وزير الأوقاف: معظم الإشكالات الفكرية جاءت نتيجة عدم التفرقة ببن الثوابت والمتغيرات

الخميس، 08 ديسمبر 2022 11:34 ص
وزير الأوقاف: معظم الإشكالات الفكرية جاءت نتيجة عدم التفرقة ببن الثوابت والمتغيرات
منال القاضي

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن معظم الإشكالات الفكرية جاءت نتيجة عدم التفرقة ببن الثوابت والمتغيرات، والنصوص الثابتة قطعية لا تتغير، والكلام يكون في فهمنا للنصوص.
 
 
وأضاف خلال كلمته في فاعليات افتتاح الدورة العلمية المتخصصة لأئمة دولة الجزائر، الخميس، بالقاعة الرئيسية بمسجد النور بالعباسية، أن كبار العلماء قديمًا قالوا:"كتبنا لزمننا، وفي عصركم اكتبوا أنتم"، ضاربا المثل بحديث السواك، قائلا:"السواك سنة وسيظل كذلك إلى يوم القيامة، ولكن يجب تنظيفه جيدا ووضعه في إناء يحفظه، وإذا لم يحدث ذلك فاستخدامه في هذه الحالة مضر وغير جائز شرعا، وكذلك الحال بالنسبة لفرشاة الأسنان".
 
 
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يسّر في سنته، والزي الذي كان على النبي صلى الله عليه وسلم كان قبيل العادات ولبس العبادات، ولبس مما لبس منه قومه، وكل لباس يستر العورة .
 
 
 
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن العلماء هم ذخيرة الأمة الإسلامية، ومصابيح الهدى في ليالي الدجى، وهم ملاذها الآمن الذي به تلوذ، وحصنها المنيع الذي به تحتمي.
 
وأضاف خلال كلمته في فاعليات افتتاح الدورة العلمية المتخصصة لأئمة الجزائر، الخميس، بالقاعة الرئيسية بمسجد النور بالعباسية، أنه وجب على العلماء الذين أقامهم الله تعالى في مقام الوراثة المحمدية، أن يأخذوا هذا الأمر بحقه وأن يعدوا لهذا الأمر عدته، فإذا كانت الأمة عبر تاريخها الطويل وأجيالها المتعاقبة في حاجة ماسة إلى جهود أهل العلم وتوجيههم وإرشادهم، فهم في هذه الحقبة العصيبة الحرجة من تاريخها أمس حاجة إلى العلماء.
 
وتابع:"حينما نتكلم عن أهمية التكوين العلمي والتأهيلي للعلماء من أجل تجديد الخطاب الديني، ومواكبة التطورات العصرية من الأفكار والأحداث والمتغيرات، فإننا نتجاوز الكلام على مراحل التحصيل العلمي التقليدية بمختلف مراتبها من تحصيل علوم اللغة العربية وعلوم الفقه والأصول والقواعد وتاريخ التشريع وعلم الوضع والمنطق والمقولات والتوحيد والحديث".
 
 
 وأشار إلى أن هذه جذور وأسس ثابتة في تكوين العالم لابد منها ولا جدال فيها، لكنها في واقع الأمر غير كافية وحدها لقيام العالم بواجب وقته ومهام عصره التي كلفه الله بها، بل لابد على العالم أن يكون مدركًا لشأنه عالما بزمانه، ملما بالضروري والمهم من لغة وثقافة العصر وعلوم الواقع وهموم الناس وما يشغلهم، حتى يجمع بين التأصيل الشرعي والتواصل المعرفي.
 
 
ولفت إلى إن الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية الآن وخاصة ما يتعلق بقضايا العنف والإرهاب وكذلك قضايا الإلحاد، ومحاولة فرض نموذج معرفي غريب عن أخلاقنا وقيمنا المستمدة من شرعنا الحنيف، تحتاج أن يعكف العلماء على دراسة النماذج المعرفية والفلسفات المعاصرة المختلفة دراسة وافية دقيقة وعميقة، وأن يضعوا من خلال التعمق في فهم واستيعاب النموذج المعرفي الإسلامي إجابات شافية ووافية لكافة الأسئلة والإشكالات العصرية، التي تجيش في صدور أبنائنا وتشغل عقولهم، وقد تجنح بهم الإجابات الخاطئة المضللة إلى وجهات غير محمودة وعواقب غير مأمونة.
 
 ونوه إلى أن ذلك هو المعنى الدقيق لتجديد الخطاب الديني الذي كان عمل الأئمة المجتهدين عبر العصور، فمن لأمة الإسلام إذا لم يقم علماؤها الأجلاء بهذا الدور العظيم؟، ومن ينقذ شباب الأمة من التطرف والإرهاب والإلحاد وشيوع الأفكار المشككة حول دين الإسلام الحنيف وحول القرآن الكريم؟، ومن ينقذ الشباب والأمة من سطوة النماذج المعرفية الغربية التي تحاول فرض قيمها باسم الحرية والتحرر إلا العلماء العاملون الذين جمعوا بين التعمق في علوم الشريعة الإسلامية وعلوم الواقع؟.
 
وقال مفتي الجمهورية، إن شرف الغاية ورفعة المقصد الذي أقامنا الله تعالى فيه يستحق منا أن نبذل كل غال ونفيس من جهد ووقت ومال، من أجل التكوين المعرفي والعلمي الذي يساعدنا على مواكبة العصر ومواجهة التحديات وتجديد الخطاب الديني الذي هو واجب الوقت.
 
 
 
أكد الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الواقع المتغير وعلاقته بالإعلام الديني قضية هامة، لأن القضية الأساسية للدين هي الإعلام ، وهو ما تثبته النصوص الدينية فالله سبحانه وتعالى يقول :"فاصدع بما تؤمر"، ويقول أيضا:" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله".
 
جاء ذلك خلال كلمته على هامش افتتاح الدورة العلمية المتخصصة لأئمة دولة الجزائر بالقاعة الرئيسية الكبرى بمركز التدريب الرئيسي بمسجد النور بالعباسية.
 
 
وتابع الجندى:"رسالة العالم الديني ليست سهلة ولا هينة ويجب أن يعلم عالم الدين أن الله اصطفاه للدعوة إليه"، متسائلا:" لماذا يستحى البعض من الدعوة إلى الله والحق في حين أن أهل الباطل يناضلون ويتفاخرون بباطلهم".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة