طلال رسلان يكتب: «المشير طنطاوي» ذكرى رحيل بطل «مسك الجمر بيده وأنقذ مصر من الفوضى»

الأربعاء، 21 سبتمبر 2022 10:29 ص
طلال رسلان يكتب: «المشير طنطاوي» ذكرى رحيل بطل «مسك الجمر بيده وأنقذ مصر من الفوضى»

«أنا ماسك جمرة نار في إيديا.. ما قدرش أسيبها تولع الدنيا».. تلك العبارة التي خلدت تضحية المشير حسين طنطاوي في تاريخ مصر، في ذكرى رحيله الأولى، سيرة بطل قبض على جمر بالمعنى الحرفي للكلمة وقت أن كانت الأحداث جِسام، والإخوان لا يريدون غير نهب البلاد، وما يقال ويذكر في مشهد تخلى الجميع فيه عن مسؤولية الوطن، إلى أجندات داخلية وخارجية.
 
شهادة تلو أخرى تؤكد ما تؤكده الأحداث، من وطنية قائد عسكري فريد خاض حروبا غيرت وجه مصر وكتبت كل منها تاريخ آخر للمصريين، حرب 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، إضافة إلى حرب أكتوبر المجيدة، وبعدها حرب العبور الحقيقي بالبلاد من فوضى أحداث 2011، وأجندات التمزيق والمؤامرة.
 
لم يكن هناك حدث أكثر مناسبة من افتتاح مشاريع أرض سيناء لكي يقول الرئيس عبد الفتاح السيسي شهادته عن بطولة ووطنية المشير طنطاوي، قال الرئيس السيسي أمام العالم بوجه حق «المشير طنطاوي كان سببا حقيقيا لحماية مصر من السقوط في المرحلة الحرجة بعد 2011»، عندما حدثت الانتخابات وكانت المؤشرات كلها ستؤدي إلى تولى فصيل معين الحكم في مصر.
 
 
في شهادة للتاريخ لا تقل بطولة ووطنية عن شخصية المشير طنطاوي نفسه، أضاف الرئيس السيسي أن «هذا الرجل بريء من أي دم حدث في أحداث محمد محمود وإستاد بورسعيد وماسبيرو والمجمع وأي حاجة من تآمر لإسقاط الدولة. المشير طنطاوي كان بيقول إن هايذكر التاريخ أنا اللى سلمت البلد دى لكده.. وهذا الأمر كان يؤلمه كثيرا لأنه كان على علم وفهم للأضرار التي سوف تمس مصر نتيجة هذا الحكم».
 
وتابع الرئيس السيسي: «كنت بقول والله لو كان اللي بيحصل ده مؤامرة عملوها المجرمين والأشرار مش هيكسبوا أبدا، واتصور أن الأمور أكدت كده.. أي حد شريف مخلص أمين حريص على الناس يطمئن، وأي حد تاني غير كده مهما كانت مهارته فى التآمر والتخريب والقتل لازم يعرف إنه مش هيكسب أبدا، دي حكمة ربنا وربنا لا يصلح عمل المفسدين».
 
ليس بعيدا عن قائد وطني خلده تاريخ مصر المعاصر في أبواب الوطنية والفداء أن ينال تكريما وشهادة حق تحفظ بطولته أمام المصريين والعالم، بعدما تولى قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عقب تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن حكم البلاد، بعد الأحداث التي شهدتها مصر في 25 يناير 2011، وحتى تسليم السلطة، ومنع إحراق مصر.
 
وصية المشير طنطاوي
 
في كلمة للمشير طنطاوي قبل أحداث 25 يناير 2011، وكان في زيارة إلى قوات الجيش الثاني، وقال في فيديو شهير موجها حديثه إلى المصريين: «خدوا بالكو على مصر، فمصر هي القلب، والمراد هي مصر، ومصر إن شاء الله حتستمر، فهي شعلة الوطنية والقومية والأمن والآمان في المنطقة كلها، ولو مصر حصلها حاجة، فالمنطقة كلها أنتهت».
 
لم يع الجميع وصية المشير طنطاوي إلا بعد اندلاع أحداث يناير، ثم تحولها إلى فوضى كبرى وانشقاقات وقتال، وصولا إلى تولي المجلس العسكري مقاليد الحكم في البلاد لمنع تحولها إلى سوريا أو عراق أخرى، ومع ظهر المشير طنطاوي بعد مشاهد يناير 2011 شعر المصريين بارتياح، فالقائد العسكري المشهود له بالوطنية سيضع مصلحة الوطن أمام الجميع ولا شيء يحيد عن حقوق المصريين.
 
 
يذكر الجميع فيديو آخر شهير للمشير حسين طنطاوي عندما كان يستقل سيارة بعد أحداث فوضى الإخوان، وقام عشرات المواطنين بتوقيف السيارة والحديث معه عن ضرورة محاسبة جماعة الإخوان الإرهابية، والقصاص منهم، بعد ما فعلوه بمصر طوال السنوات الماضية، وقام المشير طنطاوي بالرد عليهم قائلا: «متخافوش .. ربنا كريم ومش هيسيبكم».
 
رحل قائد ومقاتل أنقذ مصر من الفوضى بكل وطنية، ولا يختلف أحد على ذلك حتى بشهادة الكارهين لمصر، رحل المشير طنطاوي وترك سيرة عطرة من الوطنية والفداء والحكمة، رحل في 21 سبتمبر ٢٠٢١ عن عمر يناهز الـ85 عاما، وأقامت له مصر جنارة عسكرية بحضور الرئيس السيسي ووزير الدفاع وكبار رجال القوات المسلحة والدولة وعدداً من الوفود الرسمية والشعبية، لتشهد على وداع بطل آخر خلده التاريخ.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة