دينا الحسيني تكتب: في القمة الأمريكية .. مصر ترفع شعار "الصوت الإفريقي الواحد"

الخميس، 15 ديسمبر 2022 10:08 م
دينا الحسيني تكتب: في القمة الأمريكية .. مصر ترفع شعار "الصوت الإفريقي الواحد"
أرشيفية

دائماً ما تحمل مصر على عاتقها هموم القاره الأفريقيه، فما من فاعلية أو قمة دولية إلا وكانت هموم القارة الافريقية حاضرة وبقوة على أجندتها، وما مؤتمر المناخ cop 27 منا ببعيد.

فالدولة المصرية نجحت في إجبار العالم على الوفاء بإلتزاماتة تجاة القارة السمراء، بإعتبارها أكثر قارات العالم تضرراً من التغيير المناخي، واليوم في القمة الامريكية الأفريقية تحوي أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كثيراً من الملفات المطروحة على الساحة الأفريقية، خاصة تلك التي تتقارب فيها وجهات النظر المصرية مع الأمريكية تجاة القارة الأفريقية.

أما إذا تحدثنا عن العلاقات المصرية الأمريكية فنجدها إرتكزت بعد ثورة 30 يونيو 2013 على عدة أسس أهمها المصالح المشتركة التي تخدم القاهرة وواشنطن، بدء المفاوضات الرسمية بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين بعد تحقيق تقدم في العلاقات التجارية في إطار اتفاقية التجارة والاستثمار.

كما سعت الدبلوماسية بالدولتين لإيجاد إطار مؤسسي يتسم بصفة الاستمرارية وهو ما يُطلق عليه "الحوار الاستراتيجي"، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات المصرية الأمريكية، كما حرصا على تحديد ثلاثة أهداف كبرى لتعاونهما وهي: السلام والاستقرار الإقليمي، و التصدي للإرهاب، والإصلاح الاقتصادي.

 وعلى الصعيديين الدولى والإقليمي، أسهم التقارب المصري الأمريكي الفاعل في إرساء تسوية مقبولة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق ومطالب أطراف النزاع، وضرورة التوصل إلى السلام في السودان بدون الإخلال بوحدة السودان كدولة.

ولا ننسى دور الوسيط الذى لعبته الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص مفاوضات سد النهضة التي استضافتها بواشنطن على مدار عدة أشهر بحضور ممثل البنك الدولي، محاولًا بلورة الصورة بشكل صحيح لجميع الأطراف والتوصل لحل يحقق المصالح المشتركة للأطراف الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا).

 القاهرة وإن كانت حريصة منذ بداية عهد الرئيس السيسي على إقامة علاقات منفتحة على العالم، ومتوازنة مع جميع الدول ، ضمن إطار قائم على تحقيق المصالح المشتركة وتوظيف العلاقات الطيبة لخدمة التنمية في مصر، إلا أنها وضعت أسس دبلوماسية لن تحيد عنها وهي ألا تصبح طرفاً في أي معادلة سياسية مع قوى دولية ضد الأخرى، ولن تقبل باستخدامها كأداة للضغط السياسي على الدول.

ولعل ذلك من أهم مقومات نجاح مصر في إدارة علاقاتها الخارجية مع الدول القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية ، فضلا عن  دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولي، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، الإهتمام بالبعد الاقتصادي للعلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير، مواجهة الإرهاب ومحاربة الفكر المتطرف .

الثوابت المصرية السابقة أتت بثمارها على مدار أكثر من ثمان سنوات جنت مصر خلالها ثمار السياسة الخارجية الجديدة ، إذ حصلت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وترأست لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، كما ترأست القمة العربية، ونجحت في الجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، فضلا عن اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، إذ جاءت رئاستها للاتحاد الإفريقي تتويجا يضاف إلى الجهود المصرية وتوثيقا لعلاقاتها بالدول الإفريقية بشكل خاص، ودول العالم بشكل عام، وانعكس ذلك بشكل قوي في فتح آفاق لعلاقات جديدة ومتوازنة مع دول القارة.

الشعوب الإفريقية تعي جيداً أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول صياغة استراتيجية جديدة تجاه القارة، وتسعى جاهدة ومن خلال قمة واشنطن لمحاولة استقطاب أفريقيا لتأييد الغرب في موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، والحد من التنافس الصيني الروسي الأوروبي في القارة السمراء.

وتعي الشعوب الأفريقية أيضاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول رد الإعتبار للقارة الإفريقية بتجاوز عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسلبيات ولايته مع أفريقيا، ولكن من مداخل المناخ والأمن الغذائي.ومع ذلك شعوب القارة السمراء تضع الثقة في القادة الأفارقة من أجل الاستفادة من تلك الخطوة الأمريكية تجاة أفريقيا من الناحية السياسية، والإقتصادية والأمنية، والنهوض بدول القارة عن طريق خلق فرص واعدة للاستثمار الأمريكي في القارة، وتوقيع اتفاقات تجارية تعتمد على زيادة نسبة الصادرات الأفريقية لأمريكيا، وطي صفحة مطامع الغرب في نهب المواد الخام وثروات القارة وتحويلها لمنتجات صناعية وقيام الغرب بإعادة بيعها لدول القارة من جديد.

وفي الأخير بات على إداة الولايات المتحدة الأمريكية إثبات حسن النوايا تجاة أفريقيا بأن تبذل الجهود من أجل إعادة الثقة فيها بتنفيذ ما أعلنتة أمام قادة أفريقيا خلال القمة الحالية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة