في الذكرى الخامسة لـ«ثورة 25 يناير»..سقوط الكهنة والمجد للشهداء..جويدة: 30 يونيو أطاحت بنظام مستبد وخرجت بالمصريين نحو الامل والمستقبل..فؤاد: جماعة الإخوان عملت على مخطط هدم الدولة وإسقاطها

الإثنين، 25 يناير 2016 10:15 ص
في الذكرى الخامسة لـ«ثورة 25 يناير»..سقوط الكهنة والمجد للشهداء..جويدة: 30 يونيو أطاحت بنظام مستبد وخرجت بالمصريين نحو الامل والمستقبل..فؤاد: جماعة الإخوان عملت على مخطط هدم الدولة وإسقاطها
الذكرى الخامسة لـ«ثورة 25 يناير»

بعد مرور 5 سنوات على الحدث الكبير والعظيم في الخامس والعشرين من يناير 2011 يتفق أغلب المثقفين المصريين على أن ماحدث في هذا اليوم كان «ثورة شعبية عظيمة لشعب عظيم» وسط شعور بالإجلال لشهداء مصر من الشباب ورجال الشرطة وأبطال القوات المسلحة وتأكيد على أن ثورة 30 يونيو صححت مسار ثورة يناير و«أسقطت الكهنة» الذين حاولوا السطو على الثورة ومقدرات الشعب.

أما شهداء مصر فقد استشهدوا في صمت نبيل وتواضع وترفع عن الدنايا يليق بصفات الشهداء دون أن يتكالبوا على مكاسب شخصية من عرض الدنيا الزائلة فاستحقوا الخلود ومجد الشهادة ومكانة البطولة في ذاكرة شعبهم الذي صنع منذ خمسة أعوام واحدة من أعظم الثورات في التاريخ الإنساني وهي ثورة 25 يناير.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه في كلمة أمس الأحد، التحية لأرواح شهداء مصر وقال:«نحتفل اليوم معا بالذكرى الخامسة لثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير التي ضحى خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات وتؤسس لمصر الجديدة التي يحيا أبناؤها بكرامة إنسانية في ظل عدالة اجتماعية تسود ربوع بلادنا».



ووسط جدل يثيره البعض حول توصيف ما حدث في الخامس والعشرين من يناير 2011 تقول الكاتبة سكينة فؤاد: «إن الذين يرفضون الاعتراف بأن ما حدث في 25 يناير 2011 ثورة ينكرون ماعاشه عشرات الملايين من المصريين طوال عشرات السنين من قهر واستبداد وفساد وافتقاد العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والحق في العيش الآمن وكل ما نادوا عليه وطالبوا به في أغلب ميادين مصر».


وإذ أقرت هذه الأديبة المصرية بوجود حالة من الجدل حول 25 يناير 2011 بين من يؤيدون ومن ينكرون، فانها رأت أن ماحدث كان بكل المقاييس ثورة شعبية عظيمة، وان كان ذلك لا ينفي أن المنطقة كلها وفي القلب منها مصر كانت داخل مخطط استعماري للتقسيم وهدم الدولة الوطنية وتجديد وتصحيح «سايكس بيكو» القديمة وإعادة ترسيم حدود المنطقة بدماء أبنائها.


وفي هذا السياق، رأت فؤاد أن هناك أدوات صنعت وجهزت في كل بلد للعمل بالوكالة لتنفيذ المخطط وعلى رأسها جماعة الإخوان، فيما اعتبرت أن ثورة الشعب المصري وانفجار غضبه وخروج جموعه تهدر ابتداء من 25 يناير 2011 هوما قام بحماية مصر من المصير الذي عاشته وتعيشه شعوب عربية شقيقة.

فيما قال الكاتب والشاعر فاروق جويدة، أن ثورة 25 يناير أطاحت بنظام مستبد وثورة 30 يونيو هي التي خرجت بالمصريين نحو الأمل والمستقبل، بات جليا أن الكثير من المثقفين المصريين انتبهوا لخطورة بعض الظواهر التي أفرزتها ثورة 25 يناير أو تحاول الاقتران بها مثل ظاهرة «النشطاء السياسيين» الذين يريدون تنصيب أنفسهم كأوصياء على الشعب أو التحول لكهنة يمتلكون وحدهم الحديث باسم ثورة يناير وتحقيق مكاسب لهم بثورة لم يكن لها في الواقع كهنة أو قادة حصريين!.

وتمني جويدة، أن تحتفل مصر بذكرى ثورة 25 يناير كما تحتفل الشعوب العظيمة بأيامها الخالدة وان يقف المصريون بكل الوقار والترفع والعرفان أمام قبور شهدائهم من شباب الثورة والقوات المسلحة ورجال الشرطة لأنهم جميعا أبناء الشعب ولأنهم قدموا للوطن أغلى ما يقدم الإنسان من تضحيات.

وإذ تحل اليوم الاثنين، الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير السلمية التي أبهرت العالم تبقى صور شهداء الثورة حاضرة بقوة في المشهد وبكل الإجلال والشعور بالفخر والعرفان فيما تفرض هذه الثورة حضورها في الثقافة العالمية وجديد الكتب والإصدارات في الغرب.

وها هو كتاب صدر بالانجليزية لهوارد كايجل بعنوان: «في المقاومة فلسفة التحدي» يضع ثورة 25 يناير 2011 ضمن أعظم الثورات الشعبية فيما يتحدث مؤلف هذا الكتاب وهو فيلسوف غربي كبير عن تاريخ المقاومة في العالم وتضحيات الثوار من أجل انبل القيم المحركة للتاريخ الإنساني.

ويوضح الكتاب أن الثورات تكتسب دوما شرعيتها من تصديها للظلم والقهر والفساد ومقاومة الاستبداد وثقافة الانحطاط مستعيدا دراسات وطروحات لفلاسفة ومفكرين كبار من طراز «ايمانويل كانط ووالتر بنيامين وايمانويل ليفانس وبيير باولو بازوليني» الى جانب مناضلين كتبوا صفحات مجيدة في تاريخ الثورات والمقاومة كغاندي وروزا لكسمبورج.

والثورة دوما موضع اهتمام ثقافي بقدر ما تحرض العقل على كتابات وإبداعات جديدة مثل الكتاب الأخير للممثل والكاتب والمذيع الانجليزي راسل براند الذي صدر بعنوان «الثورة» ويناقش فيه تجليات متعددة لهذه الكلمة حتى على مستوى الذات الفردية ورحلة الانسان وتحولاته وعلاقة الذات بالمجتمع ومسيرته الجماعية.

وينبغي التأكيد على حاجة الثقافة المصرية لكتب جادة وجديدة حول ثورة يناير التي وصفها جويدة بـ«الثورة الأم»، مؤكدا أن التاريخ ملك للشعوب التي صنعته بدماء أبنائها.

ولاجدال أن شهداء ثورة يناير ضربوا أروع الأمثلة في فلسفة المقاومة للطغيان والفساد بينما يبدو واضحا في تعليقات الشارع المصري أن الذكرى الخامسة للثورة تكرس المعنى الحقيقي للوطنية المصرية والوفاء لشهداء ثورة يناير وهو أن الوقت بات وقت مصر وأن اللحظة حانت للانطلاق نحو العمل والبناء.

وكان جويدة قد أعاد للأذهان أنه بقدر ما توحد المصريون حول ثورة يناير بقدر ما انقسموا بعدها وبقدر ما نجحت الثورة في اقتلاع نظام كان ينبغي أن يرحل منذ سنوات بقدر ما فشلت في تقديم البديل المناسب حتى تعرضت للسطو من جانب جماعة الإخوان ولهذا يستمر الجدل والحوار حول هذا اليوم التاريخي، وليس من حق أي طرف أن يشوه صورة حدث كبير، مؤكدا أن الشعب يدرك الحقيقة ويعرف أين أوكار الفساد الحقيقية التي أطاحت بكل أحلامه في الأمن والرخاء.

بدوره، دعا الكاتب والقاص الدكتور محمد المخزنجى لأن يكون يوم 25 يناير يوما أخلاقيا تتذاكر فيه الأمة فضل شهدائها وجرحاها الذين منحوها هدية التاريخ الأفضل بالتحرر من ربقة عصابة دنيئة كانت تخرب مصر لصالح أطماعها.

ولاحظ الكاتب عدم التفاف الجماهير حول توجهات قلة فوضوية تسعى للصدام وتقود البلاد إلى المجهول، منتقدا ظاهرة "غياب الشعور العميق بالمسؤولية العامة.

وقال إن الثورة هي في الحقيقة قصة كل مصري ينتمى لتراب الوطن بقدر ما عبرت عن الوطنية المصرية الجامعة التي تجلت بإعجاز على مدى الأيام ال18 لثورة 25 يناير تفتح الأبواب أمام دولة جديدة تبنى على قاعدة الحرية والعدل ولا تتنكر لتراثها الإنساني، ولم يكن بالغريب انحياز الجيش للثورة وحمايتها مرتين في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.

وتأتي الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بعد استحقاق ديمقراطي تجسد في انتخابات حرة لأعضاء مجلس النواب بما يعني تحقيق الحلم المصري في بناء اطر مؤسسية قادرة على الوفاء باستحقاقات الدولة الديمقراطية العادلة.

كما تشهد مصر خطوات هامة على طريق تنمية «رأس المال الاجتماعي جنبا إلى جنب مع الثروات المادية»، فالشعوب الحية تعرف جيدا كيف تدافع عن أحلامها ولا تتردد نخبها الثقافية في تشريح أي معوقات تعترض تنفيذ هذه الأحلام على أرض الواقع.

وتأتي الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير وشعب مصر العظيم يمضي قدما على طريق بناء الدولة الديمقراطية العادلة واستكمال التحولات الحميدة وتنمية "رأس المال الاجتماعي" والثروات المادية للوطن وتأتي الذكرى لتجدد ذكريات مجيدة للوطنية المصرية فيما يبقى الشهداء فخرنا وتاج رؤوسنا..في ذكرى يوم مجيد من أيام الوطنية المصرية: «سلام على جماهير شعبنا..تحية لجيشنا..المجد لشهدائنا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق