هل أغلق باب المغفرة بعد ليلة النصف من شعبان؟.. على جمعة يوضح

الثلاثاء، 07 مارس 2023 04:00 م
هل أغلق باب المغفرة بعد ليلة النصف من شعبان؟.. على جمعة يوضح
علي جمعة- مفتى الجمهورية السابق
منال القاضي

أجاب الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على سؤال ورد إليه يقول فيه صاحبه: هل أغلق باب المغفرة بعد ليلة النصف من شعبان؟ وماذا بعد النصف الأول من شعبان؟
 
وأوضح على جمعة في معرض رده، أن باب الرحمة والمغفرة مفتوح الى يوم القيامه ومن أراد أن ينهل منها فعليه بجزء الليل فإنه تتنزل فيه الرحمات من الله، وذلك فى كل ليلة لا تخص به ليلة دون ليلة.. وقال رسول الله صلى الله علية وسلم: ينزل ربنا عزوجل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الاخير من الليل يقول الله تعالى دعونى فألأستجيب له، ومن يسألنى من يستغفرنى فأغفر له. لا نزال في ليلة البراءة ليلة الصف ليلةالنصف من شعبان، فرصة تستقبلنا فلا تُضيعوها لعل الله أن يسمع ولو واحدًا منا فيستجيب إنه على كل شيء قدير.
 
وتابع المفتي السابق: من أجل ذلك كان على المسلم أن يحرص في هذه الأيام على إصلاح ذات بينه، وعلى أن يجمع كلمته مع أخيه قبل دخول شهر رمضان، حتى إذا جاء رمضان يجد نفسه قد صفت وخلت من البغضاء والتحاسد والشحناء فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه.
 
ولفت على جمعة، إلى أن المسلم مأمور دائماً وأبداً بأن يصلح ذات بينه مع الناس عامة، قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، كما هو مأمور أن يصلح ذات بينه مع المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
 
وقد بين النبي عليه السلام الفضل العظيم والنفع العميم المترتب على إصلاح ذات البين، فقال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة»، قالوا: بلي، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة»، وبعد أن ذكر الإمام الترمذي هذا الحديث قال: ويروي عن النبي عليه السلام أنه قال: «هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.
 
ناجِ ربك، التجئ إليه، خاطبه مخاطبة العبد للسيد، قل له: يا رب قدّرت وقضيت فالطف بنا فيما جرت به المقادير. قل له: يا رب غفرانك لا نحصى ثناءًا عليك أنت كما أثنيت على نفسك استجب دعاءنا. قل له: يا رب كما وفقتني لدعائك ولا موفق له إلا إياك فاستجب كما وعدتنا فإنك لا تخلف الميعاد ولا تخلف الوعد.
 
وقل له سبحانه: يا رب سبحانك لا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا سبحانك لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، سبحانك هذا حالنا ظاهر بين يديك وضعفنا لا يخفى عليك وعلمك بحالنا يُغني عن سؤالنا فاستجب دعاءنا واصرف عنا السوء بما شئت وكيف شئت وأنّى شئت.
 
اسجد لربك وادعو وأكثر من الدعاء في السجود في تلك الليلة، قوموا إلى الله والتجئوا إليه أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى وأن يستجيب دعائنا ، اظهر لربك أنك فار إليه (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ).ليلةالنصفمن_شعبان من النفحات الربانية، وهي ليلة عظيمة قد عظمها الله تعالي، وعظمها رسول الله ﷺ ، فتعظيم رسول الله ﷺ لها كان بدعائه لربه والتبتل إليه فيها كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، رافعا رأسه إلى السماء، فقال لي: «أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟»، قالت: قلت يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: «إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب». (مسند أحمد).
 
وكلب قبيلة مشهورة بكثرة الغنم، وهى كناية من سيدنا رسول الله على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وتعظيم الله تعالى لهذه الليلة يكون باطلاعه تعالى على خلقه; لينزل عليهم فيها رحمته ومغفرته، كما أخبرنا رسول الله ﷺ : «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن». (سنن ابن ماجه)، واستثنى من مغفرته المنزلة في تلك الليلة: المشرك والمشاحن، وتقع الشحناء غالبا بسبب النفس الأمارة بالسوء التي تؤذي الناس: فتفسد الود والوئام القائم بينهم، وقد نصح النبي ﷺ المسلمين بالبعد كل البعد عن كل ما قد يؤدي إلى بث الفرقة والشحناء بين الناس فقال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه» (صحيح مسلم)، ولا يخفى أن الأشياء المذكورة والوارد فيها النهي في هذا الحديث هي أمور إن التزم بها المسلم وطبقها في كل أموره وأحواله عند التعامل مع أخيه الإنسان فلا شك أن المجتمع بكل أفراده سيشيع فيه الحب والوئام.
 
ولا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية وروح عالية وأعمال متقبلة فلا تفوتنكم هذه النفحات. أيها المسلم الحريص على رضا ربه، أصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى، فاللهم أصلح ذات بيننا ووفقنا إلى ما تحب وترضى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق