أزمة «الوثائق السرية» تهدد عرش بايدن السياسي

الأحد، 15 يناير 2023 12:43 م
أزمة «الوثائق السرية» تهدد عرش بايدن السياسي
بايدن والرئيس الأمريكي الأسبق أوباما

بات الرئيس الأمريكي جو بايدن، على وشك الدخول في مواجهة مشكلة سياسية متضخمة، ربما تهدد بتعطيل أجندته وتقليل الزخم الذي كان يأمل في اغتنامه في منتصف فترته الرئاسية، في أعقاب الكشف عن العثور على وثائق سرية في ممتلكات تخصه.
 
وفي نوفمبر الماضي، أعلن البيت الأبيض العثور على 10 وثائق سرية، أثناء إفراغ مكتب بايدن الخاص في مركز أبحاث تابع لـ «جامعة بنسلفانيا» في واشنطن، الذي كان بايدن يعمل فيه بشكل منتظم خلال الفترة الممتدة بين منتصف عام 2017 وحتى بداية حملته الرئاسية في عام 2020، قبل أن يجري تسليم تلك الوثائق إلى هيئة المحفوظات المسؤولة عن حفظ هذا النوع من المستندات الرسمية.
 
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن الرئيس الأمريكي الذي بدأ النصف الثاني من فترته الرئاسية في حالة ارتياح بعد أداء قوي غير متوقع للديمقراطيين في الانتخابات النصفية وتحسن الاقتصاد وتراجع حظوظ خصمه القوى ترامب، انقلبت أموره فجأة في الاتجاه المعاكس بعد العثور على الوثائق السرية.
 
وذكرت الصحيفة، أن بايدن الذي يواجه تحقيق «مدع خاص» بعد الكشف عن وجود وثائق سرية بحوزته بعد انتهاء فترته كنائب رئيس، أصبح بشكل مفاجئ في مواجهة مشكلة سياسية متضخمة، تهدد بتعطيل أجندته وتقليل الزخم الذي كان يأمل في اغتنامه في منتصف فترته الرئاسية.
 
والخميس الماضي، أعلن وزير العدل الأمريكى ميريك جارلاند الخميس أنه سيعين مدعيا خاصا في التحقيق المتعمق، الذي قد يعنى إجراء مقابلات وعمليات تفتيش لممتلكات أخرى للرئيس الأمريكي جو بادين، وربما تصدر عناوين الأخبار لأسابيع.
 
وأشارت واشنطن بوست، أن الجمهوريين في الكونجرس، الذين كانوا قبل أيام قليلة فقط في حالة خلاف مرير وكادوا يتشاجرون داخل قاعة مجلس النواب على خلفية انتخاب رئيس المجلس، يبدأون الآن في إجراء تحقيقات جديدة واستفسارات، كما أن حيازة بايدن لوثائق سرية سيحد بشكل فوري على الأرجح من قدرته على انتقاد سلفه الرئيس دونالد ترامب بسبب تعامل الأخير مع المواد الحساسة، حتى لو كانت القضيتين، ونهج الرئيسين فى التعامل معهما، مختلفا بشكل ملحوظ.
 
وأوضحت الصحيفة، أن التركيز غير المتوقع على الوثائق السرية يأتي في اللحظة التي كان فيها بايدن ومساعدوه مبتهجين بنتائج الانتخابات النصفية التي جاءت أفضل بكثير مما توقعه الديمقراطيون، في قوت بدا فيه بايدن مستمتعا بالخلافات الجمهورية التي تجلت بشكل واضح عندما تطلب الأمر إجراء 15 تصويتا لاختيار كيفين مكارثي رئيسا لمجلس النواب في ظل معارضة النواب المحافظين.
 
ومن المتوقع بشكل واسع أن يعلن بايدن عن مساعيه لإعادة الترشح في الأشهر المقبلة، في الوقت الذي بدأت فيه معدلات الموافقة على أدائه ترتفع، ويتحسن فيه الاقتصاد الأمريكي، لكن مع ظهور قضية الوثائق السرية بات البيت الأبيض في حرج سياسي كبير قبل انتخابات الرئاسة المقررة في عام 2024. 
 
ووفقا لنتائح مسح أجرتها قناة CNBC الأمريكية مع شركة «سيرفي مونكي»، خلال الربع الرابع من عام 2022، فهناك زيادة طفيفة في نسبة تأييد بايدن منذ أغسطس الماضي، نتيجة انخفاض أسعار الغاز وتحقيقه بعض الانتصارات التشريعية الرئيسية، وتباطؤ التضخم.
 
وبحسب واشنطن بوست، تجلت المخاطر المحتملة التي يواجهها بايدن يوم الخميس عندما كان الرئيس الأمريكي في فعالية للترويج للأخبار الاقتصادية الجيدة بشأن تراجع التضخم وتحسن أوضاع المستهلكين. لكن قبل دقائق من إعلانه، كشف محاموه عن العثور على مجموعة ثانية من الوثائق السرية في منطقتين منفصلتين بمنزل الرئيس في مدينة ويلمنجتون في ولاية ديلاوير.
 
وبمجرد انتهائه من الحديث، واجه أسئلة الصحفيين التي لم تكن تتعلق بتحسن الاقتصاد، ولكن عن سبب العثور على وثائق في مرأب منزله بجوار سيارته كورفيت ستينجراي موديل عام 1967. ووعد بايدن بتقديم مزيد من المعلومات، لكن بعد نحو ساعتين، أعلن وزير العدل تعيين روبرت هور مدعيا خاصا للنظر في وجود تلك الوثائق لدى بايدن، وهو القرار الذي يمكن أن يحد من قدرة بايدن على الحديث علانية.
 
وتقول واشنطن بوست، إنه بالنسبة للديمقراطيين الذين صدمهم معاناة هيلاري كلينتون في عام 2016 لتبرير تعاملها مع سجلاتها الخاصة وإلقاء اللوم على الإعلام في منح القصة أكبر من حجمها، فإن التطورات الأخيرة تقدم إشارة غير مريحة على ما قد يحدث لاحقا، بينما يهدد بتجميد انتقاد الديمقراطيين لترامب لنقله وثائق حساسة إلى منزله فى مارالاجو.
 
وقال بريان فالون مستشار كلينتون السابق الذى عمل فى وزارة العدل، إنه لا يعتقد أن بايدن لديه مخاوف قانونية أو مخاطر سياسية. لكن المنفعة الأساسية للجمهوريين ستكون أن يتنفس ترامب الصعداء لأنه سيصبح من الصعب على وزير العدل الموافقة على ملاحقة الرئيس السابق.
 
ويشير مراقبون، أن تلك القضية قد تضر بفرصة دخول بايدن السباق الرئاسي مرة أخرى، لكن الأمر يعتمد على شدة التغطية الصحافية، ومدة استمرار الفضيحة، ومدى الضرر الذي تسببه له مع الجمهور، إذ أنه ليس رئيساً يحظى بشعبية، لذا، لا يمكنه بشكل عام  أن يكون سعيداً جداً في الوقت الحالي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق