مصر تقترب من صفر إصابات متحور كورونا.. والسر في التعامل بحسم مع الوضع الوبائي

السبت، 27 أغسطس 2022 09:00 م
مصر تقترب من صفر إصابات متحور كورونا.. والسر في التعامل بحسم مع الوضع الوبائي
أحمد سامي

"الوضع الوبائي مستقر.. وانخفاض في معدل الإصابات بفيروس كورونا".. هذا ما حرصت وزارة الصحة علي التأكيد عليه لطمأنه المواطنين بشأن انتشار فيروس كورونا المستجد في موجته السادسة، التي جاءت أقل اضراراً من الموجات السابقة، وبدأ منحنى الوضع الوبائي في مصر بالتراجع مما دفع المواطنين للتحرك بسهولة ويسر دون ارتداء الكمامات، وهو ما أكد على قدرة الدولة في التعامل مع الوضع الوبائي وكذلك وعي المواطنين والسرعة في التسجيل للتطعيم بلقاح كورونا، ولكن السؤال الآن، هل ستصل مصر إلى "صفر" كورونا، ومتى سيحدث ذلك؟.
 
ونجحت وزارة الصحة خلال الفترة الأخيرة في السيطرة على الوضع الوبائى لفيروس «كورونا» حتي اصبحت مصر مستقرة في معدل الإصابات، ولا تشهد المحافظات ارتفاعا كبيرا  مقارنة بالأسابيع الماضية، ووصل معدل الانخفاض في الإصابة بنسبة 61%، وشددت الوزارة علي ضرورة الاستمرار في تلقي اللقاح والجرعات التنشيطية دون تهاون لضمان سلامة المواطنين والاستمرار في الحالة المستقرة وبائيا  والوصول إلى الحالة "صفر" في الإصابات وتطعيم أكبر نسبة من المصريين.
 
وأوصت وزارة الصحة، بتلقى لقاح الإنفلونزا الموسمية لكل من يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر، لأنه يحمى من 4 فيروسات إنفلونزا متوقع انتشارها، موضحة أن لقاح الإنفلونزا متوافر في فروع المصل واللقاح على مستوى الجمهورية، وفى العديد من الصيدليات، ويحمى في فصل الشتاء من 4 أنواع من فيروسات الإنفلونزا المتوقع انتشارها في هذا الموسم.
 
وارجع الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، تراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا في مصر خلال الفترة الماضية بسبب إقبال المواطنين علي التطعيم بلقاح كورونا، واتخاذ الاجراءات الاحترازية وتطبيق التباعد وارتداء الكمامات وهو ما أدى إلى تراجع الإصابات وانحسارها، مضيفا أنه حتى الأن الوضع آمن وفي طريقنا إلي الانتهاء من الموجة السادسة.
 
وأضاف رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، لـ"صوت الأمة"، أن إقبال المواطنين على التطعيم بلقاح كورونا سيساعد بشكل كبير في القضاء على حالات كورونا الخطرة داخل مصر، مشيرا إلى أن التزام الحذر واستكمال الإجراءات الاحترازية مع التطعيم بلقاح فيروس كورونا في الفترة الحالية سيؤدي إلى انكسار الموجة بشكل أكبر، موضحاً أن عدد جرعات اللقاحات في مصر حتى الآن يقترب من 95 مليون جرعة من جميع أنواع اللقاحات، مشيرًا إلى أن مصر هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي وفرت كل أنواع اللقاحات بكميات كبيرة، ولا يزال لديها احتياطي كبير جدا من اللقاحات، كما أن هناك أكثر من 1000 مركز متخصص في إعطاء اللقاحات بكل المحافظات، وهناك خريطة باللقاحات التي تحصل عليها مصر حتى نهاية هذا العام، مؤكدًا أنّ مصر تسعى إلى توطين صناعة اللقاحات بكل تكنولوجيات هذه الصناعة.
 
من جانبه شدد الدكتور كريم مصباح عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التراخي، فعلى الرغم من انخفاض معدل الإصابات والاقتراب من انتهاء الموجة إلا أنه من المتوقع ان يكون هناك موجة جديدة مع دخول فصل الشتاء ، لكن الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة سيساهم  بنسبة كبيرة في التخفيف من حدة الفيروس ومن أعراضه وانتشاره، مطالبا المواطنين بضرورة التسجيل لأخذ اللقاح، حيث يساهم التطعيم في خفض أعداد الإصابات والوفيات فهو فعال في الوقاية من أمراض كورونا الخطيرة، مضيفا أنه إذا تم تطعيم الشخص وإصابته بالفيروس، فإن فرص الإصابة بمرض شديد تقل ، منوهًا إلى أن الأسابيع الأخيرة في مصر شهدت زيادة وعي لدى المواطنين بأهمية التطعيم، حيث ارتفع عدد من يتقدمون لأخذ اللقاح.
 
وأكد عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن اللقاحات لا تحمى بنسبة 100% من الإصابة لكنها تحد من فرص عمل الفيروس وتحقيقه للمضاعفات التى نخشاها على الفئات المختلفة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم ممن يعانون من ضعف المناعة، مشيراً إلى أنه لا فرق بين اللقاحات مطلقا فجميعهم آمن وفعال ويشكل درعا واقيا من هجمات الفيروس وليس هناك أى أفضلية فى لقاح على الآخر.
 
من جانبه، أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى للوزارة، أن الوضع الوبائى لفيروس كورونا في مصر مستقر ولا تشهد المحافظات ارتفاعا كبيرا في الإصابات مقارنة بالأسابيع الماضية، موضحًا انخفاض معدلات الإصابة بنسبة 61 %، وكذلك انخفاض معدلات الوفيات بنسبة 28%، وذلك خلال الأسبوع الثانى من شهر أغسطس الجارى مقارنة بالأسبوع الأول من نفس الشهر.
 
وأشار عبد الغفار، إلى ضرورة تلقي لقاح فيروس كورونا لأنه يحمي من الاصابة بالفيروس بنسبة كبيرة، حيث أن الاصابة بالفيروس تؤثر علي أجزاء كبيرة من الجسم مثل الدماغ والقلب والرئتين والعضلات والصحة النفسية، مشددا على أهمية الجرعات التنشيطية لفيروس كورونا لجميع الأعمار فوق 12 عاما، وخاصة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة وهم الفئات المعرضة لمخاطر كبيرة عند الاصابة بالفيروس.
 
وأوضح عبدالغفار الي أن الوزارة تتبع نهج التخفيف علي المواطنين وتسريع التطعيم، حيث تم فتح جميع مراكز تلقي اللقاح منذ أكثر من شهرين للحصول علي التطعيم بدون تسجيل مسبق، حيث يتم التسجيل والتطعيم في نفس الوقت، مضيفا أن الجهود التي قامت بها وزارة الصحة والسكان في الاشهر الماضية أدت لزيادة معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا فى مصر من خلال التوسع في أماكن التطعيمات وتنفيذ حملة للتطعيمات بالمنازل "طرق الأبواب " مما كان له دور كبير فى استقرار الوضع الوبائى والصحي فى مصر.
 
وأكد عبدالغفار أن مصر ملتزمة بالوقاية من الأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم من خلال العمل على تنفيذ استراتيجيات صحية وتطوير ومتابعة سير خطط العمل ومؤشرات البرامج المحلية من خلال التكامل بين جميع مستويات الرعاية الصحية، مشددا على ضرورة العودة للالتزام بالاجراءات الوقائية للوقاية من الفيروس وأهمها ارتداء الكمامة وغسل اليدين والحفاظ علي ترك مسافة بين الاخرين، والتهوية الجيدة والتغذية الجيدة.
 
وحذرت منظمة الصحة العالمية، إنه مع اقتراب الطقس الأكثر برودة في نصف الكرة الشمالي وقضاء الناس وقتًا أطول في الداخل، ستزداد مخاطر انتقال العدوى، ودخول المستشفى بشكل مكثف في الأشهر المقبلة - ليس فقط بالنسبة لفيروس كورونا، ولكن بالنسبة للأمراض الأخرى بما في ذلك الإنفلونزا، لذا يرجى التطعيم إذا لم تكن تلقيته، لافتة إلى أنه إذا كنت بحاجة إلى جرعة معززة، احصل على واحدة، وضرورة ارتداء القناع الطبي  عندما لا تستطيع الابتعاد، وحاول تجنب الازدحام، خاصة في الداخل، مضيفا، هناك الكثير من الحديث عن تعلم التعايش مع هذا الفيروس، لكن لا يمكننا العيش مع 15 ألف حالة وفاة في الأسبوع، لا يمكننا التعايش مع تزايد حالات دخول المستشفى والوفيات، لا يمكننا العيش مع وصول غير عادل إلى اللقاحات والأدوات الأخرى.
 
وأكدت، أن تعلم التعايش مع كورونا لا يعني أننا نتظاهر بأنه غير موجود، يجب أن نستخدم الأدوات التي لدينا لحماية أنفسنا وحماية الآخرين، و لا يزال متحور اوميكرون هو البديل السائد، حيث يمثل المتغير الفرعي BA.5 أكثر من 90 % من التسلسلات المشتركة في الشهر الماضي، ومع ذلك، فقد انخفض عدد التسلسلات المشتركة أسبوعيًا بنسبة 90% منذ بداية هذا العام، وانخفض عدد البلدان التي تشارك التسلسلات بنسبة 75% ، مما يجعل من الصعب جدًا فهم كيفية تغير الفيروس.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق