مصر تحقق «الحلم الأفريقي» في cop27.. تحويل الوعود إلى التزامات

الإثنين، 07 نوفمبر 2022 04:30 م
مصر تحقق «الحلم الأفريقي» في cop27.. تحويل الوعود إلى التزامات

في وقت تنعقد فيه فعاليات قمة المناخ cop27 بمدينة شرم الشيخ، بحضور العديد من قادة وزعماء العالم، وناشطين في مجال المناخ، تبدو التغيرات المناخية أكبر كارثة تؤثر على صحة البشر في الوقت الراهن، ما يستدعي التعامل العاجل وتطبيق خطط التكيّف مع الآثار السلبية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما تقول أمنية العمراني، مبعوثة رئيس مؤتمر المناخ «كوب 27» للشباب.

وفي وقت سابق، انطلقت فعاليات قمة المناخ في شرم الشيخ، والتي من المنتظر أن تركز على الموضوعات الملحة ذات الأولوية في القارة الإفريقية خاصة والدول النامية عامة، كموضوعات التكيف والتمويل المتعلقة بالمناخ.

وتقول «العمراني»- خلال تصريحات صحفية- إن القارة الإفريقية هي الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، رغم كونها أقل الدول إصدارا للانبعاثات.. ومصر خلال رئاستها لقمة الأمم المتحدة الـ27 للتغيرات المناخية، ستكون صوتا للدول الإفريقية، لتوضيح حجم معاناة هذه الدول وضرورة مساندتها في تنفيذ خطط التكيف مع الآثار الضارة لتغير المناخ».

وكانت دراسة جديدة صدرت العام الماضي، قد حذرت من أن المناخ في مناطق عدة في كوكبنا سينقلب رأسا على عقب، ولا سيما في المناطق الاستوائية والقطبية، وذلك في حال لم تنخفض الانبعاثات الضارة. ووضع باحثون، وفق موقع «سيانس أليرت» العلمي، خريطة عالمية تتضمن مواقع 48 منطقة تتميز بخصائص مناخية وحيوية تميزها عن غيرها في العالم، بما في ذلك الغابات الاستوائية والغابات المعتدلة والصحارى والغابات الشمالية، بالإضافة الى الأراضي العشبية والشجيرات والمناطق القطبية.

وبحسب مبعوثة رئيس مؤتمر المناخ للشباب، فإن كوب 27 سيركز بشكل أساسي على خطط تقليل الانبعاثات الكربونية والتحول إلى الطاقة المتجددة، وتنفيذ حلول للتكيف ومواجهة آثار التغيرات المناخية، مع إتاحة التمويل للدول النامية لتنفيذ خططها المحلية، مشيرة إلى أن مصر ستعمل خلال رئاسة المؤتمر المقبل على تحقيق حلم الدول الإفريقية من خلال الحديث عن حقوقها، فلأول مرة في تاريخ المؤتمر يكون صوت إفريقيا مسموعا بشكل كبير.

بدورها، أكدت مدير المرصد الإفريقي للهجرة السفيرة نميرة نجم، خلال تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إدراك القيادة السياسية المصرية بحجم الآثار الكارثية المستقبلية للتغير المناخي على إفريقيا والدول النامية وضرورة التصدي بحسم لهذا القضية، لذلك تقدمت مصر العام الماضي بطلب لاستضافة دورة هذا العام من مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27)، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن أن مصر ستعمل على جعل المؤتمر نقطة تحول جذرية بجهود المناخ الدولية بالتنسيق مع جميع الأطراف لصالح إفريقيا والعالم بأسره.

وقالت السفيرة نميرة نجم، إن الحكومة المصرية عملت على تجسيد رؤية الرئيس السيسي من خلال خطة استراتيجية قائمة على عدة محاور ليصبح المؤتمر حجر الزاوية ونقطة تحول جذرية في العمل المناخي الدولي، منوهة بأن وزارة الخارجية الخارجية المصرية قامت بالإعداد للمؤتمر حيث أعلن وزير الخارجية سامح شكري وهو الرئيس المعين للدورة COP27 أن مصر ستطرح مبادرة في قمة المناخ من أجل مواجهة التغير المناخي فيما يتعلق بالأمن الغذائي، والزراعة، والهيدروجين الأخضر، والطاقة الجديدة والمتجددة، وحياة كريمة في إفريقيا، بالإضافة لعدد من المبادرات.

وأوضحت أن مصر ترغب في خروج المؤتمر بالنتائج التي ترقى إلى تطلعات وطموحات مختلف الشعوب في مواجهة تحديات التغير المناخي التي باتت تداعياتها تهدد الجميع. ولفتت السفيرة نميرة إلى أنه في إطار ذلك أطلقت مصر ثلاث مبادرات غير مسبوقة تبنتها الرئاسة المصرية، الأولى وهي إعداد قائمة من مشروعات الأقاليم العالم الخمسة من خلال خمسة منتديات أقيمت بقارات العالم الخمس لمناقشة قضايا التغير المناخي وحشد وتحضير الدول وتحفيزها لترويج أهداف مصر وإفريقيا بالمؤتمر على المستوى الدولي والتعريف الدقيق بأهم المشكلات المناخية وتداعياتها التي تواجه العالم وتعوق تطبيق مستخرجات المؤتمرات السابقة، مما زاد تدهور حالة تغير المناخ وارتفاع معدلات التلوث وبالتالي زيادة الفقر والهجرة وتفاقم المشاكل بأنواعها والكوارث البيئية بدول العالم النامي، وطرح مزيد من الحلول الابتكارية والتكنولوجية والتمويلية والعلمية والتسويق والبحث عن رؤساء أفكار لمشروعات استثمارية خضراء للدفاع عن صحة المناخ في الكوكب.

وأضافت أن هذه المبادرة تهدف إلى توجيه انتباه دول العالم لتنفيذ قرارات المؤتمرات السابقة خاصة المتعلقة بالتزامات وتعهدات تمويل العمل المناخي وخطورة استمرار تدهور الوضع المناخي في الدول الفقيرة، حيث تم تعيين الدكتور محمود محي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية، والسفير وائل أبو المجد مساعد وزير الخارجية لشئون البيئة كممثل خاص للوزير سامح شكري الرئيس المُعين COP27، لافتة إلى أن المؤتمر سيشهد عرض 50 مشروعاً تنموياً ومناخياً كانت محصلة ومن نتائج المنتديات الإقليمية للقارات الخمس بواقع 10 مشروعات عن كل إقليم، استهدفت تعزيز التعاون بين دول الإقليم الواحد فيما يتعلق بالعمل التنموي والمناخي والاتفاق على سبل تمويلها وتنفيذها.

وتابعت مديرة المرصد الأفريقي للهجرة أن المبادرة الثانية التي أطلقتها مصر هي المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية لتوطين العمل التنموي والمناخي على مستوى المحافظات، ومنسقها العام السفير هشام بدر والتي تم من خلالها إجراء مسابقة بين أكثر من 6 آلاف مشروع يعالج مجمل أبعاد العمل المناخي فاز منها 18 مشروعا من كافة محافظات مصر، وسيتم عرض المشروعات الفائزة خلال مؤتمر COp27، إلى جانب مشروع واحد عن كل محافظة يكون سفيرا لها.

ولفتت إلى أن المبادرة الثالثة هي مساندة الجامعات المصرية ومراكز البحوث في الابتكار والبحث للمشروعات المرتبطة بالعمل المناخي، موضحة أن الرئاسة المصرية تؤكد أهمية الحاجة إلى الوفاء أولاً بالالتزامات المالية للدول المتقدمة والتي تهدف إلى توفير تمويل بقيمة 100 مليار دولار سنويا، ومضاعفة تمويل التكيف العالمي مع التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، والمزيد من دفع الطموح العالمي بشأن التمويل، في حالة إذا ما أراد البشر اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة وناجزة على صعيد العمل المناخي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة