طلال رسلان يكتب: القناة الوثائقية.. عملاق جديد للقوة الناعمة المصرية يعلن قدومه

- القناة تكمل مسيرة بناء الوعي برؤية صادقة عن الأحداث وتدقيق النظر في الأوراق وملفات التحقيقات وعرض تسجيلات نادرة

 

حلم جديد وضلع من أضلاع قوة مصر الناعمة تحققه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإطلاق القناة الوثائقية الجديدة، التي تروي التاريخ وتكشف الحقائق وتوثق للرؤية المصرية بصورة أكثر وضوحا، بكثير من الحكايات والأسرار وتفنيد الأكاذيب التي لم تُكتشف بعد.

 

أداة أخرى من أدوات بناء وعي الإنسان المصري عن طريق تكوين رؤية صادقة عن الأحداث، وتدقيق النظر في كل الأوراق وملفات التحقيقات، إضافة إلى عرض تسجيلات نادرة لم تخرج إلى النور من قبل، كما أنها لا تقتصر على مكان بعينه إنما تسافر إلى كل بقاع العالم، للحصول على شهادات من كانوا في قلب الحدث.

 

مع اللمسات الأخيرة قبل إطلاق القناة الوثائقية يشعر المتابع للقوى الناعمة المصرية بعد مجموعة القنوات وبناء المشهد الإعلامي ثم الإنتاج الدرامي وإطلاق المنصات، أن القناة الجديدة أتت لتكمل تلك المنظومة بما تحمل من أهداف تكتمل معها الشخصية المصرية، وخاصة بالزوايا التي ستعرضها في كل المجالات، حيث لم تقتصر أفلامها وموادها على السياسة فقط، إنما تعرض أيضًا محتوى خاص بالرياضة وملاعب كرة القدم، إضافة إلى محتوى آخر خاص بالفن المسرحي وأفلام السينما، ونجوم الفن.

 

مجموعة من الإعلاميين المتميزين يقودون الخطوات الأولى للقناة الوثائقية، في تجربة تمثل حجر أساس يبنى عليها مستقبل أجيال في جانب تشكيل الوعي المصري، لذلك كان اختيار الإعلامى أحمد الدرينى، رئيسًا لقطاع الإنتاج الوثائقى، والإعلامى شريف سعيد، رئيسًا للقناة الوثائقية، في خطوة تجسد إيمان الشركة المتحدة بأهمية الفيلم الوثائقي وصناعته، في أعقاب التجربة المميزة التي قدمتها وحدة الأفلام الوثائقي بالشركة على مدار الأعوام الأربعة الماضية.

 

دلالة خطوة إطلاق القناة الوثائقية المهمة أكدها إعلاميون وخبراء، موضحين أنها ستوفر أفلاما مجانا تقدمها منصات مدفوعة، حيث أشاد الإعلامى عمرو خليل، مقدم برنامج من مصر، المذاع على قناة سى بى سى، بقناة الوثائقية، موضحا أن القناة نجحت فى الاستحواذ على أفلام وثائقية عالمية مهمة هدية للمشاهدين المصريين والمنطقة العربية من خلال الوثائقية، لافتا إلى أن معايير الفوز بالجوائز العالمية ساعد قناة الوثائقية على الوصول لأفلام وثائقية كثيرة لعرضها على المشاهد المصرى والعربى.

 

وأشاد الإعلامى يوسف الحسينى، مقدم برنامج التاسعة بالقناة الوثائقية، موضحا أنها تاريخ للأمة العربية، وقال إن قطاع الإنتاج الوثائقى للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أعلن أن قناة الوثائقية نجحت فى إنتاج أفلام وثائقية حصرية ستذاع يوم الأحد المقبل، كما أن المواد الجديدة التى تم الاستحواذ عليها حصرية وجديدة لم تعرض فى المنطقة العربية، وتوفر للمنتج المصرى والعربى مشاهدة هذه المواد الوثائقية الحصرية، ولفت إلى أن القناة ضمت مئات الساعات من المواد الوثائقية الحديثة والتى تبث لأول مرة للمشاهد المصرى والعربى.

 

وقال المخرج شريف سعيد رئيس قناة الوثائقية، أن القناة تقدم روافد متعددة ومتنوعة، وستقدم جرعة تاريخية وفنية وسياسية ووطنية وأفلام عن الطبيعة وأفلام حصلت على جوائز والضخ متنوع للغاية، لافتاً إلى أن الضخ الخاص بالمواد الوثائقية حديث، والأفلام بها جزء مهم للغاية وشارك فى مهرجانات وحصل على جوائز عالمية وعدد من العروض الوثائقية.

 

وتابع رئيس القناة الوثائقية، أن المشاهد لا يمكن أن يشاهد تلك الأفلام إلا فى منصات معينة ومقابل دفع أموال ولكن سيشاهدها فى القناة بشكل مفتوح ومجانى.

وقال أحمد الدرينى رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن بث القناة الوثائقية التى ستنطلق مطلع الأسبوع القادم سيستمر 24 ساعة لتراعى كل الأوقات، كما تم الاتفاق على عرض سلاسل عالمية من الافلام الوثائقية وهى قوية وجديرة بأن يشاهدها المواطن المصرى، متابعًا: "منذ 2017 ننتج أفلام وثائقية ونفذنا 50 فيلمًا، ولدينا مكتبة منها".

 

وأكد الدرينى أن العمل فى القناة الوليدة سيكون بمنتهى الاحترافية، قائلًا: سنعمل باحترافية فى العمل الوثائقى خاصة أن العمل الوثائقى ليس نمطًا شائعًا فى العمل الإعلامى وقرار شجاع من المتحدة لإنتاج هذه الأعمال.

 

القوى الناعمة.. الرهان الرابح

 

تظل القوى الناعمة المصرية هي الرهان الرابح دائما وهي صانعة الثورات بامتياز، لأنها مكون أساسي في الشخصية المصرية عبر تراث هائل من الفنون المرئية والمسموعة التي ساهمت إلى حد كبير في تنمية الوعي وتطوير العقلية، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق القناة الوثائقية لتتكامل مع بقية القوى الناعمة المصرية وتكون ضلع أساسي من أضلعه.

 

تؤكد القناة الوثائقية على أن مصر دائما وعلى مر التاريخ صاحبة القوة الناعمة المهيمنة على المستوى الإقليمى لمدة تزيد على ثلاثة عقود قبل ثورة 23 يوليو 1952، ومازالت مستمرة حتى الآن، فالثقافة والأفكار والقيم المصرية وجاذبية نظامها السياسى والاجتماعى، وشرعية سياستها الخارجية وممارستها الدبلوماسية، وقوة رئيسها بين شعوب العالم، كانت وماتزال مصدرا للإلهام والجذب لدول المنطقة العربية ودول العالم كافة، فالثروات العلمية والفكرية والفنية والثقافية المصرية هائلة ولا تنضب، ولها جاذبيتها التاريخية فى قلوب وعقول شعوب المنطقة.

 

لذلك جاءت القناة الوثائقية الجديدة التي تبثها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للتطرق إلى عدد من الموضوعات التى ستتناولها الأفلام الوثائقية، المقرر لها أن تُبث عبر القناة الجديدة، والمتعلقة بالعديد من المجالات، أبرزها المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وتأتى تلك الخطوة إيمانًا من الشركة المتحدة بأهمية الفيلم الوثائقى وصناعته، فى أعقاب التجربة المميزة التى قدمتها وحدة الأفلام الوثائقى بالشركة على مدار الأعوام الأربعة الماضية.

 

وجاءت أيضا لتؤكد على فلسفة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحياة المصريين، عندما قال إن الوعى المصرى الآن يتشكل جزء منه، ولكن نحن مع ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل لأن كل هذا يساهم ليس في بناء وعي ولكن في بناء نقاش ودردشة.

 

وأضاف الرئيس: أمتى نقول أننا بنينا وعى بشكل جيد.. نعمل بناء علمى في مدارسنا وجامعتنا يطلع عقلية نقدية، لما يسمع الكلام يفكر، ويفكر بموضوعية، لو قدرنا نعمل كدة يبقى عملنا حاجز وسياج من اللى خايفين على البلد، ومن سيحميها وعى المواطن المصرى، وهذا كله يتكامل مع إعلام ناضج يؤكد على تلك المهمة.