كأس العالم 2022.. مفارقات استثنائية لم تحدث من قبل في تاريخ المونديال

الأحد، 04 ديسمبر 2022 12:00 ص
كأس العالم 2022.. مفارقات استثنائية لم تحدث من قبل في تاريخ المونديال
إعداد: إسلام ناجي

- أول بطولة تشهد مشاركة التحكيم النسائي واستخدام تقنية التسلل شبه الآلية.. و8 أشقاء يزينون الملاعب
 
شهدت بطولة كأس العالم 2022 المقامة الآن في قطر، مفارقات استثنائية لم تحدث من قبل في تاريخ المونديال، وتتسم هذه النسخة بطابع تاريخي كونها الأولى على الإطلاق في أرض عربية إسلامية، وبمنطقة الشرق الأوسط، التي كانت تنتظرها المنطقة العربية، لتثبت للجميع أن العرب دعاة سلام ومحبة، بعدما طافت البطولة معظم أنحاء الكرة الأرضية على مدار 9 عقود منذ انطلاق النسخة الأولى في 1930 بأوروجواي.
 
هناك مقولة تقول: "إذا تعرضت لانتقاد صارخ.. لا عليك أتركهم يتحدثون وأكمل مهمتك في إسكاتهم بالإنجازات"، حيث تعرضت قطر مؤخرًا للعديد من الانتقادات بعد فوزها مباشرة بشرف استضافة كأس العالم، وتطاول عليها الكثيرين من بينهم "بلاتر" رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سابقًا، الذي أعلن بنفسه فوز قطر بملف استضافة مونديال 2022.
 
لكن قطر ومنذ اللحظة الأولى، انشغلت بالفعل بتحقيق الإنجازات ووضعت كافة الانتقادات خلف ظهرها، وخلال الـ 11 عامًا الماضيين تعهدت قطر على جعل تلك النسخة من المونديال؛ نسخة استثنائية بالكامل، ستشهد أشياء لن تراها في النسخ المقبلة، وربما تكون النسخة الأكثر تقدما وتطورا في تاريخ اللعبة.

أول نسخة تقام في فصل الشتاء
 
اختارت قطر، تنظيم بطولة كأس العالم هذا العام في فصل الشتاء، وتحديدًا بين شهري نوفمبر وديسمبر على أن يبدأ في 20 نوفمبر الجاري وينتهي مع العيد الوطني لدولة قطر في يوم 18 ديسمبر، ليصبح العيد عيدان بختام العرس، ويأتي سبب اختيار قطر هذا التوقيت تحديدًا لإقامة كأس العالم في هذه النسخة فيه، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة بقوة في فصل الصيف في شهر يونيو، وهو الموعد المتعارف عليه لانطلاق بطولة كأس العالم منذ قديم الآزل.
 
ولتلافي أي أزمة قد يتعرض لها اللاعبين القادمين من الدوريات الأوروبية ذات الطقس البارد، تم الاستقرار على إقامة البطولة في فصل الشتاء وفي منتصف الموسم الكروي 2022/2023 للمرة الأولى في تاريخ نسخ المونديال.

استخدام تقنية التسلل شبه الآلية لأول مرة في بطولة المونديال
 
في أوائل العام الجاري 2022، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن تقنية جديدة تُدعى "تقنية التسلل شبه الآلية"، أو المعروفة بإسم "الحكم الآلي"، والتي تم تجربتها للمرة الأولى في بطولة كأس العرب التي أقيمت في نوفمبر من عام 2021، وكذلك بطولة كأس العالم للأندية 2021، وبعد نجاحها بشكل كبير، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيف" اعتمادها في منافسات كأس العالم قطر 2022.
 
تقنية التسلل شبه الآلية تعتبر الأكثر تطورًا من نظام تقنية حكم الفيديو أو "الفار" الذي يطبق منذ سنوات في مختلف البطولات والدوريات حول العالم، إلى جانب كل ذلك، تم إضافة قرابة الـ 12 كاميرا بشكل منفصل في أماكن متفرقة داخل الملعب، وهي كاميرات منفصلة تمامًا عن كاميرات البث التلفزيوني، تستهدف تلك الكاميرات تتبع موقع الكرة وكذلك تتبع 29 نقطة بيانات على جسم كل لاعب بمعدل 50 مرة في التانية الواحدة.
 
الـ 12 كاميرا المنفصلة تقوم بتتبع أطراف اللاعبين سواءً الذراعين والساقين وجميع أجزاء الجسم بما في ذلك الركبة، تلك البيانات يتم جمعها وربطها بمكان الكرة وتعالجها تقنية الذكاء الاصطناعي الذي يقوم في النهاية بإبلاغ الحكم في غرفة حكم الفيديو بوجود شبه تسلل، وبدوره يبلغ حكم الساحة لإتخاذ القرار المناسب.
 
الاتحاد الدولي "فيفا" أكد مرارًا أن تقنية الحكم الآلي ساهمت بشكل كبير جدًا في إتخاذ قرارات احتساب التسلل بدقة كبيرة وفي وبضع ثوانِ، لكن مع ذلك، فإن تقنية التسلل شبه الآلية لا تعتمد فحسب على الفيديو للاحتكام بأن اللقطة تسلل أم لا، بل تعتمد أيضًا على "الرحلة" أو كرة كأس العالم 2022 والتي تم إطلاق إسم "الرحلة" عليها، حيث تم إرفاق كرة كأس العالم 2022 "الرحلة" المقدمة من شركة أديداس، بمستشعر حركة بدقة 500 هرتز، وذلك يساهم بشكل مباشر في نقل موقع الكرة بدقة على أرض الملعب 500 مرة في الثانية إلى تقنية حكم الفيديو، هذا كله يتم بدون أن يشعر اللاعبون بأي تأثير على أداء الكرة على الإطلاق.
 
حدث تاريخي.. أول بطولة تشهد مشاركة التحكيم النسائي
 
لأول مرة في تاريخ كرة القدم، يتم تعيين حكمة لإدارة مباراة في المونديال، وستصبح الفرنسية "ستيفاني فرابار" أول حكمة تقود مباراة للرجال في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وتم تعيين "فرابار" لقيادة مباراة ألمانيا وكوستاريكا، ضمن منافسات الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة الخامسة في مونديال قطر، وفق ما أعلن الاتحاد الدولي "فيفا".
 
وستكون فرابار، التي كانت الحكم الرابع في مباراة المجموعة الثالثة بين بولندا والمكسيك الأسبوع الماضي، الحكم الرئيسي (حكم الساحة) لتحقق إنجازا جديدا في مسيرتها بعد أن أصبحت أول إمرأة تدير مباراة بتصفيات كأس العالم للرجال في مارس، وكذلك مباراة في دوري أبطال أوروبا عام 2020.
 
وأدرجت فرابار والرواندية سليمة موكانسانغا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا ضمن قائمة 36 حكما اختارهم فيفا لمونديال قطر، واختيرت حكمات الساحة الثلاث بالإضافة إلى الحكمات المساعدات، وهن البرازيلية نويزا باك والمكسيكية كارين دياس ميدينا والأمريكية كاثرين نيسبيت، بعد أن أثبتن أنفسهن في لعبة الرجال.

8 أشقاء يزينون مونديال قطر
 
تشهد النسخة الثانية والعشرين من بطولة المونديال، التي تقام حاليًا في قطر، خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر المقبل، تواجد 8 أشقاء في البطولة ضمن المنتخبات المشاركة في مونديال قطر 2022، ويأتي على رأسهم الشقيقان لوكاس وثيو هيرنانديز، بعدما أصبح المنتخب الهندوراسي أول منتخب في المونديال يضم 3 أشقاء بين صفوفه على مر 21 نسخة من البطولة.
 
آل ويليامز
 
يعد الثنائي المكسيكي "مانويل وفرناندو روساس"، أول شقيقين يشاركان في بطولة كأس العالم، وذلك في المباراة الافتتاحية للنسخة الأولى للبطولة عام 1930 ضد منتخب فرنسا، بينما كانا أول شقيقين يتقابلان في كأس العالم وكل منهما يلعب مع منتخب مختلف، هما الغاني كيفين برينس بواتينج، والألماني جيروم بواتينج، وكان ذلك في نسخة 2010 في جنوب أفريقيا، لكن يتواجد ثنائي آخر في المونديال الحالي، حيث يعتبران عدوين، إذ إن نيكو ويليامز «20 عامًا» اختار تمثيل منتخب إسبانيا، بينما فضل شقيقه الأكبر، إينياكي ويليامز «28 سنة» تمثيل غانا، وقد ولد «نيكو» في إسبانيا بعد أن هاجرت عائلته بينما نشأ «إينياكي» في غانا ثم رافق عائلته في هجرتها، يلعب الثنائي لصفوف أتلتيك بلباو الإسباني ويقدمان موسمًا رائعًا في الليجا.
 
آل هازارد
 
وشهدت مباراة المغرب وبلجيكا، في الجولة الثانية للمجموعة السادسة، مشاركة أخوين من المنتخب البلجيكي، هما إيدين وثورجان هازارد، حيث يشارك إيدين هازارد صاحب الـ31 عامًا نجم ريال مدريد الإسباني، للمرة الثالثة مع الشياطين الحمر في بطولة كأس العالم، بينما يخوض منافسات المونديال القطري الأخ الأصغر لإيدين وهو ثورجان هازارد «29 عامًا» جناح بوروسيا دورتموند الألماني، في ثاني مشاركة له بالبطولة العالمية بعد مونديال روسيا 2018.
 
آل هيرنانديز
 
وصادفت مباراة فرنسا وأستراليا في الجولة الأولى من دور المجموعات بمونديال قطر 2022، أن يحل ثيو هيرنانديز بديلًا لشقيقه لوكاس هيرنانديز، الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي للركبة في اللقاء الافتتاحي للديوك في البطولة، بعدما سبق وشارك الثاني وحيدًا في مونديال 2018 بروسيا.
 
لوكاس هيرنانديز «26 عامًا»، مدافع بايرن ميونخ الألماني، بطل النسخة الماضية من كأس العالم، فيما يلعب شقيقه ثيو صاحب الـ25 عامًا، ظهير أيسر فريق ميلان الإيطالي، وتوج معه في الموسم الماضي بلقب الدوري الإيطالي.
 
آل أيو
 
ويشارك الشقيقان جوردان وأندريه أيو، للمرة الثانية سويًا في المونديال بقميص منتخب غانا، حيث يخوض الأخ الأكبر أندريه أيو «32 سنة»، نجم السد القطري، ثالث نسخة له في العرس العالمي بعد نسختي 2010 و2014.
 
أما الأخ الأصغر جوردان أيو صاحب الـ31 عامًا، مهاجم نادي كريستال بالاس الإنجليزي، يشارك للمرة الثانية في كأس العالم بعد نسخة 2014، هو تاسع الهدافين التاريخيين لـ«البلاك ستارز» بالمناصفة مع عبيدي بيليه وأسي كوفي.
 
نجل رئيس ليبيريا.. يقود حلم أمريكا المونديالي
 
شهدت النسخة 22 من كأس العالم الذى تقام فعالياته في الوطن العربي قطر 2022، ظاهرة تواجد بعض أبناء نجوم كرة القدم السابقين ويكملون مشوار الآباء ويتألقون على البساط الأخضر، والبعض الآخر من الأبناء يحققون حلم أولياء أمورهم الذين فشلوا في كتابة أسمائهم في سجلات المونديال.
 
خطف تيموثي ويا، نجم منتخب أمريكا ونجل الأسطورة جورج ويا، الأضواء في مباراة بلاده مع ويلز في كأس العالم 2022، بعد أن وضع اللاعب بصمته الأولي مع منتخب بلاده من خلال هدفه امام ويلز، ويعد المهاجم الشاب "تيموثي ويا"، أول لاعب يمثل دولة في كأس العالم.. في حين أن والده رئيس دولة أخرى.
 
وفضل المهاجم صاحب الـ22 عاماً تمثيل منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، فهي بلد والدته، أما الأب جورج ويا فلم يستطع المشاركة في المونديال رغم إنجازاته الكبيرة، فهو اللاعب الأفريقي الوحيد الذى نال جائزة الكرة الذهبية، لذلك فهو يأمل في أن ينجح نجله المحترف في صفوف نادى ليل الفرنسي، في إعادة اسمه بالساحة الكروية من بوابة كأس العالم.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق