دينا الحسيني تكتب: تجربتكم ملهمة لكل الشباب.. دعوة لـ"تنسيقية الأحزاب" لقيادة العمل المناخي الإقليمي

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022 07:52 م
دينا الحسيني تكتب: تجربتكم ملهمة لكل الشباب.. دعوة لـ"تنسيقية الأحزاب" لقيادة العمل المناخي الإقليمي
تنسيقية شباب الأحزاب

حلم كان بعيدًا قبل سنوات، أصبح واقعا متجسدا على أرض شرم الشيخ على مدى أسبوعين كاملين، بحضور تجاوز 66 ألف مشارك بينهم مئات من القادة والرؤساء ورؤساء الحكومات والشخصيات الإقليمية والدولية البارزة.

سخّرت مصر كل الإمكانات من أجل إنجاح مؤتمر الدول أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ cop27، ومع ما أبرزته القمة من كفاءة الأجهزة والمؤسسات الوطنية، وفاعلية التواصل والتنسيق بينها.

كان للشباب دور بارز في تلك المنظومة من خلال شباب البرنامج الرئاسي الذى تولى اللوجستيات والتنظيم وإدارة الحركة والحياة في مدينة السلام طوال تلك الفترة المشحونة.

لكن إلى جانب تلك الفئة المهمة والناجحة من الشباب، كان لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وشبابها حضور بارز في القمة وفعالياتها، كما حققت حضورا في عشرات المحافل والفعاليات السابقة.

هذا الحضور البارز الذي مكن التنسيقة أن تحظى بثقة الشارع المصري على مدار ثلاث سنوات إلى درجة تُعزز رهان الجميع عليها الأن في أن تلعب دورا محوريا مهما في العمل المناخي الذى كرّست القمة حضور مصر فيه، ووضعتها في صدارته لعام كامل.

الإنجاز الذي حققته مصر لا ينبغي أن يتوقف عند هذا الحد، بل يجب أن يمتد إلى القارة الأفريقية في إطار الريادة التي تلعبها الدولة، بعدما أخذت القيادة السياسية على عاتقها أن تكون سفيرا للأشقاء وحاملا لهموم وآمال القارة السمراء أمام العالم أجمع.

استكمال فاعلية الدور المصري يجب أن تتكامل فيها جهود الدولة مع الأفراد، والمؤسسات الرسمية مع المجتمع المدني، وفي قلب هذا يحضر الشباب ممثلين في تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عبر تبني خطة عمل لتحقيق نتائج مؤتمر المناخ cop27، وتعريف الشعوب الأفريقية بمخاطر التغيرات المناخية وتداعياتها على الأمن الغذائي والمائي في القارة، فضلا عن فتح مسار للنقاش الفعّال من أجل تعظيم الخبرات واستلهام الدروس وابتكار أفضل المسارات والخطط العملية، تأسيسا على الأفكار النوعية المُبتكرة، لدفع مسار التنمية في القارة بما لا يجور على التزاماتنا تجاه البيئة ومستقبل أجيالنا المقبلة.

من أجل كل ذلك، أقترح أن تستكمل تنسيقية شباب الأحزاب ما حققته جهود مؤسسات الدولة في التنسيق والإعداد المُشرّف للقمة، أو الأفكار والمقترحات وبرامج العمل المصرية بشأن مجابهة مخاطر التغيرات المناخية على العالم كله، وذلك بأن تُشكل التنسيقة لجانا نوعية قائمة على أسس فنية سليمة بين شباب مصر وشباب أفريقيا، وتشق مسارا للحوار والتكامل والعمل المشترك من أجل تواصل أقوى وفهم أوضح ومستقبل أفضل لنا جميعا.

الدور المقترح يمكن أن يتحقق من خلال تنظيم التنسيقية ورش عمل ولقاءات مباشرة، وفتح قنوات اتصال حيوية متصلة، إضافة إلى صالون سياسي بحضور مختصين، وما يُمكن أن يتفرع من ذلك في صورة دورة تدريبة وإعلامية وتوعوية هنا أو في بعض دول القارة، وكل هذا بهدف وضع الشباب الأفريقي في قلب المشهد الإقليمي والعالمي، واطلاعهم على تفاصيل الرؤية المصرية، وبناء وجهة نظر مشتركة ورأي عام أفريقي واحد ومُتحدّ وقادر على تنسيق المواقف مستقبلا في كل الفعاليات والمنتديات العالمية.

خطوة تبني تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لمسار العمل المناخي الإقليمي، بما يتجاوز الإطار الزمني للرئاسة المصرية لقمة المناخ cop27 التي تنقضي بالوصول إلى محطة مؤتمر cop28 في الإمارات، تضمن أن تظل الرؤية المصرية حاضرة ومتصلة وقادرة على تطوير نفسها، فضلا عن توفير ظهير شعبي في القارة السمراء يتكامل مع المواقف الرسمية للدول والحكومات ويدعمها، والأهم أنها تُؤسس لجيل جديد أكثر دراية بتحديات الواقع وما يُمكن أن يكون أبرز أزماتنا في المستقبل.

بفضل تلك الصيغة من الحوار والإعداد والتأهيل سيصبح لدينا آلاف الشباب الواعين والقادرين على مشاركة حكومات بلادهم في تطبيق سياسات حمائية مُستدامة، بطرح أفكار ورؤى تساعد في تقليل خسائر التغيرات المناخية، وتشكيل حركة ضغط واسعة على الدول المتقدمة والمؤسسات الدولية من أجل الاضطلاع بمسؤولياتها في مجال العمل المناخي، ومشاركة السلطات المحلية في عموم القارة في صنع القرارات الحيوية المؤثرة في مسار العمل المناخي، وهو ما يُمثّل دفعًا نوعيا مُتقدما للرؤية الأفريقية بشأن المناخ، وترقية لقدرات القارة وكوادرها، والأهم أنه يُضيف بُعدا مهما للقوة الناعمة المصرية، ما سيكون له نتائج إيجابية على أرض الواقع لحماية القارة من تغيرات المناخ.

وفي الأخير.. ما حققناه في شرم الشيخ عظيم واستثنائي، وشهادة إجادة للدولة ومؤسساتها وكل المشاركين في إخراج مؤتمر المناخ على تلك الصورة المشرفة، واستكمال تلك الصورة من خلال برامج عمل نوعية يُمكن أن يُعزز مكاسب المؤتمر، وليس أجدر بأن يضطلع بهذا الدور بين شباب مصر إلا تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لا سيما وأنها قدمت مفهوما جديدا للعمل السياسي وألهمت آلاف الشباب وأحدثت طفرة في الحياة السياسية المصرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق