السلاح صاحي.. مصر قضت على الإرهاب وعيونها يقظة

السبت، 18 مارس 2023 08:00 م
السلاح صاحي.. مصر قضت على الإرهاب وعيونها يقظة

الرئيس السيسى في رسائل قوية للمصريين:

- الحرب لم تكن بسيطة.. وما حدث من إرهاب منذ عشر سنوات كان نتاج فكر وتخطيط من أهل الشر

- لن يكون هناك إرهاب في بلد طالما كان شعبها على قلب رجل واحد.. والمؤامرة الكاملة في 2011 تمت عندما كان الناس مشغولين في الميدان
 
- عندما توليت المسئولية قررت السير في مساري الحرب على الإرهاب وبناء الدولة ونجحنا في المهمتين
 
- سنقيم معرضا لتخليد الحرب على الإرهاب ونعرض من خلاله صور وأسماء الأعداء والمجرمين
 
«أكدنا منذ سنوات أن الإرهاب سينتهي وأنه لن يكون هناك إرهاب في بلد طالما كان شعبها على قلب رجل واحد».. قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى في الاحتفال بـ«يوم الشهيد» خلال الندوة التثقيفية الـ37 للقوات المسلحة الخميس قبل الماضى، محدداً بها مجموعة من العوامل التي حققت لمصر النجاح في معركتها ضد الإرهاب والإرهابيين، والتي كان في مقدمتها اتحاد الشعب المصرى بكافة مكوناته تحت راية واحدة وهى «تطهير مصر من الإرهاب والإرهابيين»، مؤكدين في الوقت نفسه ثقتهم في القيادة السياسية، وكل ما تقوم به من خطوات على الأرض، في مجابهة الإرهاب، وأيضاً السير في طريق التنمية.
 
الرئيس السيسي شدد أيضاً على أن الحرب ضد الإرهاب لم تكن بسيطة طوال السنوات العشر الماضية، وقال إننا نشعر ونقدر أن ثمنا كبيرا قد دفع لكي نشعر بالأمان والاستقرار، لافتاً إلى أن هناك تضحيات ومقدرات وتكلفة قدمتها الدولة في حربها على الإرهاب، وأن ما حدث من إرهاب ليس وليد اللحظة بل كان نتاج فكر وتخطيط من أهل الشر من أجل أن تتعرض مصر لما مرت به منذ عشر سنوات.
 
ولا ينسى المصريين مقولة الرئيس السيسى: «يا مصريين في ثمن كبير قوي دُفع من أجل بقاء باقي الشعب، وأقل ثمن يمكن أن يدفع الآن هو أننا نحافظ على تضحيات زينة شباب مصر التي بذلت من أجل بقاء الشعب»، فهى تأكيد على حجم الثمن الذى دفعته الدولة، وهو ما يتطلب الحفاظ على ما تحقق بأى ثمن.
 
وأكد الرئيس أن مصر حينما بدأت المعركة مع الإرهابيين، «كان الكثير ينتظر انتهاء تلك المعركة، وكنا نعلم أنها ستنتهي بفضل الله، وبدماء الشهداء»، لافتا إلى أنه :"سيتم إقامة معرض يخلد ذكري تلك الحرب، لنطلعكم على الأشياء التي كانت موجودة وما تبقى منها، وهي ليست قليلة بل كثيرة جدا، سواء سلاح أو ذخائر أو أجهزة اتصالات وكل ما تعنيه من معدات للحرب»، موضحاً: «سوف نقوم بتنفيذ هذا المعرض لتخليد تلك الحرب الشرسة، لنريكم من خلاله صور وأسماء هؤلاء الأعداء والمجرمين»، محذرا: «من ألا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى»، قائلا: «إياكم يا مصريين أن تكونوا السبب مرة أخرى في خراب بلدكم، فهذا الأمر حدث عندما تفككت البلاد في عام 2011 ، وسأكرر هذا الحديث لكم باستمرار وسأحاسب أمام الله علي هذا الكلام»، موجهاً بضرورة تدريس هذه الأحداث داخل المدارس، ونشرها في وسائل الإعلام والجامعات، لافتا إلى أن: «تدمير الدول من الداخل أمر عظيم، فهذا فكر وعلم، كما أنه أرخص تكلفة عند من يقومون به، فتدمير بلد بأهلها تكلفته قليلة جدا علي من يقومون بتنفيذ ذلك».
 
ما أشار إليه الرئيس السيسى، يعيدنا إلى ما قبل 2013، وتحديدا قبل ثورة الثلاثين من يونيو 2013، فقد كان المخطط الواضح للدولة المصرية من جانب الجماعة الإرهابية التى تولت المسؤولية فى غفلة من المصريين والزمن أيضا، هو تجزئة الدولة إلى كيانات متضادة، أشبه بدويلات صغيرة، وكانت البداية بمنطقة سيناء، التى سمحوا لعناصر وميليشيات إرهابية مسلحة أن تستوطنها، ليكونوا تحت أمرة الجماعة وقت الحاجة، واللافت أن هذا المخطط لم يكن وليد لحظة الثورة الشعبية المصرية على نظام الفاشية الدينية الإخوانية فى 2013، بل إنه كان محل تخطيط مسبق، أشار إليه الرئيس السيسى، خلال الندوة التثقيفية، حينما روى لكل المصريين وقائع تحدث عنها لأول مرة تكشف حجم المخطط الذى كان يستهدف الدولة المصرية.
 
الرئيس السيسى قال: «أنا سأتحدث معكم كشاهد عيان من أجل أن تعلموا أنه ليس هناك شىء ينفذ وليد اللحظة، بل هناك فكر وتخطيط وترتيب وإجراءات لما حدث من أجل الوصول فى النهاية إلى ما وصلنا إليه خلال السنوات العشر الماضية.. وأنا أقول وقائع حيث كنت نائبا لمدير المخابرات الحربية فى 2009، وكنا نعقد لقاءات من أجل مناقشة الوضع الأمنى فى سيناء بحضور مدير المخابرات الأسبق اللواء مراد موافى، ورئيس جهاز أمن الدولة «الأمن الوطنى» الأسبق اللواء حسن عبدالرحمن، وخلصنا إلى أنه تم خلال سبع سنوات تشكيل بنية أساسية ضخمة للإرهاب فى شمال سيناء وهى عبارة عن مخازن للأسلحة والذخيرة والمفرقعات وأيضا عناصر بشرية كبيرة للسيطرة».
 
وأضاف الرئيس السيسى فى شهادته التاريخية: إنه «بالعودة إلى مواقع التواصل خلال الفترة من 2008 و2009 سوف ترون أنه كانت هناك أفلام للعناصر الإرهابية وهم ينظمون عروضا عسكرية وكأنهم خارج إطار الدولة، وكان التشخيص للوضع آنذاك بأنه توجد مشكلة كبيرة فى سيناء وأن الكتلة الإرهابية التى تشكلت على مدى السنوات من 2005 إلى 2008 وتحتاج إلى جهد وعمل عسكرى مشترك كبير من الشرطة والجيش من أجل التدخل، لمواجهة هذا الخطر ولكن لم يتم تنفيذ ذلك حيث كانت هناك ظروف واتفاقيات تحكم الوضع فى سيناء، تنص على تواجد قوات شرطة محدودة وقوات من الجيش موجودة فقط على المنطقة (أ) فقط وظل الموضوع كذلك».
 
وأكمل الرئيس السيسى شهادته التاريخية بقوله: «المؤامرة اتضحت فى عام 2011 فبينما الناس مشغولة فى الميدان كان يتم تخريب مقدرات الدولة المصرية المتواجدة فى شمال سيناء من خلال الاعتداء على الأقسام والمديريات وكل ما يتعلق بمؤسسات الدولة، وتم الإعلان عن ولاية وقضاء شرعى للإرهابيين «على حد تعبيرهم»، مضيفا: «فى يوم 28 يناير 2011 خرجت الأمور عن السيطرة وتحدثت إلى وزير الدفاع آنذاك المشير محمد حسين طنطاوى «رحمه الله» وأبلغته أن مشكلة كبيرة جدا قد تنشأ لو استمر الأمر على هذا الوضع لأنه كان من الممكن للإرهابيين القيام بعمليات عبر الحدود ضد إسرائيل، وكان يمكن لها أن ترد وكان هذا سيمثل مشكلة تؤدى إلى صراع كبير وربما كان هذا هو هدفهم فى النهاية، وكان القرار من المشير طنطاوى الدخول بقوات».
 
وأكد الرئيس السيسىى أنه يروى هذا الكلام «حتى لا نغفل أو ننام على أى شىء داخل مصر وأيضا من أجل الانتباه من أى شىء يمس أمن مصر من الخارج».
ما أشار إليه الرئيس السيسى هو جزء من مخطط كان يستهدف الدولة المصرية، ومحله فى هذا التوقيت «سيناء»، فقد كانت هناك أجزاء أخرى لهذا المخطط التدميرى تشمل العديد من المدن الحدودية، التى أرادت الجماعة الإرهابية أن تحولها إلى بؤر توتر، ونقاط ساخنة على طول الخط، لتكون الباب الذى ينفذون من خلاله إلى الهدف الأكبر بالنسبة لهم، وهو تقسيم مصر، والعمل على تدميرها بشتى الطرق.
 
وقال الرئيس السيسي مخاطبا الشعب المصري «عندما توليت المسئولية عام 2014 كان لدي خياران الأول: أن احملكم الهم ويتم وقف كل الأعمال التنموية ونقوم بحشد إعلامي ضخم على الحرب ضد الإرهاب في سيناء والتي لم تكن بسيطة»، مشيرا إلى أنه لو تم عرض الأفلام التي صورت تلك المواجهات مع الإرهابيين - والتي تم تصويرها عن طريقهم وهي موجودة على مواقع الانترنت- ستشاهدون حجم الخسائر والدمار والخراب الذي وقع على الأرض والمواطنين في سيناء على حد سواء، مشيرا إلى أن هذه الأفلام تظهر بشاعة ما كانت ترتكبه الجماعات الإرهابية وخوفا على مشاعر المواطنين لم نعرض هذه الأفلام.
 
وتابع الرئيس: «أما الخيار الأخر، كان السعى بكل همة وما أوتينا من قدرة لإنهاء المشكلة جنبا الى جنب مع بناء البلاد التي كانت تمر بظروف غاية في الصعوبة وزادت الصعوبة أكثر بعد الفترة من 2011 و2012 و2013، مؤكدا أنه تم اختيار الطريق الثاني، حيث كان أبناؤنا يحاربون في سيناء والبلاد تحارب أيضا في معركة أخرى وهي معركة البناء، وقد نجحنا في إنجاز المهمتين».
 
وقال الرئيس السيسي «إننا عندما قلنا أن الإرهاب اختفى من سيناء أرداوا أن يعودوا من خلال عملية إرهابية ليثبتوا أنهم لا زالوا متواجدين، لذلك يجب علينا الانتباه والحيطة دائما»، مؤكداً على ضرورة أن تكون الدولة المصرية دائما منتبهة وفي يقظة تامة لما يحاك ضدها، وأن يظل «السلاح صاحي» في مواجهة العناصر الإرهابية، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية كانت تكلف الدولة على الأقل كل شهر مليار جنيه ولمدة 90 شهرا أو أكثر بحيث يتم الحساب منذ عام 2011.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة