الزيارة الأولى تفتح الطريق للمستقبل

الأمير تميم: زيارة أخي الرئيس السيسي للدوحة زادت العلاقات القطرية المصرية رسوخاً

السبت، 17 سبتمبر 2022 09:00 م
الأمير تميم: زيارة أخي الرئيس السيسي للدوحة زادت العلاقات القطرية المصرية رسوخاً
دينا الحسينى

توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين.. والاتفاق على تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة

يومان قضاهما الرئيس عبد الفتاح السيسى في العاصمة القطرية الدوحة، تلبية لدعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، كان محورهم الرئيسى "دعم العلاقات الثنائية سياسيا واقتصاديا، وخدمة المصالح العربية التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي".

زيارة الرئيس السيسى للدوحة "الثلاثاء والأربعاء الماضيين"، تكتسب أهميتها في ضوء أنها الزيارة الأولى إلى قطر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، بالإضافة إلى كونها تأتي في ظل تصاعد الأزمات المثارة على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما تطلب ضرورة التشاور والتنسيق بين الدولتين تجاه كيفية التعامل مع كافة المتغيرات التى نشهدها خلال المرحلة الحالية، وجاءت هذه الزيارة تتويجاً للعديد من الخطوات التى اتخذها الجانبان من أجل طي صفحة الخلافات التي شابت العلاقات الثنائية لفترة ليست بالقصيرة، وكان أهم وآخر هذه الخطوات الهامة تلك الزيارة التى قام بها الأمير تميم بن حمد إلى القاهرة خلال شهر يونيو الماضي، وهو الأمر الذى أكد مدى حرص الدولتين على دعم العلاقات بينهما، والنظر بكل جدية وموضوعية إلى آفاق التعاون المثمر في المستقبل بكافة المجالات المتاحة على المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات، بما في ذلك دعم الاستثمارات والحركة التجارية بين الجانبين .

وعبر حسابته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى، أعرب الأمير تميم بن حمد آل ثاني، عن سعادته بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للدوحة، حيث نشر عبر حسابه الرسمى على تويتر، صورة تجمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، وعلق عليها، "سررت بزيارة أخي الرئيس عبد الفتاح السيسي للدوحة، والتي زادت العلاقات القطرية المصرية رسوخاً، وأتاحت لنا بحث سبل تحقيق تطلعات شعبينا الشقيقين في تعزيز تلك العلاقات، وخدمة قضايا أمتينا العربية والإسلامية، ودعم الأمن والسلم والاستقرار في منطقتنا".

ومن واقع النظر إلى ما صدر من تصريحات وبيانات خلال وفى اعقاب الزيارة، يمكن القول أنه سيكون لها نتائج إيجابية لاسيما وأن هناك رؤى مشتركة للدولتين تجاه كيفية التعامل مع القضايا العديدة المثارة حالياً، لذلك ووفقاً لمراقبين، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انعكاسات واضحة لهذه الزيارة على مستوى معالجة معظم العديد من القضايا الإقليمية، باعتبار أن كلا من مصر وقطر لديهما إمكانيات متعددة وأدوار هامة يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلات.

وجاءت زيارة الرئيس السيسى إلى الدوحة ضمن الرؤية التى يتبناها الرئيس السيسي لتعميق العمل العربي المشترك وضرورة تفعيله، أخذا في الاعتبار أن قوة العلاقات العربية - العربية تمثل الضمانة الحقيقية في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها المنطقة، التي وصلت إلى حد التدخل العسكري المباشر من قبل أطراف وقوى خارجية فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية، وهو الأمر الذي لن ينتهي إلا من خلال تضامن عربي حقيقي وقوي يحظى بتقدير واحترام المجتمع الدولي، وبما يحمى الأمن القومي العربي، وهنا يجب الإشارة إلى الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية بالجزائر في نوفمبر المقبل، وما يتطلب ذلك مشاورات وتنسيق عربى مستمر.

وشهدت الدوحة، وتحديداً الديوان الأميري، القمة المصرية القطرية، بين الرئيس السيسى والأمير تميم، حيث أقيمت للرئيس السيسى مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، ثم عقدا مباحثات منفردة، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.

وخلال القمة رحب الأمير تميم بالزيارة التاريخية لشقيقه الرئيس السيسي في قطر في أول زيارة رسمية له إلى الدوحة، والتي تأتي تتويجا لمسار التميز الأخير في العلاقات بين الجانبين المصري والقطري، مشيدا بالروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، ومعربا عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العربى والخليجي على كافة الأصعدة، مع التأكيد على حرص قطر على تعزيز أطر التعاون الثنائي بين الجانبين في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، من خلال زيادة الاستثمارات القطرية في مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها.

كما ثمن الأمير تميم بن حمد، الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، والذي يعد نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.

وعبر الرئيس السيسي عن تقديره وامتنانه لأخيه الأمير القطري على حسن الاستقبال، وكرم الضيافة، مثمنا ما عكسته الزيارة الأخيرة لأمير دولة قطر، للقاهرة خلال شهر يونيو الماضي، من دلالات على تعزيز العلاقات بين البلدين، وأكد الرئيس السيسي، انفتاح مصر نحو تعميق العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، ودفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.

وشهد الرئيس السيسي، والأمير تميم التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي للاستثمارات والتنمية، وجهاز قطر للاستثمار، ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون الاجتماعية بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين مصر وقطر.

وقبل القمة، التقى الرئيس السيسي مع ممثلي رابطة رجال الأعمال القطريين، في مقر إقامته بالدوحة وبمشاركة وزير التجارة والصناعة القطري الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني، ورئيس مجلس إدارة الرابطة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، وبحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا.

وخلال اللقاء أعرب الرئيس السيسى عن ترحيبه باللقاء الذي يجسد روح التعاون الأخوي بين مصر وقطر، مؤكداً حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات القطرية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدين الشقيقين، في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.

وأعرب رجال الأعمال القطريون عن تشرفهم بلقاء الرئيس السيسي وسعادتهم بتنظيم هذا اللقاء، والذي يمثل فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون المشترك، مؤكدين تطلعهم لبحث إمكانات تعظيم التعاون بين البلدين الشقيقين، خاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لاسيما في قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والإنشاءات والتطوير العقاري والزراعة والصناعة والرعاية الصحية.

من جهته أكد السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن مصر دائما وأبدا ذات موقف ثابت تجاه التضامن العربي ووحدة الصف العربي والمصالحة العربية وتسوية أي سوء فهم أو خلافات ما بين الدول العربية وهو موقف ثابت من عشرات السنين لمصر، مشيراً في تصريحات تليفزيونية إلى أن العمل العربي المشترك شيء مهم صونا للأمن القومي العربي ومقدرات الشعوب والحفاظ على الاستقرار ، وتجاه دائما وأبدا ما يؤكد عليه الرئيس السيسي الانتماء والتنمية والتعاون من أجل الشعوب، لافتاً إلى أن زيارة الرئيس السيسي للدوحة جاءت عقب زيارة الأمير تميم إلى مصر.

وأكد راضى أن زيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة تأتي قبل محطات هامة على المستوى الدولي، في إشارة إلى القمة العربية في الجزائر في الثاني من نوفمبر المقبل، وكذا قمة المناخ العالمية والتى ستستضيفها مصر بشرم الشيخ، لافتا إلى أن الوطن العربي يمر بوقت دقيق للغاية؛ على خلفية أزمات مزمنة في المنطقة وقضايا لم تحل بعد، مؤكدا موقف مصر الثابت من عودة مفهوم الدولة الوطنية والتعامل مع الحكومات المركزية والجيوش الوطنية ومؤسسات الدول والبعد عن أي ميليشيات مسلحة وهذه الثوابت مهمة، لافتاً إلى أن مصر دائما تنظر إلى المستقبل وحريصة على إزالة أي خلافات، منوها إلى أن هناك مباحثات كثيرة بين مصر وقطر منذ قمة العلا حتى اليوم، وكانت هناك زيارات على أعلى مستوى ما بين وزراء الدولتين ، حيث تم تسوية أمور كثيرة بين البلدين، مجددا أن مصر دائما مع التضامن العربي والتقارب العربي والتعاون والبناء ويد مصر ممدودة للجميع لحل أى أزمات بشكل إيجابي ومنفتح، ويفتح آفاقا للتعاون لصالح البلدين.

وحول التعاون الاقتصادي والاستثمارات والملفات الإقليمية والدولية في المباحثات بين الرئيس السيسي وأمير قطر، قال راضي، إن عجلة التنمية الكبيرة الموجودة في مصر تفتح آفاقا كبيرة للغاية، منوها إلى أن مصر تشهد عملية تنموية واسعة منذ 8 سنوات وحتى الان، وهو ما فتح مجالات كبيرة للاستثمار سواء المحلي أو الأجنبي في كافة القطاعات، مؤكداً أن الاقتصاد المصري صاعد ويحقق معدل نمو كبيرا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن توطين الصناعة من ضمن أولويات الدولة، ولا توجد تنمية بدون صناعة ، مبينا أن توطين الصناعة مكون رئيسي في كل محادثات الرئيس مع الشركات الأجنبية، كما أن توطين الصناعة سيساعد بشكل كبير على تقليل الفاتورة وفتح آفاق كبيرة وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل بشكل متزايد.

من جهته شدد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر، والتي تعد الأولى للرئيس إلى الدوحة، تستهدف تعزيز ودعم أطر التعاون الثنائية المشتركة فى مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين، فضلا عن التشاور والتنسيق فيما يتعلق بمختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة.

وأكد السفير سالم مبارك آل شافي، سفير قطر لدى القاهرة، أهمية الزيارة مثمنا المستوى المتميز الذي بلغته العلاقات بين مصر وقطر في كافة المجالات والذي جاء ثمرة للتنسيق والتشاور القائم والمستمر بين قيادتي البلدين، لافتاً إلى إن الزيارة التي تعد الأولى للرئيس السيسى إلى الدوحة، تكتسب أهميتها من السياق الذي تأتي فيه عربيا وإقليميا ودوليا، مستعرضاً التقدم الذي بلغته العلاقات المصرية القطرية منذ تسلمه مهام عمله سفيرا لقطر لدى القاهرة، وهو ما انعكس في الحراك المتزايد على مستوى التعاون والتشاور، خاصة بعد أن شهدت الفترة الماضية انعقادا منتظما للجنة المتابعة بين البلدين، وزيارات متبادلة على المستوى الوزاري وعلى مستوى كبار المسؤولين، وهي الزيارات التي رسخت وأرست أسس التعاون المستقبلي بين البلدين الشقيقين؛ بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين في ظل القيادة الرشيدة للرئيس السيسي والشيخ تميم.

وقالت وكالة الأنباء القطرية "قنا" أن زيارة الرئيس السيسى تندرج فى إطار العلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، كما تأتى تأكيدا على الحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى قيادتى الدولتين على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها والارتقاء بها نحو آفاق أرحب فى مختلف المجالات، لافتة إلى أنها تشكل مرحلة جديدة واعدة ومحطة مهمة فى مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الواعدة والمثمرة خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والمصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية.

وأكدت الوكالة القطرية أن قطر حرصت خلال التاريخ الطويل للعلاقات مع مصر على أن تبنى هذه العلاقات على التقدير والاحترام المتبادل بالنظر، لما تمثله مصر من قيمة ومكانة مهمة استنادا إلى تاريخها الطويل، موضحة أن العلاقات بين البلدين تنظم جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تشمل القطاعات السياسية والتجارية والاقتصادية والعمالية وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، والنقل الجوي والشباب والرياضة والتعليم والبحث العلمي والمجال الإعلامي والثقافي والتعاون الثقافي والأثري.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق