سلوكيات خاطئة وعدم فحص التوصيلات الكهربائية.. المتهم الرئيسي للحرائق

السبت، 27 أغسطس 2022 08:00 م
سلوكيات خاطئة وعدم فحص التوصيلات الكهربائية.. المتهم الرئيسي للحرائق

خلال الأيام الماضية شاهدنا حرائق مروعة كان أكبرها كنيسة الشهيد أبي سيفين في إمبابة، وأسفر عن مصرع 41 شخصا وإصابة 15 آخرين، وتلاه حرائق محدودة في كنائس أخرى بمحافظات مختلفة وشقق سكنية ومصانع ومعرض موبيليا بالقاهرة، ثم كارفور الإسكندرية، وبعدها كنيسة مار جرجس بجزيرة بدران في شبرا، وحريق داخل بنك أسفل عقار بالقرب من شارع محمد فريد بوسط البلد، وكان القاسم المشترك في كل تلك الحوادث الماس الكهربائي.
 
وحسب التحقيقات الأولية كان "الماس الكهربائي" السبب الرئيسي، أذ أكدت الحماية المدنية أن كافة المنشآت التي يتجمع بها عدد كبير من الأشخاص مثل دور العبادة والمصانع والفنادق والمجمعات التجارية تستدعي وجود اشتراطات أمن وسلامة لتفادي الكوارث والحرائق، أهمها وجود مخارج للطوارئ حتى يتمكن رجال الإنقاذ البري من إخلاء المبنى من المتواجدين بداخله بعيدا عن النيران إضافة لأنظمة إطفاء حديثة على أعلى مستوى وأجهزة إنذار متطورة.
 
وقال النائب محمد عبدالله زين الدين، عضو مجلس النواب، إن حادث حريق كنيسة أبوسيفين بإمبابة، يستلزم ضرورة مراجعة إجراءات السلامة والصحة المهنية في كل المؤسسات العامة، سواء المساجد أو الكنائس أو المدارس أو المصانع وجميع المؤسسات، موضحاً أن قوانين البناء توجب الالتزام بإجراءات الحماية المدنية، وتركيب أجهزة إنذار وحريق وغيرها، إلا أن تكرار هذه الحوادث يوجب أهمية المراجعة الدورية عليها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
 
وأشار زين الدين إلى أهمية أن تكون هناك مراجعة دورية لإجراءات السلامة في المنشآت، ومقدمتها إنذارات الحريق مثل أجهزة الاستشعار، وتوفير سبل التعامل مع هذه الأزمات وقت حدوثها لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات، مطالبا كافة الجهات المعنية بالتنسيق مع الإدارات المحلية في كل المحافظات، بعمل خطة لمراجعة كافة إجراءات السلامة الموجودة حفاظًا على أرواح الأبرياء.
 
ومن جانبها أكدت الدكتورة دينا هلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الإجتماعى بمجلس الشيوخ، إن الحرائق الأخيرة تكشف عن ضرورة العمل على مراجعة منظومة الحماية المدنية وتدابير الوقاية اللازمة ليس بالكنائس فقط بل بالمنشآت الحيوية المختلفة، خاصة أنها تحوي الكثير من المواد التي تساعد على الاشتعال، والالتزام بالمعايير السليمة لاشتراطات الأمن والسلامة في مكافحة الحرائق وتفعيل الأكواد الخاصة بها، والنظر فى توفير مخارج كافية للطوارئ وأجهزة الاستشعار وماكينات رفع وضخ المياه.
 
وطالبت دينا الهلالى بضرورة تواجد متخصصين فى مكافحة الحريق بتلك المنشآت أو العمل على تأهيل وتدريب حارس المنشأة في كيفية التعامل والرصد اللحظى لتلك الكوارث، موضحة أن تلك الواقعة أيضًا تفتح الباب حول دور المحليات في التتبع الدورى والرقابة على معايير السلامة بتلك المنشآت وسرعة التعامل فى حالة غياب وسائل الحماية المدنية.
 
وقال الدكتور جمال السيد خبير الأرصاد الجوية أننا لا يمكن أن نلقي باللوم على ارتفاع درجات الحرارة وحدها حاليًا ونتهمها بالتسبب في الحرائق، موضحًا أننا قد وصلنا من قبل إلى معدلات ارتفاع في درجات الحرارة أكثر بكثير مما نعيشه هذه الأيام مثل وصول بعض محافظات الصعيد إلى 45 درجة في الظل، مُشيرًا إلى أننا نعيش حاليًا في درجات حرارة أقرب إلى الطبيعية، لافتاً إلى أن العيب هنا قد يكون عيبًا تقنيًا في الأجهزة الكهربائية نتج عن تحملها الضغط الكهربائي في فترات الصيف الشديدة بالفترات السابقة، والتي لم يحدث للأجهزة الكهربائية أثناءها وبعدها صيانة، فأصبحت ضعيفة ومتهالكة بفعل هذه الدرجات مما جعلها لا تتحمل أي ضغط كهربائي، كما أشار إلى الأسلاك الكهربائية التي يرجح تعرضها لنفس الأمر، مُشيرًا إلى أن الإهمال في أي من ذلك يسبب بالفعل حدوث حرائق.
 
وسبق أن حذر جهاز تنظيم وحماية مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، المواطنين، بضرورة الانتباه عند تشغيل الأجهزة الكهربائية لفترات طويلة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مثل التكيفيات والمراوح والأجهزة المختلفة.
 
وأعلن مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك عن عدة خطوات يجب الالتزام بها في حالة نشوب أي ماس كهربائي داخل الوحدات السكنية، أو المحال التجارية، وكذلك داخل المؤسسات، وذلك لضمان احتواء أي حرائق، والمحافظة على سلامة المواطنين.
 
وأكد اللواء خالد حنفي الخبير الأمني، أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الحمل على الكهرباء، يُضطر معه إلى الاستعانة بمولدات كهربائية لتوليد الكهرباء في حال انقطعت الكهرباء، موضحًا أن استخدام تلك المولدات له العديد من الضوابط أهمها ضرورة وضع المولد خارج المنشأة وليس داخلها على الإطلاق، وذلك لاحتواء المولد على السولار الذي قد يتسرب إلى أي مادة قابلة للاشتعال بالمكان مما يؤدي إلى تفاقم الحريق مثلما حدث في كنيسة "أبو سيفين".
 
وتابع حنفي أن المولد أيضًا ينبعث منه غاز أول أكسيد الكربون منه أثناء التشغيل مما يعرض حالة الأشخاص المتواجدة بالقرب منه في المكان المغلق إلى الاختناق، مضيفا أنه حتى في حال وضع المولد خارج المنشأة لابد من وجود عنصر بشري لمراقبة عمل هذا المولد والتأكد من عمله بجودة، مُشيرًا إلى أن تشغيله في العادة لا يستغرق وقتًا طويلًا، كما أشار إلى أنه ينبغي الاستعانة بمولدات جيدة الصنع وتتحمل الأعباء الكهربائية الزائدة في فصل الصيف.
 
وأكدت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن سبب الحرائق المتكررة يعود لبعض السلوكيات الخاطئة من قِبل البعض، لعل أبرزها عدم فحص ومتابعة التوصيلات الكهربائية الداخلية والاطمئنان على سلامة الأسلاك والوصلات الكهربائية وجودتها، إضافة إلى ترك الأجهزة الكهربائية في وضع تشغيل وعدم فصل التيار الكهربائي عنها لفترات طويلة، موضحة أنه عند استعمال أي جهاز كهربائي يجب مراعاة عدم لمس هيكله المعدني، وبالأخص المكواة الكهربائية، والتأكد من فصل التيار الكهربائي عنها بعد انتهاء استخدامها، وعدم تركها في متناول الأطفال دون رقابة؛ حتى لا تلحق الضرر بهم عند سقوطها أو ملامستها، مع التأكد دائمًا من فصل جميع الأجهزة الكهربائية غير المستخدمة؛ خصوصًا في المطبخ أو الحمام عند الانتهاء من استعمالها.
 
وشددت على أنه عند ملاحظة انبعاث رائحة حريق أو تصاعد أدخنة أو صدور شرارة من الأجهزة أو الأسلاك الكهربائية، فيجب فصل التيار الكهربائي فورًا واللجوء إلى فني صيانة متخصص في الكهرباء؛ لإصلاح العطل قبل إعادة توصيل التيار الكهربائي مرة أخرى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق