«سيناء كاملة بينا».. تعمير سيناء يعيد رسم الخريطة العمرانية والسكانية للدولة المصرية (4)

السبت، 04 مارس 2023 08:00 م
«سيناء كاملة بينا».. تعمير سيناء يعيد رسم الخريطة العمرانية والسكانية للدولة المصرية (4)
يوسف أيوب

- تأهيل شبه الجزيرة نموذج للتفكير المستقبلي والتخطيط المدروس وهدفه رفع قدرتها لامتصاص واستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة 
 
ما يحدث على أرض سيناء اليوم، فضلا عن كونه إعادة الاعتبار لهذا الجزء الغالى من تراب الوطن، بعد معاناة استمرت لسنوات طويلة، فإنه أيضاً إعادة رسم الخريطة العمرانية والسكانية للدولة المصرية، من خلال تأهيل سيناء لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة، فما يتم اليوم هو رفع قدرتها لامتصاص أي ارتفاعات متتالية في السكان خلال السنوات المقبلة.
 
بمعنى أوضح فإن ما يحدث في سيناء اليوم هو نموذج للتفكير المستقبلي الذى يقوم على التخطيط المدروس جيداً، وفق استراتيجية واضحة وضعتها الدولة منذ 2014 ومستمرة في تنفيذها حتى اليوم تقوم على الخروج من الوادى الضيق، والبحث عن فرص جديدة للحياة، وتحويل الرمال الصفراء إلى اراضى خضراء، قابلة للحياة، ومستعدة لاستقبال ملايين المصريين مستقبلاً.
 
الاحد الماضى، وخلال اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة الدولة لتنمية سيناء، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تسعى إلى زيادة المساحة المأهولة بالسكان إلى 12% من خلال إنشاء المدن الجديدة، لافتا إلى أن مساحة سيناء تبلغ حوالي 90 ألف كيلو متر مربع، في حين ان كل المصريين يعيشون على 60 ألف كيلو متر مربع.
 
هنا تكمن عبقرية التفكير والتخطيط، فأرض الفيروز مليئة بكافة مقومات الحياة، لكن كانت تنقصها بعض الأمور، في مقدمتها الإرادة السياسية، التي توفرت بقوة بوجود الرئيس السيسى منذ 2014، الذى وضع سيناء أولوية في التخطيط والتنمية، وبدأ بأكبر تحدى هو الإرهاب، ، وبموازاة ذلك، خاض أكبر معركة تنمية وتعمير في تاريخ الدولة المصرية، كان من نتاجها ضخ 610 مليار جنية استثمارات تنموية في سيناء، استهدفت في الأساس إعادة الحياة لسيناء، وربط سيناء بالداخل والخارج من خلال بنية تحتية قوية، شملت إنشاء خمسة انفاق جديدة أسفل المجرى الملاحى لقناة السويس بتكلفة 35 مليار، ومطارات وموانئ بحرية فتحت شرايين الحياة لأرض الفيروز، بالإضافة إلى إنشاء 3 مدن جديدة وهى "الإسماعيلية الجديدة-رفح الجديدة-السلام شرق بورسعيد" قادرة على استيعاب قرابة الـ3 مليون مواطن، مع توفير كافة مقومات الحياة الزراعية والصناعية، والخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية.
 
في احتفالية اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة الدولة لتنمية سيناء الأحد الماضى، تابعنا كلنا ما قاله الفريق أحمد العزازى، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حينما قال إنه اعتبارا من 30 يونيو 2014 تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتنسيق مع الوزارات المعنية بتنفيذ العديد من المشروعات التنموية، والتي بلغ إجماليها 460 مشروعا بتكلفة إجمالية 480 مليار جنيه، شملت جميع مجالات التنمية في سيناء، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 340 مشروعا، ويجرى تنفيذ 102 مشروع، ومن المخطط تنفيذ 18 مشروعا، شارحاً عددا من المشروعات منها تنفيذ 60 محورا وطريقا بأطوال 1600 كيلومتر، ويجرى تنفيذ 23 محورا بأطوال 420 كيلومترا، ومن المخطط تنفيذ سبعة مشروعات بأطوال 440 كيلومترا، بإجمالي أطوال 2460 كيلومترا بعدد 90 محورا وطريقا بتكلفة إجمالية 69 مليار جنيه.
 
ما قاله اللواء العزازى هو تأكيد واضح لفكرة التخطيط الاستراتيجي الذى وضعه الرئيس السيسى لسيناء منذ 2014، فما نراه يتحقق على الأرض ليس وليد اليوم، وإنما هو نتاج فكر وتخطيط وعمل وجهد كبير، يقف خلفه قيادة لديها إيمان قوى بقدرة المصريين على تحدى كافة الصعاب، وأيضاً رغبتهم في العبور إلى المستقبل بفكر جديد، واستغلال كل رقعة من بقاع مصر في تحقيق التنمية الشاملة.
 
الرئيس السيسي أكد أن كافة أجهزة الدولة يجب أن تكون موجودة في سيناء بعد القضاء على الإرهاب، مشددا على أننا سوف نتحرك بشكل سريع وكبير لكي يشعر أهالينا في سيناء أن الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها لتنفيذ خطط التنمية، مشددا على أن التنمية في سيناء تحققت بفضل الله والجيش والشرطة وأهالي سيناء بعد دحر الإرهاب، الذي كان يعيق التنمية وحياة المواطنين، لأنه لا توجد حياة بدون أمان.
 
من هذه القاعدة "لا حياة بدون أمان"، بنت الدولة استراتيجيتها، لتعمير سيناء لتكون قاعدة جديدة لاستقبال المصريين، واستيعاب اى زيادة سكانية في المستقبل، ولنا هنا وقفة، فالتوطين في سيناء، لم يكن من الممكن الحديث عنه الا بعد توفير الأمن، وهنا كان يجب التصدي للإرهاب، الذى قال الرئيس إنه "كان يستهدف أن نفقد جزءا غاليا من أرضنا"، لكن بجهد القوات المسلحة والشرطة، وبمساعدة ووقفة محسوبة ومقدرة من جانب أبناء سيناء وتضحياتهم تم القضاء على الإرهاب من هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر، لكن هذا لا يعنى الا نكون متيقظين، بل الدولة عليها كما قال الرئيس السيسى، أن تتخذ كافة إجراءات الحيطة والحذر واليقظة التامة من أجل تحقيق الأمن والأمان لأهل سيناء.. "يجب ان نظل منتبهين ومتذكرين للأحداث المؤلمة التي شهدناها خلال السنوات العشر الماضية لتجنب تكرارها.. لا تطمئنوا ولا يغمض لكم جفن حتى لا يتكرر ما حدث".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق