«سيناء كاملة بينا».. السيناوية: نعيش أمنين مطمئنين وودعنا سنوات الخوف والقلق (2)

السبت، 04 مارس 2023 07:00 م
«سيناء كاملة بينا».. السيناوية: نعيش أمنين مطمئنين وودعنا سنوات الخوف والقلق (2)
العريش: محمد الحر

قدرى يونس الكاشف: سيناء الآن تولد من جديد بعد سنوات طويلة من الإهمال

عادل رستم: نشهد اليوم حالة أمنية مستقرة غير مسبوقة لم نشعر بها على مدى 9 سنوات

الشيخ عارف ابو عكر: قضينا على كابوس الإرهاب بفضل قواتنا المسلحة وشرطتنا والشرفاء من أبناء القبائل

مروان ابو فردة: الدولة مدت يد التعمير إلى الشيخ زويد بإنشاء محاور الطرق الحديثة ومدينة رفح الجديدة

رائد عبد الناصر سلامه: الفضل بعد ربنا لجيشنا ورئيسنا والقيادة الحكيمة لكي تعود سيناء واحة للأمن والأمان

الشيخ عبد الحميد الأخرسي: كل يوم نتلقى  رسالة اطمئنان من الرئيس السيسىى

اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء: تطوير ميناء العريش البحرى ليصبح منفذًا مهمًا لتصدير المنتجات السيناوية

 

بعد تسع سنوات عجاف كرست خلالها الدولة كافة جهودها لتطهير أرض سيناء من براثن الإرهاب الأسود، وتجفيف جذوره ومتابعة بواسطة اسود القوات المسلحة والشرطة المدنية وتعاون أبناء قبائل سيناء، تعود شمال سيناء الجديدة لتفتح ذراعيها باتجاه التنمية والبناء والزراعة بعد استقرار الأمن تماما على كامل  الأرض والثغور.

اليوم تدخل شمال سيناء مرحلة جديدة من تاريخ التنمية الشاملة بدعم من القيادة السياسية التي اولت اهتماما كبيرا بتنمية سيناء بالكامل ضمن الاستراتيجية القومية لتعمير سيناء، والتي ترتبط مشروعاتها التنموية بمسار متطور ومتكامل يهدف لإعادة البنية التحتية والمرافق الكاملة لمدن سيناء وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين.

ولم يخف أهالي شمال سيناء سعادتهم وارتياحهم بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بالاحتفال على أرض سيناء لتطهيرها من الإرهاب، وتأكيده خلال حضوره اصطفاف المعدات التي ستشارك في تنمية وتعمير سيناء لأهالى سيناء: "هنقولكم متشكرين بالاهتمام والعمل".

قدرى يونس الكاشف، خبير التنمية المتكاملة بسيناء، قال إن سيناء الآن تولد من جديد بعد سنوات طويلة من الإهمال واخفاق مشروعاتها القومية المتتالية، بداية من مشروع عبد الناصر لتعمير الصحارى ومروراً بمشروع السادات بإنهاء عزلتها ثم وصولاً إلى مشروع مبارك لتميتها، لافتاً إلى أن احتفال الرئيس السيسى مؤخرا بإطلاق مشروعه القومى لتنمية سيناء لم يسبقه إليه رئيس سابق، حيث تفقد آليات ومعدات تنفيذ المشروع واعطى الاولوية فى التنفيذ لرجال الأعمال من أبناء سيناء وقام بتكريم عدد من ابناء سيناء.

وأوضح الكاشف  لـ"صوت الأمة" أن من مستهدفات مشروع الرئيس السيسى لتنمية سيناء زراعة 400 الف فدان وانشاء مدينة صناعية ببئر العبد مع تطوير المدن الساحلية الثلاث "بئر العبد والعريش والشيخ زويد"، وإنشاء مصنع للرمال السوداء شرق العريش وانهاء كل معوقات العبور عبر قناة السويس باستخدام بنية اساسية قوية تربط سيناء بوادي النيل، مع اتاحة التمويل لهذه المشروعات وغيرها كأولوية استراتيجية اولى ستتمكن مصر من خلالها من اداء دور اقليمى دولى فى شرق المتوسط.

وأكد الإعلامي عادل رستم ، كبير مذيعي إذاعة شمال سيناء سابقا، أن توافر الإرادة السياسية لإعادة الحياة الطبيعية والكريمة لأهالي شمال سيناء، والتي عبر عنها الرئيس السيسى بشكل قوي وبإشارات واضحه لا لبس فيها انعكس بصورة إيجابية على حالتهم ومعنوياتهم واسعدهم، مشيراً إلى أن شمال سيناء تشهد اليوم حالة أمنية مستقرة غير مسبوقة ولم يشعر بها المواطن السيناوي على مدى 9 سنوات، حيث كانت الدولة ممثلة في القوات المسلحة والشرطة تواصل حربها على الإرهاب بكافة أشكاله وانماطه "حتى بتنا نمشي اليوم دون خوف أو ريبه، واصبح هناك حلول واضحه للمشاكل الأساسية وخاصة في مجالات الطرق والمياه والبنية الأساسية".

وأشار الشيخ عارف ابو عكر أحد رموز ومشايخ الشيخ زويد بشمال سيناء، إلى أنه بفضل قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية والشرفاء من أبناء قبائل سيناء تم إنهاء الكابوس المتمثل في الإرهاب الذي انتهى إلى غير رجعه، لافتاً إلى أن عجلة التنمية بدأت تدور على أرض سيناء من خلال حركة البناء والتعمير لمشروعات حققتها الدولة في مختلف المجالات وخاصة الطرق والإسكان ومياه الشرب والكهرباء.

وقال ابو عكر إن شمال سيناء تشهد اليوم ثورة تنموية حقيقية من خلال إنشاء المدن الجديدة ومنها مدينة رفح الجديدة على مساحة أكثر من 535 فدانًا على الطريق الدولي العريش – رفح، بتنفيذ أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية، و400 بيت بدوي، ومنطقة خدمات شاملة، تتضمن نقطتي شرطة ومطافئ، ومكتب بريد وسنترالًا، ومخبزًا، ومحلات تجارية، وسوقًا تجاريّة، ومدرسة تعليم أساسيّ، ومسجدًا، وحضانتين للأطفال.

ومن مدينة الشيخ زويد أكد مروان ابو فردة، أن مدينة الشيخ زويد التى كانت تعاني من الإرهاب لسنوات طويلة اليوم من أكثر مدن شمال سيناء امنا واستقرارا، وانطلقت على أراضيها عمليات التنمية الزراعية من قبل الأهالي بدعم من الدولة التي امدتهم بشتلات الزيتون وتقاوي القمح بالمجان ليتغير اللون الأسود بفعل نمو الاعشاب إلى اللون الأخضر.

وأوضح أبو فردة لـ"صوت الأمة" أن الدولة مدت يد التعمير إلى مدينة الشيخ زويد من خلال إنشاء محاور الطرق الحديثة وانشاء مدينة رفح الجديدة، إلى جانب تجديد البنية التحتية بشق ورصف الطرق وإنارة القرى العائدة ومدها بمحولات الكهرباء ومحطات مياه الشرب، لافتاً إلى أن شمال سيناء في انتظار اشارة الانطلاق لإقامة المناطق الصناعية العملاقة والزراعية لتكتمل منظومة التنمية من بنية تحتية وخدمية واقتصادية شاملة لتعوض سيناء عن سنوات التهميش والنسيان التي عانت منها وأهلها في السابق.

سيناء تعود واحة للأمن والأمان

الدكتور رائد عبد الناصر سلامه، عضو هيئة تدريس بجامعة العريش ورئيس مجلس ادارة مركز شباب العريش، بدأ حديثه بقوله: "لم يكن أحدا بتخيل أنه بعد الأحداث الصعبة اللي مرت بها شمال سيناء أن تستقر الأوضاع الامنية إلى هذا الحد، وأن يصبح المواطن السيناوي آمنا مطمئنا في بيته وفي الشارع بعد سنوات الخوف والألم والوجع الذي عاشه الناس خلال السنوات الماضية".

واسترجع عبد الناصر  وجع الأحداث التي مرت عليه ومرارة الفقد، خاصة أن والده استشهد في حادث مسجد الروضة، وقال "الفضل بعد ربنا لجيشنا ورئيسنا والقيادة الحكيمة لكي تعود سيناء واحة للأمن والأمان"، موضحاً أن شمال سيناء تشهد حاليا مشاريع وضعت لها الدولة بنيه تحتيه ممثله في شبكه طرق ومحاور علي مستوى عالمي ربطت كل شمال سيناء ببعضها وبباقي محافظات الجمهورية، لافتاً إلى أن أهالي شمال سيناء باتوا يشعرون اليوم بالارتياح بعد إزالة كافة الحواجز الأمنية التي تم وضعها خلال استمرار العملية الشاملة سيناء 2018، وعودة دخول البضائع والسلع وغيرها بدون تنسيق على مدخل قناة السويس، إلى جانب إقامة مدن وجامعات جديدة زمنها رفح الجديدة وسلام مصر والجامعة الأهلية والتكنولوجية بشمال (غرب) سيناء.

وقال الشيخ عبد الحميد الأخرسي، أحد مشايخ وعواقل قبيلة الاخارسة بمركز ومدينة بئر العبد، إن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قبل عدة أسابيع برفقة عدد من الوزراء إلى محافظة شمال سيناء، كانت بمثابة رسالة اطمئنان لكافة سكان سيناء بعودة الأمن والأمان، وزادت الرسالة بتوجيهات الرئيس السيسي، للحكومة إحداث نقلة في أعمال تطوير المحافظة، على كافة الأصعدة سواء من خلال تحديث محاور الطرق توفير الخدمات المختلفة، أو عبر استكمال المشروعات التنموية القومية وإطلاق العمل بالجديد منها حتى شعر مواطنو شمال سيناء بتحسن جودة الخدمات المقدمة لهم بصورة ملموسة.

المهندس خليل حماد سلمان، أحد العاملين في قطاع الكهرباء بالشيخ زويد وأحد النماذج المشرفة التي كرمتها الرئيس السيسي، الأسبوع الماضى، قال إنّ سيناء عانت من الإرهاب الأسود، وتحررت بالدم وكان الثمن غاليا، مشددًا على أن الرئيس السيسي قائد عظيم والتكريم لفتة طيبة منه، مضيفاً: "أستشهد خيرة أجناد الأرض في سيناء، كما أستشهد موظفون وأصيب كُثُر، ولكن استطاع الأهالي في سيناء بإصرار وتحت قيادة القوات المسلحة على توصيل الكهرباء والخدمة للمواطنين والقرى".

وأضاف سلمان: "عشنا فترة قاسية جدا، كانت الكهرباء تُقطع علينا من قبل الإرهابيين، كانوا يسقطون الأبراج ويقطعون الكابلات، وأرسلوا لنا رسائل التهديد بالقتل والذبح والموت، وكانوا يعلقون الرسائل في الأبراج المهدمة، لكننا كنا نصر على التعامل مع الأمر، وكانوا يعيدون أعمال التخريب، ارتدينا الخوذة والواقي وشاركنا بالتعاون مع قواتنا المسلحة في الحرب على الإرهاب، ولدينا 3 موظفين استشهدوا في يوم واحد بخلاف الإصابات".

ووجه الشيخ عيسى الخرافين شيخ مشايخ سيناء، التحية والتقدير للرئيس السيسى والقوات المسلحة والشرطة، وقال إن الشعب المصري وفى القلب منه السيناوى هما دفاع عن الوطن وكلهم جزء واحد من الوطن، لافتاً إلى أن مصر كانت عبارة عن حديقة تحيط بها النيران على كل لون، لكن رجل مصر تصدى لهذه النيران، وحافظ على تراب الوطن.

تجمعات تنموية حضارية تتماشى مع النمط السكني لشمال سيناء

اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، قال إن الاستراتيجية الخاصة بتعمير شمال سيناء تتضمن تنمية المحاور الطولية والعرضية للمحافظة لربط التجمعات مع إقليم قناة السويس ومحافظة جنوب سيناء، وتطوير التجمعات العمرانية القائمة عن طريق توفير الخدمات الاجتماعية وخدمات البنية التحتية لما لها من دور تنموي مهم، مشيراً إلى ما أعلنه رئيس مجلس الوزراء بخصوص تنمية المحور الساحلى بشمال سيناء عن طريق إقامة منتجعات سياحية ساحلية وممشي سياحي، وإقامة تجمعات صناعية بالقرب من إقليم قناة السويس للعمل كمدن تكاملية مع مدن الإقليم، مع انشاء محور لوجيستي قائم على الموارد التعدينية الموجودة بالمحافظة وذات اتصالية بإقليم قناة السويس، بالإضافة إلى انشاء تجمعات ريفية مقترحة بالقرب من التجمعات الحضرية لبناء المجتمعات العمرانية، وانشاء محور للصناعات الثقيلة واللوجستية على الموارد التعدينية بالمحافظة، مع تنفيذ مناطق زراعية قائمة على الموارد المائية المتاحة، وتنمية نشاط الصيد والثروة السمكية.

لفت محافظ شمال سيناء إلى جهود الدولة في تنمية سيناء، من خلال تنفيذ محطة تحلية مياه البحر بالعريش بطاقة 100 ألف م3/يوم، قابلة للتوسع الى 300ألف م3/يوم، وأعمال تطوير مستشفى العريش العام، بما يتضمن استحداث مبنى لغسيل الكلى يحتوى على 88 ماكينة غسيل كلوى، و دعم منظومة الكهرباء، ومنظومة المياه والشرب، ومنظومة الصرف الصحي، ورفع كفاءة الوحدات الصحية، وانشاء عدد من المدارس التعليمية، ورفع كفاءة شبكات الطرق، وتطوير الأندية الرياضية، ورفع كفاءة مشروعات الإسكان، واستكمال منظومة الغاز الطبيعي، وتحسين منظومة النظافة بمدن وقرى المحافظة، وفي الوقت نفسه عرض وزير التنمية المحلية أيضا عدداً من المشروعات الاستثمارية المقترح تنفيذها بمحافظة شمال سيناء.

واشار محافظ شمال سيناء إلى المخطط الخاص بإقامة تجمعات تنموية حضارية تتماشى مع النمط السكني الغالب لمواطني المحافظة، موضحاً أن تنفيذ هذا المخطط سيراعي الأنشطة السكانية لكل مركز من مراكز المحافظة، والتي تمتاز بالتنوع بما يتيح فرصاً لإنشاء تجمعات زراعية متكاملة، وأخرى تنموية حرفية، وثالثة للصناعات التعدينية، فضلاً عن مشروعات لتنمية الثروة السمكية وتعظيم الاستفادة منها، لافتاً إلى أن أبرز المشروعات التي تسير فيها الدولة على طريق تنمية سيناء ومنها، مشروع تطوير وحدات الإسكان التعاوني بحي المساعيد بالعريش‎‎، لترميم 105 عمارات، بإجمالي 2337 وحدة سكنية، تم الانتهاء من رفع كفاءتها من خلال أعمال ترميم وإعادة إنشاء بواسطة الجهاز المركزي للتعمير، وإعادة تسليمها لأصحابها بدون تحميلهم أي كلفة مالية، حيث بلغت التكلفة الإجمالية أكثر من 440 مليون جنيه، ومشروع محطة محولات كهرباء الشلاق بمدينة الشيخ زويد، لتزويد مدينتي الشيخ زويد ورفح، بإنتاج 700 ميجاوات من الكهرباء، كما تضم 4 محولات بطاقة 40 ميجاوات لكل محول، تضيف 600 ميجاوات للكهرباء، بالإضافة إلى محطة كهرباء رئيسة بحي المساعيد بطاقة تشغيل 700 ميجاوات، ومحطة لتحلية مياه البحر بطاقة إجمالية 300 ألف م3/يوم، يستفيد منها نحو 1.5 مليون مواطن.

وأضاف شوشة: "بالإضافة إلى تطوير جامعة العريش التي أُنشئت بالقرار الجمهوري رقم 147 لسنة 2016 بعد فصلها عن الجامعة الأم "جامعة قناة السويس"، بحجم استثمارات يتم تنفيذها بنحو 1.3 مليار جنيه، وبإجمالي عدد طلاب في وقتنا الحالي 7292 طالبًا وطالبة، تضم 11 كلية منها: التربية، والعلوم الزراعية البيئية، والعلوم، والآداب، والتربية الرياضية، والتجارة، والاستزراع السمكي، والمصايد البحرية، والاقتصاد المنزلي، والطب البيطري، والطب البشري، والحاسبات والمعلومات"، موضحاً أنه من بين المشروعات التي جرى تنفيذها على أرض سيناء مشروع تطوير مستشفى العريش العام على 4 مراحل، تتضمن المرحلة الأولى، تطوير مبنى الطوارئ، ومحطة طلمبات الحريق الرئيسة، ومحطة كهرباء. كما تم استحداث مبنى للغسيل الكلوي، يتضمن 85 ماكينة بالمرحلة الثانية، وتطوير الدور الثاني والثالث بمبنى الطوارئ، وإنشاء مبنى إداري بالمرحلة الثالثة، إلى جانب رفع كفاءة أنظمة الكهرباء والحريق والتكييف للعيادات الخارجية، ومبيت الممرضات، ومبنى المعامل المشترك بالمرحلة الرابعة من المشروع.

وأشار إلى تطوير ميناء العريش البحري، ليصبح منفذًا مهمًا لتصدير المنتجات السيناوية، على الساحل الشمالي لمدينة العريش، والانتهاء منه خلال الربع الأول من 2024؛ حيث تمت إضافة 540 فدانًا للميناء، ما يعادل 11 ضعف مساحته، وتعميق الغاطس بالميناء من 7م إلى 13م، وإنشاء رصيف بحري بطول 250م، وجارٍ استكمال وتنفيذ كل من حاجز الأمواج الشرقي 500م، وحاجز الأمواج الغربي 1250م

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة