ملتقى العصر بالجامع الأزهر يبرز قيمة العفو والتسامح في القرآن

الخميس، 06 أبريل 2023 05:55 م
ملتقى العصر بالجامع الأزهر يبرز قيمة العفو والتسامح في القرآن
منال القاضي

عقد الجامع الأزهر اليوم، فعاليات ملتقى العصر "باب الريان" بالظلة العثمانية، تحت عنوان" حديث القرآن عن التسامح والعفو والصفح الجميل"، بحضور أ.د أبوبكر يحي عبد الصمد، أستاذ أصول الفقه ووكيل كلية الشريعة بالقاهرة، عضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، والدكتور أحمد نصر الدين محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدار الملتقى الشيخ أحمد عبد الله عبد البديع، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.
 
قال الدكتور أبوبكر يحي عبد الصمد، أستاذ أصول الفقه، إن العفو من الأخلاق الحميدة التي أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم المسلم بالتحلي بها، حيث وردت آيات كثيرة في ذكر العفو والصفح والترغيب فيهما، ومنها قوله تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا"، موضحا أن هذه الآية نزلت في سيدنا أبو بكر الصدِّيق، حين حلف ألا ينفع مِسْطَح ابن أثاثة بنافعة بعدما قال في السيدة عائشة ما قال، فلما أنزل الله براءتها، شَرَع تبارك وتعالى، أن يعطِّف أبوبكر الصدِّيق على قريبه ونسيبه بعد أن تاب الله عليه، وهو مِسْطَح بن أثاثة، حيث كان مسكينًا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر، رضي الله عنه،وكان الصديق رضي الله عنه معروفًا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب.
 
وأضاف أستاذ أصول الفقه، أنه لما نزلت هذه الآية إلى قوله: أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" أوضحت أنَّ الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك، فعند ذلك قال الصديق: بلى، والله إنَّا نحبُّ -يا ربنا -أن تغفر لنا. ثم رَجَع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا، في مقابلة ما كان قال: والله لا أنفعه بنافعة أبدًا.
 
وأوضح الدكتور أبو بكر أن الله تعالى ذكر في الآية السابقة مراتب ثلاثة للعقوبات، وهي العدل، والفضل، والظلم، فمرتبة العدل: جزاء السيئة سيئة مثلها، لا زيادة ولا نقص، ومرتبة الفضل: العفو والإصلاح عن المسيء، مبينا أن الله تعالى شرط  في العفو الإصلاح فيه؛ ليدلَّ ذلك على أنَّه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورًا به، وأما مرتبة الظلم: فقد ذكرها تعالى بقوله: "إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" الذين يجنون على غيرهم ابتداءً، أو يقابلون الجاني بأكثر من جنايته، فالزيادة ظلم.
 
من جانبه أكد الدكتور أحمد نصر الدين، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن العفو والصّفح خلق من أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم خير من علمنا العفو عمن ظلمنا، حيث صبر على إيذاء قومه حين بالغت قريش في أذاه صلى الله عليه وسلم ثم أخرجته من بين أهله وعشيرته، ورغم ذلك كان يقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»، كما عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة يوم فتحها، فقال: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: أخ كريم وأبن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أذهبوا فأنتم الطلقاء".
 
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة