إرساء الفكر الوسطي والتصدي للفكر المتشدد..

سفينة الاجتهاد.. المشاركون في مؤتمر الأعلى للشؤون الإسلامية يشيدون بجهود الرئيس السيسي

السبت، 01 أكتوبر 2022 06:00 م
سفينة الاجتهاد.. المشاركون في مؤتمر الأعلى للشؤون الإسلامية يشيدون بجهود الرئيس السيسي
منال القاضي

أشاد جموع علماء الدين المشاركين في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية بالدور الذي يقوم به الرئيس السيسي وجميع القيادات المصرية بشأن التطوير الملحوظ بمصر، وتبني القاهرة القضايا الدينية وتأكيده على فتح حوار علمي ديني لحل القضايا الخلافية.

وناقش المشاركون في المؤتمر ثقافة الاجتهاد وضرورة الأخذ بوسائله وضوابطه، وتدريب القائمين على شئون الاجتهاد وأمور الدعوة على مهارات الاتصال والتواصل مع فئات المجتمع المختلفة؛ بهدف ضبط أمر الفتوى حتى لا يتجرأ أحد على الفتوى بدون علم.

ومن جانبه قدم عبد العاطي أحمد عباس وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني، الشكر والتقدير إلى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة على الدعوة الكريمة ولحسن اختيار عنوان هذا المؤتمر، مؤكدًا أنه أمر نحتاج إلى أن نتدارسه ونعززه وخاصة بين طلاب العلم.

وفي كلمته، قدم مفتي إمارة دبي الدكتور أحمد الحداد، الشكر لوزير الأوقاف على جهوده في تنظيم هذه المؤتمرات سنة بعد سنة، لدورها في إثراء الساحة الفكرية والعلمية في آن واحد، معربًا عن شكره لجمهورية مصر العربية قيادة وشعبًا، وللرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته لهذا المؤتمر، مشيدا بموضوع المؤتمر "الاجتهاد" والذي يدّعيه كثيرون، وقال الحداد: "من ادعى يحتاج إلى برهان والبرهان هو العلم النافع"، مشيرا إلى أن دواعي الاجتهاد كثيرة؛ منها أن الله (عز وجل) جعل شريعته حاكمة لمصالح البلاد والعباد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما يشير إلى ذلك قول الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وكما يشير إلى ذلك قول النبي: "لا يزال طائفة من أمتي قائمين على الحق"، ومن المعلوم أن حاجة المسلمين تتجدد، بل إن مستجدات الأمة اليوم تغلب على قديمها، وللعالم أن يجيب في كل ذلك عبر سبيل العالم، فهو أسير المسئولية أمام الناس وأمام الله وهو ما يحمله على الجد في الطلب ولا يكون هذا إلا بالاجتهاد، وهو ما يحفظ على الناس دينهم ودنياهم.

وشدد على ضرورة البحث عن الاجتهاد، وقد نص العلماء قديمًا على ضرورة الاجتهاد والأخذ بوسائله وضوابطه، وأن علماء الأمة معنيون بأمر الاجتهاد تعلمًا وتفقهًا وتبصرًا حتى يتأهلوا له، هذا بالإضافة إلى أن المجتهد له شروط وضوابط للنظر في كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمن يقوم بهذه المهمة لابد وأن يكون قد نهل من الشرع الشريف، ولا يجوز الاجتهاد ممن لا تتوافر فيه هذه الشروط لأنه حتمًا سيقع في الخطأ.

وأوضح أن مجالات الاجتهاد لا تكون إلا في ما لا ينص عليه دليل واضح المراد، وأن الاجتهاد ليس مصدرًا من مصادر التشريع لحد ذاته، وإنما وسيلة للوصول إلى الحكم الشرعي لتحقيق مقصد الشارع ومصالح الفرد والمجتمع، مشيرا إلى تنوع الاجتهاد ما بين فردي وجماعي.

وأكد أمين عام دار الفتوى والمجلس الإسلامي بأستراليا الدكتور سليم علوان، أن العلماء مختلفون حول شرطية العدالة في المجتهد، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يجتهد ولا يجوز عليه الخطأ في أمور التشريع.. مضيفًا أن الهدف من المؤتمر هو ضبط أمر الفتوى حتى لا يتجرأ أحد على الفتوى بدون علم وتهديد حياة الأبرياء وأكل أموال الناس بالباطل وتدمير الأوطان، مشدداً على أن المسلم بفعله وعمله ينشر الإسلام، وأن الشباب كثير التأثر بالإعلام، وعلى ضرورة عمل رقابة على وسائل الإعلام المرئي والمسموع.

وأكد الشيخ خالد تقي الدين رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية بالبرازيل أن اختيار موضوع الاجتهاد يهم الأمة الإسلامية في مختلف بقاع الأرض ويحتاج إلى تكاتف من علماء الأمة ومفكريها والذين قامت وزارة الأوقاف يجمعهم في هذا المؤتمر وفي هذا التوقيت لمناقشة القضايا العصرية، يؤكد أن مصر أصبحت قبلة للمجتمعات المسلمة في شتى بقاع الأرض يأتون إليها ويستفيدون بالعلم الإسلامي ووسطيته التي أضاءت في شتى بقاع الأرض ، معربًا عن شكره للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على حفاوة الاستقبال، ومناقشة بحثه ضمن أعمال مؤتمر الاجتهاد تحت عنوان: "تدويخ الحيوان قبل الذبح رؤية عصرية".

فيما أكد الدكتور حسان موسى الأمين العام للوقف السويدى الإسلامى، أن مصر أرض العروبة والإسلام والأزهر، أرض التاريخ والحضارة، وأن هذا المؤتمر برعاية الرئيي عبد الفتاح السيسي، وبتنظيم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية جاء لمناقشة الاجتهاد ولبيان أن هذا الباب يفتح وفق آليات وضوابط منضبطة تخدم الوسطية الاعتدال، وتدفع الشبهات، وترد الأمور إلى نصابها لتكون هذه الأمة أفرادًا ومؤسسات في خدمة التنمية والتطور والعلم والعمل.

كما أكد أن المؤتمر فرصة ليتحدث الجميع عن البيئة والأمن المائي، وكذلك عن قدرة مصر على إيجاد الآليات والوساطة بين الدول النامية والصناعية خدمة للإنسان ولهذا الكون الذي يتعرض لتغيرات واضطرابات مناخية من أرض الكنانة والتي جاء بها هذا المؤتمر لبنة من اللبنات الرئيسية لخدمة الإنسان والكون، معربًا عن شكره للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على حفاوة الاستقبال.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق