1.5 تريليون جنيه استثمارات حكومية خلال 8 سنوات..

الهجرة الداخلية لأبناء الصعيد توقفت مع مشاريع التنمية

السبت، 11 مارس 2023 07:00 م
الهجرة الداخلية لأبناء الصعيد توقفت مع مشاريع التنمية
محمد فزاع

- 1.5 تريليون جنيه الاستثمارات الحكومية خلال 8 سنوات.. وخلق مئات الآلاف من فرص العمل  
 
قبل شهر، قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن الاستثمارات الحكومية في محافظات الصعيد على مدار السنوات السبع الماضية بلغت نحو 1.5 تريليون جنيه، من إجمالي 7 تريليونات من الاستثمارات التي نفذت أو يجري استكمال تنفيذها على مستوى الجمهورية.
 
الأمر ذاته أكده رئيس هيئة تنمية الصعيد اللواء شريف صالح، بأن مشروعات التنمية بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي قاربت الـ4000 مشروع بين بنية أساسية، وطرق ومحاور، ومحطات تنقية المياه، وصرف الصحي، وكهرباء وغاز واتصالات ومصانع إنتاج السلع الاستراتيجية.
 
عقود من الإهمال عاشها الصعيد أخرجته من خريطة التنمية رغم توافر ثروات ضخمة، فكانت النتيحة تدني مستوى الخدمات الأساسية والاجتماعية والتنموية والصحية، ولنفهم قوة الإقيلم يتكون من 8 محافظات "الفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان" على مساحة تبلغ 101.1 ألف كيلو متر مربع بنسبة 16.1% من إجمالي الجمهورية لوحدها، ويبلغ عدد سكانه 29.3 مليون نسمة، منهم 7.1 مليون بالحضر، و17.6 مليون بالريف.
 
كانت النتيجة الطبيعية وجود خلل في التوزيع الديموجرافي، بالهجرة الداخلية الكبيرة لأبناء الصعيد إلى المدن مع ارتفاع معدلات البطالة، إذ كانت تشير الإحصاءات إلى أن 30% من إجمالي السكان يعيشون على حوالي ثلثي المساحة الإجمالية للجمهورية تشمل محافظات الصعيد والبحر الأحمر والوادي الجديد، ومع غياب الخدمات والبنية الأساسية وقلة فرص العمل يفر أبناء الصعيد إلى خارجها بحثًا عن سبل العيش، فضلا عن ظهور نحو 115 منطقة غير آمنة بصعيد مصر، و230 ألف فدان من المناطق الغير مخططة.
 
جميع المشكلات السابقة دفعت القيادة السياسية منذ 2014 لحتمية تنمية الصعيد، ورغم الصعوبات والتحديات عملت على ضخ الاستثمارات اعتمادا على المقومات الطبيعية والسياحية الفريدة والثروات التعدينية والمحجرية التي تحتضنها، معتمدة على القوة البشرية الهائلة التي خرجت من صعيد مصر، والتي منها قيادات في جميع المجالات، أثروا في تاريخ مصر عبر السياسة والفن والأدب والثقافة والاقتصاد.
 
مدبولي أكد إنه جرى تنفيذ مشاريع بما يقدر من 754 مليار جنيه، ويتبقى 156 مليار جنيه لمشروعات قيد التنفيذ، و180 مليار جنيه مخصصة للمرحلة الأولى من "حياة كريمة"، موضحا أن هذه الاستثمارات ساهمت بصورة مباشرة في خلق مئات الآلاف من فرص العمل للشباب في محافظات الصعيد، موضحاً أن هناك 6 وزارات مركزية قد عملوا في مشروعات التشييد والبناء وساهموا في تنمية وتطوير محافظات الصعيد، بتكلفة 535 مليار جنيه من خلال شركات القطاع الخاص بالصعيد، مضيفا أن عدد شركات وزارة الإسكان والمرافق 2800 شركة، ووزارة التنمية المحلية 3420 شركة، ووزارة الكهرباء 830 شركة، ووزارة النقل 125 شركة، ووزارة التربية والتعليم 1500 شركة، والهيئة الهندسية 550 شركة.
 
وبالتحدث عن المشاريع الاستثمارية طالت قطاعات عدة كان أبرزها الصناعة، بإنشاء 11 منطقة صناعية باستثمارات 72.5 مليار جنيه على مساحة 9.3 ألف فدان، ووفرت 127 ألف فرصة عمل، وإنشاء 10 مجمعات صناعية بإجمالي تكلفة 8.4 مليار جنيه، ووفرت 26 ألف فرصة عمل. 
 
وجاءت المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي نفذها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمشروع القومي للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية "مشروعك" ليمول 914 ألف مشروع بتكلفة 26 مليار جنيه، وفي قطاع الأعمال العام، تم تطوير وتأهيل وتحديث عدة مصانع بتكلفة 17.4 مليار جنيه، مثل مصنع كيما، ومصنع قنا للغزل والنسيج ومحلج الفيوم، وتطوير النقل البري ومحطات الركاب، وتطوير شركة سيد.
 
ولدعم تنمية الثروة الحيوانية جاء من أبرز المشروعات "المشروع القومي لإحياء البتلو" ليرفع دخل الفلاح، بتكلفة 1.8 مليار جنيه، بإجمالي 114 ألف رأس، وتم إنشاء 25 مركزًا لتجميع الألبان بتكلفة 50 مليون جنيه، وتوفير 1700 قافلة بيطرية لعلاج 1.4 مليون رأس، فضلًا عن مجمعات الإنتاج الحيواني والمجازر الآلية.
 
قطاع الزراعة، كان له نصيب بتكلفة 17 مليار جنيه، واستصلاح 550 ألف فدان شرق العوينات وتوشكى والوادي الجديد والفيوم والمنيا، والانتهاء من منظومة الري الحديث في 300 ألف فدان، وزيادتهم إلى 504 ألف فدان بمحافظة بني سويف والمنيا وقنا والوادي الجديد، ما وفر 20-25% من المياه، وزيادة الإنتاج بنسبة 10-20%.
 
أما "كارت الفلاح"، فسجل عبره 1.3 مليون حيازة زراعية، وتم الانتهاء من تسليم 530 ألف كارت للمزارعين بمحافظات الصعيد، وتم زراعة 1.7 مليون نخلة على مساحة 40 ألف فدان بتوشكى، ومن المستهدف زيادة العدد إلى 2.5 مليون نخلة، لتمتلك مصر بذلك أكبر مزرعة تمور في العالم.
 
أما قطاع التموين، جرى إنشاء 27 صومعة لتخزين الغلال والقمح، وتطويرها بتكلفة 1.3 مليار جنيه، وإنشاء 3 مناطق تجارية ولوجستية بتكلفة 4.7 مليار جنيه في محافظة الفيوم وقنا والأقصر، بالإضافة إلى افتتاح 2491 منفذًا تموينيًا جديدًا، وتحويل المخابز للعمل بالغاز الطبيعي لتحقيق توفير للطاقة بحوالي 4 مليارات جنيه.
 
ولم تغفل الدولة قطاع الاتصالات، وعملت على إنشاء وتطوير البينية المعلوماتية التكنولوجية بصعيد مصر، لرقمنة الخدمات الحكومية، فتم إنشاء 89 مشروعًا للمحاكم والنيابات، و234 مشروعًا لربط المحاكم بالسجون، و40 مشروعًا خاصًا بالشهر العقاري، و97 مشروعًا لمواقع تطوير مكاتب البريد، و175 مشروعًا لأقسام الشرطة وإنفاذ القانون، ومن أهم المشروعات في هذا القطاع، هو مشروع الكابلات الفايبر التي تدخل الصعيد لأول مرة ضمن مشروع “حياة كريمة”.
 
وعن قطاع البترول والغاز، تم توصيل الغاز لـ 1.1 مليون وحدة سكنية، بالإضافة إلى مشروعات بالمليارات لتنمية حقول البترول والتكرير والتصنيع وتوصيل الغاز الطبيعي؛ من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات البترول. ومن أبرزها مجمع إنتاج البنزين عالي الأوكتين بشركة أسيوط، ومستودعات تخزين البوتاجاز بسوهاج، ومستودعات تخزين المنتجات البترولية بأسيوط.
 
وشهدت جميع مراكز محافظة المنيا تطويرا شاملاً للبنية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، والأوضاع الاقتصادية، وطالت جميع القطاعات بإجمالى 3482 مشروعا خدميا في 192 قرية و757 تابعا بمجالات مياه الشرب والصرف الصحي والتعليم، والصحة، والشباب والرياضة، والإسعاف، والكهرباء ومجمعات الخدمات الحكومية، ويجرى العمل على تطوير 5 مراكز، "العدوة ـ مغاغة ـ أبو قرقاص ـ ملوى دير مواس" بإجمالي 192 قرية و757 تابعا، ويستفيد منها نحو 3 ملايين نسمة ضمن مشروع "حياة كريمة"، فيما تنضم مركزي سمالوط وبني مزار، للمرحلة الثانية من المشروع بإجمالي 102 قرية بالمركزين، ليصبح إجمالى المراكز المستهدفة 7 مراكز.
 
أسيوط تغيرت، فقد انطلقت مشروعات التنمية في 7 مراكز بالمحافظة بإجمالي 149 قرية و894 تابعا، وتضمنت تنفيذ 2000 مشروع، منها 35 بمجال مجمعات خدمات المواطنين وبتكلفة بلغت 358 مليون جنيه و35 مشروعا فى قطاع المجمعات الزراعية بتكلفة 259 مليون جنيه، و82 مشروعا في قطاع الشباب والرياضة بتكلفة 266 مليونا بالإضافة إلى 39 وحدة إسعاف و137 وحدة صحية، و171 كوبريا و149 مشروعا فى مجال الصرف الصحى و149 مشروعا لمياه الشرب، و1227 فصلا دراسيا و149 مشروعا بقطاع الكهرباء و4 مجمعات سكنية، بالإضافة إلى مشروعات الطرق، والرى، والصحة.
 
ويعد مشروع قناطر أسيوط الجديدة، من المشروعات القومية التي نفذتها الدولة لتنمية الصعيد ليخدم الزراعة والري في 5 محافظات، أما محطة كهرباء غرب أسيوط، تبلغ طاقتها الإنتاجية نحو1500 ميجاوات، وتغذي الشبكة العامة للجمهورية بالكهرباء، ومجمع تدوير المخلفات الصلبة وإعادة تصنيعها بالطريق الصحراوي الغربي يخدم المراكز الجنوبية الغربية من المحافظة للتخلص السليم والآمن بيئيًا من مشكلة المخلفات.
 
وأحدثت مبادرة "حياة كريمة" نقلة نوعية في المحافظة بمشاريع متنوعة في التعليم والصحة، والإسكان، والطرق، والاستثمار، وكان من ضمن المشاريع الضخمة، مجمع الصناعات الصغيرة بغرب جرجا، ويضم 178 وحدة صناعية، وتم إنشاؤه ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "مصنعك جاهز بالتراخيص"، بهدف تشجيع الصناعة والاستثمار، لتوفير فرص عمل جديدة للشباب. وبلغ عدد مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" 1556 مشروعا في 21 قطاعا خدميا مختلفا، بتكلفة تصل إلى 45 مليار جنيه، موزعة على 181 قرية، و 1123 نجعا وتابعا، فى 7 مراكز.
 
كما تحولت أسوان، المحافظة من التجاهل العقود الماضية إلى أن تكون أكثر حظا بالاستفادة من مبادرات التطوير في مراكزها الخمسة "أسوان، وكوم أمبو، وإدفو، ونصر النوبة، ودراو"، وحظيت بزيارة رئيس الجمهورية مرتين فى أواخر عام ٢٠٢١ وأوائل ٢٠٢٢، وقتها أمر الرئيس السيسى بدخول مركزى أسوان ودراو، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" ليصبح عدد قرى محافظة أسوان بها ٣٩ وحدة قروية و١١٦ قرية تابعة، بالإضافة إلى٣٨٠ عزبة ونجعا.
 
وبلغ عدد المشروعات بالمحافظة نحو١٦٢٠ مشروعا، وتم الانتهاء من ٦٣٠ مشروعا، ويجرى العمل في٩٩٠ مشروعا أخرى، بعد رفع جميع مطالب القرى بعد تصنيفها وتقسيمها إلى قطاعات.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق