لماذا احتفالية «مرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية» الآن؟

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022 11:49 ص
لماذا احتفالية «مرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية» الآن؟
طلال رسلان

يمر العالم بواحدة من أكثر حقب التاريخ الحديث صعوبة، لما احتوته من أزمات متعاقبة على الشعوب والاقتصادات، بدأت بوباء عالمي أغلق الحياة وحصد ملايين الأرواح وصولا إلى متحوراته الأكثر فتكا حاليا، ثم حرب روسية أوكرانيا تقترب من حرب عالمية ثالثة أكثر من أي وقت مضى، لما شهدته الفترة الماضية من تصعيد بين روسيا وحلف الناتو بقيادة أمريكا، وتبعات هذه الحرب على الاقتصاد العالمي وقطع إمدادات الغذاء ولهيب الأسعار الذي يعصف بدول كبرى في أزمة إنسانية عالمية أشبه بالمجاعات.
 
في أرجاء العالم، بعد أزمتي كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لم يكن هناك صوت يعلو على صوت المصالح المشتركة، والتقارب في العلاقات السياسية والتجارية، في محاولة لإنقاذ الشعوب بالأسواق ودعم الاقتصاد الاستثمارات.
 
في الوطن العربي، كانت مصر كمثال في التعامل مع الأزمات، حاضرة، فقد اتخذت إجراءات اقتصادية واجتماعية حمت البلاد من أزمة كورونا التي عصفت باقتصادات دول كبرى بحماية اجتماعية كاملة وتدخل مباشر من الدولة المصرية لحماية المواطن قبل كل شيء، انتقالا إلى استمرار برامج الدعم باستراتيجيات ثابتة وواضحة ويلمسها المواطن قبل ظهور تأثيرها في صمود الاقتصاد أمام تبعات التضخم والركود العالمي واهتزاز الأسواق العالمية هبوطا كل يوم عما يسبقه.
 
بشراكة اقتصادية كاملة، كان النموذج المصري الإماراتي حاضرا أمام أزمة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على اقتصادات العالم، تدفقت الاستثمارات الإماراتية على الشركات المصرية، وتداخلت مصر بزيادة حجم التبادل التجاري، وتزامن ذلك مع زيارات سياسية رسمية متبادلة بين الطرفين وعلى مستوى الرؤساء، بخريطة سياسية واقتصادية واستثمارية متكاملة في جميع النواحي.
 
لم يكن التقارب المصري الإماراتي مستغربا، بلا سبق احتفالية العلاقات، تاريخ كبير قائم على أسس الصداقة والمحبة والأخوة قبل الاستثمار والتكامل الاقتصادي، وهو ما لخصه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بالاحتفالية مؤكدا على عمق العلاقات المصرية الإماراتية معلقا: "العلاقات بين مصر والإمارات تتميز دائما أنها قائمة ليس فقط على مشاعر الحب والأخوة والصداقة الحقيقية، بل كذلك على الفهم الواقعى المتعمق والدقيق لظروف المنطقة والعالم وعلى التكامل، مشيرا إلى أن تعزيز التعاون والمصالح المشتركة يمنح هذه العلاقات قوة واستدامة عبر الزمن.
 
أضاف الرئيس السيسى أن التعاون الاقتصادى والاستثمارى وفى جميع المجالات دائما يسير على أعلى مستوى، والأفاق المستقبلية للتعاون الشامل بين الدولتين واعدة ومزدهرة وستعود بالخير الوفير على شعبى الدولتين وشعوب الوطن العربى جميعا.
 
تابع الرئيس: أخيرا واستمرارا لمواقف المؤسس العظيم زايد الخير.. لا يفوتنى هنا أن أتذكر بالتقدير والعرفان الموقف التاريخى الداعم لدولة الإمارات الشقيقة خلال الفترة العصبية التى مرت بها مصر منذ 10 سنوات.. والذى جاء تعزيزا لخصوصية العلاقات بين مصر والإمارات وبرهانا واضحا على ما يجمع الدولتين والقيادتين والشعبين من روابط وثيقة وانهما بمثابة شعب واحد وبلد واحد وهو العهد الذى أجدد التمسك به.
 
أنهى الرئيس السيسى كلمته بالتأكيد على المصير المشترك بين البلدين قائلا: "عهد الأخوة والخير والتعاون والبناء والمصير الواحد .. داعين الله أن يعيننا على صون وتعزيز هذه العلاقات القوية والمتميزة بما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين.
 
 
 
أرقام اقتصادية بين مصر والإمارات.. مثال يحتذى به في التعاون والتكامل الدولي
 
وصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات ومصر خلال الفترة من يناير – مايو 2022 إلى أكثر من 14.1 مليار درهم (ما يزيد على 3.8 مليارات دولار)، بنمو وصلت نسبته إلى 6%، مقارنة مع الفترة ذاتها من 2021.
 
وفي عام 2021، وصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات إلى قرابة 27.8 مليار درهم (ما يزيد على 7.5 مليارات دولار)، بنسبة نمو تصل إلى 7.6% بالمقارنة مع عام 2020.
 
وقد شهد مايو 2022 الإعلان عن الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة تجمع الدولتين، بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في خمسة مجالات صناعية واعدة ومؤهلة للتكامل والتعاون، وتخصيص صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار، للاستثمار في المشروعات المنبثقة عنها.
 
أكبر دولة مستثمرة في مصر
 
كما حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى من بين دول العالم المستثمرة في مصر، وسجلت قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر ارتفاعاً لتصل إلى 1.9 مليار دولار خلال العام المالي 2019-2020، مقابل 712.6 مليون دولار خلال العام المالي 2018-2019، بنسبة ارتفاع قدرها 169.1%. في حين تقدر قيمة الاستثمارات الصادرة من دولة الإمارات إلى مصر خلال الفترة من 2013 حتى 2021 بنحو 16 مليار دولار أمريكي (59 مليار درهم).
 
وفي 2019، تم إطلاق منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين الإمارات ومصر، بقيمة 20 مليار دولار لتنفيذ مشروعات حيوية في مجالات اقتصادية واجتماعية، بينما بلغ الدعم الإماراتي لمصر خلال عامي 2013 و2014 أكثر من 51 مليار درهم (ما يعادل 13.9 مليار دولار)، شملت مجالات حيوية كالتعليم والتدريب والإسكان والنقل والمواصلات والرعاية الصحية والأمن الغذائي والطاقة.
 
وكان البلدان قد وقّعا في أكتوبر عام 2013، اتفاقية لدعم البرنامج التنموي المصري، تقدم بموجبها دولة الإمارات 4.9 مليارات دولار لتنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية في مصر. 
 
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت في عام 2015 حزمة دعم بقيمة 14.7 مليار درهم (ما يزيد على أربعة مليارات دولار)، للشعب المصري الشقيق، تتكون من شريحتين متساويتين في القيمة، إحداهما وديعة في المصرف المركزي المصري، والثانية لمصلحة مشروعات متنوعة في قطاعات عدة.
 
انطلاق فعاليات الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات المصرية الإماراتية.. غدا
فترة عصيبة|الرئيس السيسي يشيد بموقف الإمارات التاريخي الداعم لمصر منذ 10 سنوات
 
ثاني أكبر شريك تجاري لمصر
 
وتمثل دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لمصر على المستوى العربي، فيما تعد مصر خامس أكبر شريك تجاري عربي لدولة الإمارات في التجارة غير النفطية، وتستحوذ على 5.2% من إجمالي تجارتها غير النفطية مع الدول العربية. على الصعيد الاستثماري، تعد الإمارات أكبر مستثمر في مصر على الصعيد العربي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد على 16 مليار دولار (ما يعادل 59 مليار درهم).
 
وتعمل أكثر من 1300 شركة إماراتية في مصر في مشروعات واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي. وتستثمر الشركات المصرية في مختلف القطاعات في الأسواق الإماراتية، ومن ضمن أبرز مشروعاتها القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة، والتصنيع والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبناء والنقل والتخزين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة