تعرف على نصائح شيخ الأزهر والبابا فرنسيس لشباب البحرين

الأحد، 06 نوفمبر 2022 02:53 م
تعرف على نصائح شيخ الأزهر والبابا فرنسيس لشباب البحرين
منال القاضي

 
وجة فضلية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لقاء مع الشباب وبابا الفاتيكان عدة راسائل للشباب البحرين على هامش مؤتمر الأديان المنعقد فى البحرين .
 
وأكد بابا الفاتيكان على ضرورة الاهتمام بالشباب، وعقب استماعه إلى كلمة ترحيب من الراهبة روزالين توماس مديرة المدرسة ثم إلى شهادات بعض الشباب وجه قداسة البابا كلمة أعرب في بدايتها عن شكره لمديرة المدرسة على ترحيبها وعملها وللشباب على حضورهم وحماسهم، مشيرا إلى كونهم من دول مختلفة. 
 
وأعرب بابا الفاتيكان عن سعادته لرؤيته في البحرين مكان لقاء وحوار ثم برؤيته هؤلاء الشباب الذين ورغم اختلاف دياناتهم لا يخشون أن يكونوا معا، وأضاف: "أعتقد أن بدونكم لن يكون هناك هذا التعايش في التنوع ولن يكون له مستقبل". شدد البابا فرنسيس بعد ذلك على حاجة الأطر المعقدة التي نعيش فيها إلى عدم تخوف الشباب من النقاش والحوار ورفع أصواتهم والاختلاط بالآخرين، وذلك كي يصبحوا الأساس لمجتمع يتسم بالصداقة والتضامن.
 
وأراد قداسة البابا وانطلاقا من شهادات الشباب أن يوجه إليهم ثلاث دعوات. 
 
الأولى هي معانقة ثقافة الرعاية، وقال إن الرعاية تعني التمتع بتعاطف داخلي ونظرة متنبهة تجعلنا نخرج من ذاتنا، ويخلق حضورا لطيفا يهزم اللامبالاة ويدفعنا إلى الاهتمام بالآخرين. 
 
ووصف البابا هذا بترياق ضد عالم منغلق تطبعه الفردانية يلتهم أبناءه ويتسم بحزن يولد اللامبالاة والوحدة. وذكَّر البابا فرنسيس هنا باهتمام يسوع بالعلاقة مع جميع مَن التقاهم وإصغائه إلى طلبهم المساعدة، اقترابه ولمسه جراحهم بيديه. وأضاف قداسته أن يسوع جاء ليخبرنا أن الله العلي يعتني بنا، وليُذكرنا بضرورة أن نعتني بأحد ما وخاصة بمن هم أكثر ضعفا. كم هو جميل أن نكون زارعي رعاية وفناني علاقات، قال البابا مشيرا
 
وتابع أنه ما من صلاة بدون علاقة وما من فرح بدون محبة. وتحدث بالتالي عن المحبة فقال إنها تعني الاهتمام بالآخر والعناية به وتقديم أوقاتنا ومواهبنا لمن يحتاج. وحث الأب الأقدس الشباب على أن يتذكروا دائما أن كلا منهم هو كنز فريد وثمين، وبالتالي: لا تحتفظوا بالحياة في خزنة، قال البابا.
 
كانت الدعوة الثانية التي وجهها قداسة البابا فرنسيس إلى الشباب هي أن يكونوا زارعي أخوَة لأن هذا سيجعلهم حاصدي مستقبل. 
 
وذكّر في هذا السياق بما جاء في رسالة القديس يوحنا الأولى: "الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه. إِلَيكُمُ الوَصِيَّةَ الَّتي أَخَذْناها عنه: مَن أَحَبَّ اللهَ فلْيُحِبَّ أَخاه أَيضًا". يطلب منا يسوع، قال البابا فرنسيس، ألا نفصل أبدا بين محبة الله ومحبة القريب، أن نصبح نحن أنفسنا قريبين من الجميع لا فقط لمن نستلطفه.
 
 وشدد على أن العيش كأخوة وأخوات دعوة موجهة إلى الجميع، مضيفا أن الشباب بشكل خاص مدعوون إلى "الرد بحلم جديد من الأخوّة والصداقة الاجتماعية، لا يقتصر على الكلام". وواصل الأب الأقدس داعيا الشباب إلى التساؤل: هل أنا منفتح على الآخرين، هل أنا صديق لمن ليس دائرة اهتماماتي ولديه إيمان أو عادات مختلفة؟ هل أسعى إلى اللقاء أم أظل منعزلا؟ وأضاف أن الإجابة قد ذكرتها فتاة قدمت شهادتها في البداية، ألا وهو إنشاء علاقات جيدة مع الجميع. ودعا البابا في هذا السياق الفتية والشباب إلى أن يسافروا في داخلهم ويوسعوا حدودهم الداخلية، كما وأشار إلى ضرورة أن يَدَعوا الصلاة تساعدهم، وذلك لأنها توسع القلوب وتفتح على اللقاء مع الله، وشدد على ضرورة أن نرى في من نلتقي به أخا وأختا.
 
وذكّر الأب الأقدس في هذا السياق بكلمات النبي ملاخي توجّه قداسة البابا فرنسيس إلى مدرسة القلب الأقدس في البحرين وهي مدرسة كاثوليكية تأسست بالقرب من كنيسة القلب الأقدس في منامة وكان في استقباله مديرة المدرسة روزيلين توماس مع بعض الأساتذة ثم توجّهوا جميعًا إلى القاعة الرياضية في المدرسة حيث كان بانتظار الأب الأقدس حوالي ثماني مائة شاب وشابة حيث وجّهت الأخت روزيلين كلمة رحّبت بها بالأب الأقدس معبرة عن الإعجاب والتقدير لخدمته المتواضعة كمرشد محبٍّ نحو السلام والتناغم والخطوات الشجاعة التي قام بها في هذا الاتجاه. وقالت إن مدرسة القلب الأقدس هي رمز مصغر للتعايش السلمي وثقافة الرعاية. لدينا طلاب وموظفون من ٢٩ جنسية وثقافة ولغات وخلفيات دينية مختلفة، ومن المؤكد أن وجودكم معنا سيزيد من الوعي بتنوعنا الثقافي ومعتقداتنا المشتركة، بالإضافة إلى التزامنا بتأسيس مجتمع نابض بالحياة ومحترم للأجيال الحاضرة والمستقبلية. وخلصت إلى القول أيها الأب الأقدس إن الوجوه المبتسمة للشباب الحاضرين هنا اليوم تعبر عن فرحهم برؤيتكم شخصيًا. إن كلماتكم ستقويهم لكي يكونوا الرجاء في مستقبل منير لعالمنا، حيث سيكونون مواطنين فاعلين يجتهدون لكي يجعلوا عالمنا مكانًا أفضل.
 
 
تفاصيل للقاء شيخ بالشباب 
شيخ الأزهر يعقد حوارًا مفتوحًا مع الشباب البحريني وشباب "صناع السلام" بالبحرين
 
شيخ الأزهر "يلغي" كلمته المكتوبة ويحاور الشباب بقلب "مفتوح"
 
شيخ الأزهر يحاور الشباب البحريني ويبدي إعجابه بحماسهم وشغفهم نحو العمل والاجتهاد
 
شيخ الأزهر يوجه مجموعة من الرسائل والنصائح للشباب في حوار مفتوح
 
الشباب يحاورون شيخ الأزهر في البحرين ويفتحون صندوق الأسئلة والتطلعات نحو المستقبل
 
شباب البحرين: "سعداء" بالجلوس مع شيخ الأزهر في لقاء مفتوح يجدد الأمل ويحيي قيمة الاجتهاد والعمل
 
وقد عقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،  بقصر الصخير بالبحرين، حوارًا مفتوحًا مع شباب البحرين وشباب منتدى "صناع السلام"، بحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة ملك البحرين للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، للحديث مع الشباب والاستماع إلى أسئلتهم واستفساراتهم وتطلعاتهم وما يشغل بالهم، ومعرفة ما يواجههم تحديات في حياتهم اليومية، ونقل الخبرات إليهم وتوجيه النصائح بما ينفعهم ويجعلهم فاعلين في نشر سماحة الدين في أخلاقهم وتعاملاتهم.
 
ولم يُلق شيخ الأزهر كلمته التي أعدها للحديث إلى الشباب، وقال إن ما رآه من همة الشباب واستقبالهم لفضيلته بحفاوة وإقبال نحو النقاش المفتوح، دفعه إلى إلغاء كلمته المكتوبة، والحديث معهم من قلبه دون أي قيود في أسئلة أو استفسار، داعيًا الشباب إلى الحديث بكل أريحية في كل ما يشغلهم من قضايا واستفسارات.
 
وعبَّر الشباب الحاضرين عن شكرهم لقيادتهم الرشيدة على إعطائهم فرصة اللقاء مع قامة دينية ورمز إسلامي كبير لطالما أحبوه وتابعوا لقاءاته وكلماته في المحافل الدولية، وأنهم لديهم شغف كبير لهذا اللقاء والحوار مع شيخ الأزهر، معربين عن حب شعب البحرين وشبابه لمؤسسة الأزهر الشريف وعلمائها، وتحدَّث الشباب عن شعورهم بالأمل والحماس وتطلعهم لمستقبل أكثر إشراقًا وأملًا والتزامًا.
 
وتوجَّه شباب البحرين بمجموعة من الأسئلة إلى شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين حول تعامل الشباب مع المجتمعات الغربية؛ من حيث اختلاف الثقافات، وكيفية العمل في ظل التحديات التي يواجهها الشباب العربي، وفي ظل الصراعات وانتشار الأفكار المتطرفة والجماعات المتشددة، كما سأل الشباب عن تعاليم الإسلام في كيفية تقديم النموذج الأمثل للشاب المسلم، وخصوصًا وسط انتشار موجات الانفلات الأخلاقي.
 
وأجاب فضيلة الإمام الأكبر على أسئلة واستفسارات الشباب، ووجه لهم مجموعة من النصائح، جاءت كما يلي:
- أود لفت انتباه الشباب إلى قيمة العمل في الإسلام، فالعمل في الإسلام واجب وليس حقًّا، وهو واجب على الإنسان حتى آخر نفس في أنفاس المؤمن، والرسول ﷺ يقول: (إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها)، وهذا حديث عظيم يبين قيمة العمل وفعل الخير وأهمية الحفاظ على البيئة والمجتمع، ولو اهتدت مجتمعاتنا بهذا الحديث في كل حياتنا لكان لنا وضع آخر.
 
- لابد وأن يتثقف أولادنا وبناتنا بالثقافة الإسلامية التي هي العاصم من الاهتزاز يمينًا أو شمالًا في ظل هذه الظروف الصعبة، وأن يعلموا أن دينهم دين يسر لا عسر، وألا ينشغلوا بالحكم على غيرهم، بل عليهم أن يطبقوا الإسلام في حياتهم وتعاملاتهم.
 
- أدعو الشباب العربي إلى التسلح بالأمل، وألا يتوقف الإنسان إذا أخفق، بل عليه أن يواصل الأمل والعمل، ورسول ﷺ يقول: (إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ)، وهذا الحديث يجب أن يكون منهج حياة للجميع، وأن يقترن الاجتهاد والأمل بكل شيء في حياة الإنسان، فلولا الأمل ما كان العمل.
 
-لا وجود للحياة الوردية، فالحياة مليئة بالتحديات، وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، وخلقنا الله وهو الأعلم بطبيعتنا وحالنا، وخلق الشهوات والمغريات، وزودنا بالقدرة على التغلب على كل هذه التحديات إذا وعى الإنسان بدوره الحقيقي.
 
-نحن مستخلفون في الأرض لخلافة الله ولإعمار الكون، فدورنا الحقيقي هو تمثيل الله في عفوه وصفحه وكرمه وحمايته للضعيف، ونشر قيم الخير.
 
-عليكم بالتحلي بالقيم الإيجابية تجاه وطنكم وأمتكم وعدم الاستهانة بدور الفرد في تغيير حال المجتمع والأمة بل والعالم كله، ولكم في رسولنا الكريم القدوة والمثل.
 
-تحيطكم مغريات ودعوات شيطانية، من فكر متشدد ومتطرف آخذة في الانتشار، تستهدف تجييش عقولكم ومشاعركم، وإساءة استخدامها، وإبعادكم عن دينكم وإقصاء دوره وتوجيهاته الحكيمة وتعاليمه النبيلة من واقع حياتكم، فاحذروا من الاستماع لتلك الأصوات، وحصنوا أنفسكم بالقيم الدينية والأخلاقية القادرة على احتواء تنوعكم واختلافكم.
 
اعلموا أن الاختلاف سنة كونية، أرادها الله لتسيير الكون، ولو أراد الله لخلقنا جميعًا على نفس الدين والهيئة والفكر واللغة، ولكنه سبحانه يعلم ما لا نعلم، وأراد لنا نحن المسلمين أن تتعدد مذاهبنا وأخبرنا أن ديننا الحنيف يسعنا جميعًا.
 
 -التنوع بيننا نحن المسلمين من سنة وشيعة ومدارس فكرية إسلامية أخرى، لا يعدو إلا أن يكون خلافًا فكريًّا، ولكن يجمعنا الاحترام والتقدير، وأود ان أخبركم أن مكتبتي الشخصية تحوي العديد من الكنوز التي كتبها كبار علماء الشيعة الذين أكن لهم تقديرًا واحترامًا كبيرين.
 
 -بعض المغرضين يحاولون استخدام الاختلافات الفكرية بين مدارس الفكر الإسلامي لبث الفُرقة والطائفية خاصة في أوساط الشباب، فاحذروهم واستعدوا لمواجهتهم".
 
eefc5d22-e5d2-4d07-8030-76f858304931
28973032-1bdd-4ddf-8741-359c27bdb960
d1a69926-6e9b-4802-a342-7981a4a3c184
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة