج بهذه الصورة التى حققت لها القبول والإشادة من قبل الجميع، حيث تم ربطه بأماكن والمناسبات والفواكه التى يحبها الجميع وتميزت الرسالة فيها بالتدرج فى التعريف بمفهوم تغير المناخ ودور الدولة ثم دور المواطن، موضحة أنه يتم العمل من خلال مسارات أخرى  هامه فى إطار الحملة الوطنية لتغير المناخ، وذلك جنباً إلى جنب مع الحوار الوطنى للمناخ، وتشمل الشاشات الإلكترونية الموزعة على مستوى الميادين العامة، والمطارات والتى يتم عرض الاعلان من خلالها، كما تم تنفيذ انفوجراف للاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ  لشرحها بصورة سهلة ومبسطة، مشيرة إلى أنه يتم إتباع طرق جديدة غير تقليدية بعيدًا عن الأسلوب النمطى فى نشر الوعي بالقضية، حيث يتم التواصل مع الفنانين لنشر الرسائل الاعلامية الخاصة بالحملة الاعلامية لتغير المناخ، بالإضافة إلى الحوارات فى برامج التوك شو والبرامج  الرياضية ، بالإضافة الى التوعية على مواقع التواصل الاجتماعى، والانشطة التوعوية على أرض الواقع من خلال الحوار الوطنى للمناخ، ومبادرتى الأزهر والكنيسة وغيرها من المبادرات الاخرى لمنظمات المجتمع المدنى.
 
المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
 
من جهة أخرى بدأت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالتنسيق مع وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية تشكيل وعقد لجان المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في محافظات الجمهورية، لمخاطبة كافة المحافظات للمشاركة وترشيح المشروعات خلال الأيام القادمة.
 
وجاء هذا التحرك بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2738 لسنة 2022 بشأن إطلاق مبادرة وطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وأكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمشرف على المبادرة؛ أهمية المبادرة التي تمتد إلى جميع محافظات مصر، لافتة إلى أنها تأتي في إطار دور مصر الريادي في مجال التنمية المستدامة، وما توليه الدولة من أهمية لتوطين أهداف التنمية المستدامة على مستوى المحافظات، حيث تعد مبادرة غير مسبوقة على المستوى العالمي، وتركز على التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع.
 
وقالت الدكتورة هالة السعيد إن المبادرة تؤكد على جدية التعامل مع البعد البيئي وتغيرات المناخ في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتحول الرقمي من خلال تقديم مشروعات محققة لتلك الأهداف، مشيرة إلى وضع خريطة على مستوى محافظات مصر للمشروعات الخضراء والذكية وربطها بجهات التمويل وجذب الاستثمارات اللازمة لها.
 
من جانبه أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لتعير المناخ، ورئيس لجنة التحكيم على المستوى الوطني للمشروعات الخضراء الذكية بالمبادرة؛ أن مستقبل التنمية أصبح شديد الارتباط بمدى تمكن الدولة والمجتمع والمشروعات من إدارة سياسات الاستدامة والإلمام بمقومات التكنولوجيا خاصة في مجال التحول الرقمي، مشدداً على أن هذه المبادرة  غير مسبوقة في إطار الاستعدادات السابقة لقمم المناخ، وأن مصر بقيامها بهذه المبادرة بفئاتها الست التي تشمل المشروعات الكبيرة، والمتوسطة والصغيرة في إطار مبادرة حياة كريمة، فضلاً عن المشروعات التي تقودها المرأة والمشروعات الابتكارية الناشئة ومشروعات التنمية المحلية تكون قد شملت قطاعات الاقتصاد، موضحا أن المبادرة تقدم نموذجاً رائداً يمكن الاستفادة منه عالمياً وفي تنظيم قمم المناخ القادمة بربط استثمارات العمل المناخي في مجالات الطاقة وحماية القطاعات المتعرضة للتأثيرات الضارة بتوطين التنمية المستدامة والتحول الرقمي واتاحة فرص العمل ومكافحة الفقر.
 
الأزهر والبيئة يعلنان مبادرة "مناخنا حياتنا"
 
وضمن التحرك الوطنى أيضاً، أعلنت وزارة البيئة ومشيخة الأزهر مبادرة "مناخنا حياتنا"، وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن الأزهر الشريف كان في مقدمة المؤسسات التي أظهرت الدعم لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ القادم COP27، وساهم بالأفكار والرؤى البناءة، مشيدة بخطبة شيخ الأزهر في الفاتيكان حول المناخ التي تعد رسالة لما ستقدمه مصر من نموذج رائد للعالم من خلال استضافتها لأكبر مؤتمر دولي متعدد الأطراف يمش قضية حيوية لاستمرار البشرية، والعمل على بناء أجيال قادمة واعية وقادرة على التصدي لآثار تغير المناخ.
 
وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى أن المبادرة تتضمن تنفيذ قافلة أسبوعية لمدة عام، وحملة توعية شهرية، 24 ورشة عمل، وتدريب 100 واعظ وواعظة في مجال التوعية بتغير المناخ بالتعاون بين مركز الأزهر للفلك الشرعي وعلوم الفضاء والمراكز البحثية المتخصصة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للواعظين لمراكز بحوث المناخ، وتنظيم مسابقة عالمية حول الرؤية الشرعية لبحوث المناخ، وتقديم إصدار متخصص ضمن إصدارات مجمع البحوث الإسلامية حول المناخ.
 
وقال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف أن مبادرة "مناخنا .. حياتنا" مبادرة يفرضها علينا واجبنا الدينى والوطني، مؤكداً أن ما يشهده العالم حاليًا من نهضة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة فى شتى المجالات كان لها بجانب الثأثير الإيجابي على البشرية تاثيرًا سلبيًا بتحويل الإنسان من كائن مصلح ومعمر إلى كائن مستهلك، لافتاً إلى أن الغرب قد فطن إلى ذلك حيث منح تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العاللم موعدا نهائيا واضحا لتجنب الكارثة اذ يجب بحلول عام 2030 خفض انبعاثات الغازات الدفينة حتى لاتحدث كارثة مناخية يصعب تداركها.
 
وأشار الضويني إلى أن الازهر الشريف استقرأ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ووقف على ما تضمنته من أهداف رئيسة وما تفرع عنها من أهداف فرعية، مشيرا إلى أنه وفقا لذلك أعد الأزهر الشريف خطة تنفيذية متكاملة تعليمية ودعوية وتدريبية حيث يشارك فى تنفيذها قطاعات الأزهر المختلفة، وقام مجمع البحوث الاسلامية بهذه المبادرة الطيبة التى تسعى إلى محو الأمية المناخية وتعليم الناشئ عظم نعم الله عليهم.

أول مستشفى خضراء
 
لوجستياً، تفقد الأسبوع الماضى، وفد ضم الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، والدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، تجهيزات مستشفى شرم الشيخ الدولي التابعة للهيئة بمحافظة جنوب سيناء، كنموذج لأول مستشفى خضراء في مصر، حيث تفقدا الأقسام المختلفة بالمستشفى والتجهيزات الجارية لتحويلها إلى مستشفى خضراء صديقة للبيئة، وموقع محطة تحلية المياه، والمفرمة الجديدة للتخلص من النفايات الطبية عن طريق الفرم والتعقيم، كبديلًا عن الطريقة التقليدية الحرق للنفايات والتي ينتج عنها انبعاثات ضارة بالبيئة.
 
وأشار السبكي، إلى الاستعدادات والتجهيزات الخاصة الجارية لهيئة الرعاية الصحية في إطار استعدادات استضافة مصر COP27، لافتاً إلى أنه من المقرر تنظيم عقد اجتماع استراتيجي مع منظمة الصحة العالمية، والمستشارين المتخصصين بها، لدعم هيئة الرعاية الصحية في تنفيذ خطتها نحو تحويل مستشفى شرم الشيخ الدولي كنموذج لأول مستشفى خضراء في مصر، إضافة إلى وضع استراتيجية على المستوى القومي لمنشآت صحية خضراء مستدامة، ترتكز على تناول البعد الاقتصادي للمشاكل البيئية والإصحاح البيئي، والتي تُظهر ما تتحمله الدول نتيجة التلوث البيئي، وما ستحققه من مكاسب كبيرة نتيجة هذا الإصحاح.
 
وقال السبكى أنه تمت مناقشة التنسيق مع القطاع الخاص والمستثمرين المبتكرين والمبدعين في الأعمال التي تساعد البيئة من قطاع الرعاية الصحية، لافتًا إلى وجود جهاز لتنقية الهواء air quality system بشرم الشيخ ورصد المواد المختلفة به، وأن ذلك الجهاز بإنتاج وابتكار مصري 100%، موضحاً أنه نبحث حصوله على براءة اختراع وتسجيله باسم مصر، حيث دعت المنظمة إلى السير في هذا الاتجاه وتوثيق مثل هذه التجارب الجديدة في العالم، مما يعظم دور الشباب خاصة من المبتكرين والمبدعين.
 
وأكد السبكي، أن المستشفيات الخضراء هي ركيزة أساسية لتحقيق هذه الأهداف التنموية المستدامة، لافتاً إلى أن دور المستشفيات الآمنة والصديقة للبيئة ليست فقط للمرضى الذين يعالجون بالمستشفيات، إنما يعود نفعها على جميع البشرية.
 
وأعربت الدكتورة نعيمة القصير، عن سعادتها بالإنجازات التي حققتها مصر على مستوى التحضير لمؤتمر المناخ COP27، والتجهيزات الجارية لتحويل مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى مستشفى خضراء، مشيرة إلى أنه هناك 3 رسائل أساسية أشار إليها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، فيما يختص بمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية COP27، أولها تعزيز مبادرات المنشآت الصحية الخضراء، وثانيها تعزيز ومساهمة ودعم مؤتمر للشباب والصحة والإبداع والتكنولوجيا، وثالثها تحالف دولي برئاسة مشتركة بين مصر وإنجلترا لدعم البيئة والذي يضم 60 دولة حتى الآن.
 
والتقى الوفد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، الذى أعرب عن سعادته لتحويل مستشفى شرم الشيخ الدولي بجنوب سيناء إلى أول مستشفى خضراء صديقة للبيئة، وتسجيلها كأول منشأة خضراء بمصر لدى الشبكة العالمية للمستشفيات الصحيه الخضراء، مؤكدًا على أهمية هذه النقلة الهامة فى مجال تطوير منظومة الرعاية الصحية بالمحافظة، والتي جاءت تزامنًا مع الاستعدادات الجارية لاستضافة مؤتمر التغيرات المناخية للأمم المتحدة COP27 بشرم الشيخ نوفمبر المقبل.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق