«مناطيد التجسس».. ساحة حرب جديدة بين أمريكا والتنين الصيني

الثلاثاء، 14 فبراير 2023 12:12 م
«مناطيد التجسس».. ساحة حرب جديدة بين أمريكا والتنين الصيني
منطاد صيني- أرشيفية

بعد أكثر من أسبوع على إسقاط ما قالت عنه أمريكا إنه منضاد صيني يستخدم في أغراض التجسس، يبدو أن العالم أمام ساحة حرب جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وعدوها اللدود جمهورية الصين الشعبية، إذ يقول خبراء إن مناطيد التجسس استخدمت على مدار قرون، وربما يزداد استخدامها في المستقبل.
 
وفي وقت سابق، أعلن البنتاجون، أنه يتعقب منطاد تجسس صينيى يحلق عبر الولايات المتحدة قبل أن يعلن عن إسقاطه في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يستعد لزيارة إلى الصين،  وقال مسئولون في الاستخبارات الأمريكية «CIA» لشبكة «CNN» الأمريكية، إن المنطاد الصيني كان جزءًا من برنامج مراقبة واسع النطاق يديره الجيش الصيني.
 
واستخدمت المناطيد لأول مرة في ستينيات القرن التاسع عشر، خلال الحرب الأهلية الأمريكية عندما قام أنصار الاتحاد باستخدام المناطيد لمحاولة جمع معلومات عن النشاط الكونفيدرالى. وأرسلوا إشارات عبر شفرة مورس أو على ورقة مربطة بحجر، بحسب ما يقول بلاكسلاند. وأحيت الولايات المتحدة الفكرة في السنوات الأخيرة، إلا أنها كانت تنوى لاستخدام المناطيد على الأراضي الأمريكية فقط.
 
ووفقا للشبكة الأمريكية، فإن الصين أجرت ما لا يقل عن 20 مهمة في خمس قارات على الأقل في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن الصين تعتمد على برنامج للمراقبة يتضمن عددا من المناطيد المماثلة، ولكن لا تعرف واشنطن الحجم الدقيق لأسطول مناطيد المراقبة الصينية، في وقت يشير فيه مسئولون أمريكيون، أن ما يقرب من 6 رحلات جوية كانت داخل المجال الجوي الأمريكي.
 
وما زاد من الأمور تعقيد هو إعلان الجيش الأمريكي إسقاط 3 أجسام طائرة أخرى، دون الكشف بشكل مباشر عن هوية تلك الأجسام، لكن جاء تصريح الجنرال جلين فانهيرك، قائد القيادة الشمالية الأمريكية والدفاع الجوي الفضائي، ليثير حالة من الجدل، إذ اعتبر خلاله أن قدوم تلك الأجسام من الفضاء أمر غير مستبعد، ولا يزال قيد الدراسة والفحص.
 
صحيفة الجارديان بدورها، أكدت أن منطاد التجسس، هو قطعة من جهاز تجسس، مثل كاميرا، تكون معلقة تحت منطاد يحلق فوق منطقة معينة، تحمله تيارات الرياح، وربما تشمل المعدات المرفقة بالمنطاد جهاز رادار  ويعمل بالطاقة الشمسية، وعادة ما تعلق المناطيد على ارتفاع ما بين 24 ألف إلى 37 ألف متر، وهو ارتفاع أعلى من حركة المرور الجوي، فالطائرات لا تحلق أبدا أعلى من 12 ألف متر.
 
مناطيد التجسس كانت أداة بارزة في المراقبة الجوية خلال الحرب الباردة، وكانت تستخدم قبل ذلك بكثير، إبان الحروب النابليونية قبل أكثر من 200 عام لجمع المعلومات الاستخبارية، وإن كانت تلك المناطيد بسيطة الشكل، وفق ما ذكرته شبكة سكاي نيوز عربية.
 
ويعتقد خبراء أمنيون، أن مناطيد التجسس ليست سوى جزء من «ثورة» تطوير واستخدام مركبات تحلق على ارتفاعات شاهقة، مشيرين إلى أن بريطانيا استثمرت ملايين الدولارات في برنامج لتطوير مناطيد التجسس العام الماضي فقط.
 
لكن يبقى السؤال الأهم، لماذا تستخدم مناطيد التجسس بدلا من الأقمار الصناعية؟ يقول الخبراء، إن خلال العقود القليلة الماضية، كانت الأقمار الصناعية ضرورية، وكانت هى الإجابة. لكن الآن، وبعد اختراع الليزر والأسلحة الحركية لاستهداف الأقمار الصناعية، هناك عودة للاهتمام بالمناطيد. لكنها لا تقدم نفس المستوى من المراقبة المستمرة مثل القمر الصناعى. غير أن استردادها أسهل، كما أن إطلاقها أرخص بكثير. فإرسال قمر صناعى إلى الفضاء يحتاج قاذفة فضائية، وهو قطعة من المعدات تتكلف عادة عدة ملايين من الدولارات.
 
ويشير الخبراء، إلى أن المناطيد يمكن أن تقوم بمسح مساحة أكبر من الأرض على ارتفاع منخفض، وقضاء وقت أكبر فوق منطقة معينة نظرا لأنها تتحرك ببطء أكبر من الأقمار الصناعية، وفقا لتقرير صادر عام 2009 من قبل كلية القيادة الجوية والأركان التابعة للقوات الجوية الأمريكية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة