دينا الحسيني تكتب: "مصر والسعودية" عنوان تضامن ناجح وعلاقات لا تهتز

الإثنين، 03 أبريل 2023 06:00 م
دينا الحسيني تكتب: "مصر والسعودية" عنوان تضامن ناجح وعلاقات لا تهتز
جانب من زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية

تعد العلاقة المصرية السعودية، أحد أهم وأنجح العناوين الحيوية للتضامن العربي المشترك، خاصة أن العلاقات التاريخية المشتركة التى تربط بين القاهرة والرياض، تضم بين جنباتها العديد من المواقف الإيجابية والهامة بين البلدين، خصوصا في أوقات الأزمات والمحن التى لا يخلو أى زمانا منها.

وعلى الصعيد المصري، فإن القاهرة، لا تسمح في أى من الأوقات على مدار التاريخ، باهتزاز علاقتها التاريخية بالرياض، حسبما توهم المتربصين، فمصر والمملكة العربية السعودية، يربطهما مصير مشترك، وخط استراتيجي واحد، وعلى الرغم من الحدود الجغرافية التى تفصل البلدين، إلا أنه على أرض الواقع فإنه لا حدود بين الشقيقتين.

وعلى الرغم من تلك العلاقة الممتدة بين القاهرة والرياض، عبر التاريخ، إلا أنها ازدادت في السنوات الأخيرة، فعلى الصعيد السياسي يُعد التنسيق الكامل والتشاور الدائم هما سمة العلاقات بين البلدين بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها وكل ما يتعلق بها من تهديدات وتحديدات، كانت ولازالت نموذجاً عربياً يحتذى به في مجال العلاقات الدولية، إذ تجمع القاهرة والرياض شركات استراتيجية في ملفات سياسية واقتصادية وأمنية لتصبح السمة الرئيسية لتلك الشراكة هي تطابق الرؤى بين البلدين، من أجل أمن واستقرار المنطقة.

ففي كل موقف أو مناسبة دائماً ما يُقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي الشكر والتحية إلى المملكة العربية السعودية عرفاناً بالجميل لمواقفها التاريخية التي لا تُنسى مع مصر بقيادة حكامها، والتي تجددت مع 30 يونيو 2013 فجاءت مُشرفة وحاسمة ومحورية ضد أي محاولات لمحاربة المصريين.

وقفت السعودية يداً بيد مع مصر في معركتها ضد الإرهاب بعد 30 يونيو2013، وحال هذا التعاون والتنسيق دون سرق الهوية المصرية من قبل جماعة إرهابية لا دين لها ولا وطن، حيث كان السعوديون هم أول من دعموا مصر وساندوها، وأعلنوها بكل محفل دولي أن المساس بمصر هو مساساً بالمملكة.

دعم المملكة العربية السعودية لشقيقتها مصر إبان 30 يونيو 2013، لم يتوقف عند حد الدعم المادي او السياسي ، بل كان هناك دعماً خارجياً لا يقل أهمية، لتوضيح وكشف ما تعرضت له مصر إبان حكم الجماعة الإرهابية، وأهمية ثورة 30 يونيو في تصحيح مسار دولة بحجم مصر، فأرسل الملك عبدالله وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل لباريس، وأعلن من هناك أن الدول العربية مستعدة لتقديم المساعدات لمصر، وقال نصا:" من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها فإن الامة العربية والاسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر،  في اشارة  منه الى تهديد الاتحاد الأوروبي بذلك. 

مازالت برقيات الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين والموقف السعودي بعد 30 يونيو شاهد عيان على عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين القاهرة والرياض، ففي 3 يوليو جاءت البرقية الأولى للملك عبد العزيز لتهنئة المستشار عدلي منصور، رئيس مصر السابق بنجاح ثورة 30 يونيو والتي جاء فيها :" باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي ، نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها ، وإننا إذ نفعل ذلك لندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في جمهورية مصر العربية ، وفي ذات الوقت نشد على أيدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في شخص الفريق أول  عبدالفتاح السيسي ، الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته ، لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الأطراف حقها في العملية السياسية".

وكانت البرقية الثانية أرسلها الملك عبدالله لتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئاسة بعد إجراءات انتخابات رئاسية في مصر والتي قال فيها:" في يوم تاريخي، ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الإسلام والعروبة، يسرنا أن نهنئكم بالثقة الكريمة لشعب أودعكم آماله، وطموحاته، وأحلامه، من أجل غد أفضل".

ويظل موقف السعودية الثابت واضحاً من خلال كلمات الملك سلمان بن عبد العزيز في مجلس النواب المصري عام 2016، وكانت كلماته بمثابة رسالة واضحة  بأن العلاقة بين البلدين خط أحمر، حيث قال:" من دواعي سروري أن أكون معكم اليوم في مجلس النواب المصري الذي يمثل وجه مصر الحضاري.. إن القناعة الراسخة بين الشعبين السعودي والمصري بأن بلدينا شقيقان مترابطان هي المرتكز الأساسي لعلاقتنا على كافة المستويات.. لقد أسهم أبناء مصر الشقيقة منذ عقود طويلة في مشاركتنا بالعمل والتنمية والبناء، ولا يزال بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية يسعد باستضافتهم".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق