اللاعب رقم واحد

الأربعاء، 22 مارس 2023 09:43 م
اللاعب رقم واحد
ياسر الهوارى

 
كانت احتفالية "كتف في كتف" حدثا مبهجا، حضورا وتنظيما، يستحق القائمون عليه تحية وتقديرا، للكفاءة والنظام والحرفية الشديدة في إخراج مشهد مبهج أضفى عليه الغرض النبيل من الاحتفالية قيمة مضافة، فلا شىء أعظم من تقديم يد العون للمحتاج في ظل ظروف صعبة.
 
كان اختيار ستاد القاهرة ملفتا وأضاف الحضور الجماهيرى المهيب صورة لا يمكن أن تمحى عن اليوم والمناسبة والغرض، ومن هنا جال على خاطرى المشهد المقبض لنفس مقاعد المتفرجين وهي خاوية على عروشها أثناء لعب مباريات كرة القدم، وهو الغرض الأساسي الذى تم بناء هذا الصرح العظيم من أجله، وعلى الرغم منى قارنت بين بهاء مشهد المدرجات الممتلئة ومشهد الفراغ الصامت حد الموت.
 
ومن هنا ابدأ كلامي عن حال الكرة المصرية الذى تدهور مؤخرا بعد سنوات العز والفخر والتفوق على مستوى المنتخب الوطنى أو الأندية المصرية في سابقة نادرة الحدوث على هذا المستوى، وبهذه الاستمرارية وبهذا الشكل المهين أمام فرق ومنتخبات القارة السمراء، ولا أحسبني متجاوزا إذا قلت إن الفرق المصرية تلعب دائما أمام أقرانها ناقصة اللاعب رقم واحد الأكثر خطورة على المنافسيين، وفوق فقدانه ميزة أمام منافسيه، فقد اللاعب المصرى احساس وجود جماهير وبالتالي يصاب بالرعب ورهبة عندما يلعب وسط جماهير خصومه، كما حدث في مباراة السنغال الفاصلة التي فقد خلالها المنتخب فرصة التأهل لكأس العالم بعد الاحتكام لضربات الجراء وسط أجواء لم يعتد عليها اللاعب المصري للأسف، بعد سنوات طويلة من الاعتياد على لعب كرة قدم صامتة خالية من الروح ومن الحماس الذى يبثه اللاعب رقم واحد في الفريق.
 
المسألة هنا تتخطى حتى الرغبة في حضور مباريات الكرة للاستمتاع، بل يتخطاها الأمر إلى حماية لاعبينا من الفزع أمام المنافسين على ملعبهم، وإعادة سمعة ستاد القاهرة بوصفه -استاد الرعب- الذى يحذر منه المنافسون ويحسبون له ألف حساب.
نعم أثار مشهد المدرجات المتفجرة بالحماسة داخلى الاحساس الشديد بمدى الظلم الفادح الذى تعرض له اللاعب المصري جراء الاعتياد على اللعب وسط أجواء صامته وملاعب بلا روح.
 
وإذا كان الأمر يخص الناحية الأمنية فنجاح احتفالية كتف في كتف وسط هذا الحشد الكثيف وفي حضور رئيس الجمهورية نفسه ومعه كبار رجال الدولة، علامة مبرهنة للقدرة على السيطرة على حضور مباريات كرة القدم، حتى وإن قال البعض إن جمهور الكرة مختلف عن أولئك الذين حضروا الاحتفالية، وهو وإن كان صحيحا في بعض جوانبه فهو ليس مانعا نهائيا تظل فيه ملاعب الكرة ميتة كالقبور.
في النهاية فإن معظم الحضور كانوا من فئة الشباب، ومجموعات الالتراس التي يتخوف الأمن من حضورهم دائما، لكن يمكن التعامل معهم بحرفية كما يتعامل الامن مع اقرانهم في كل بلدان العالم.
 
اشتقنا إلى حضور المباريات، واشتقنا الى تحقيق الانتصارات واشتاق الجميع الى عودة الروح الغائبة عن الملاعب المصرية، واذا كان منع الحضور تم في اوقات استثنائية، فقد حان وقت العودة في وقت تم فيه تحقيق استقرار الأوضاع.
 
واذا كان قرار العودة سيتم اتخاذه إن آجلا او عاجلا فليكن الآن وفورا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق