مصر تسعى لاستضافة مركز تميز المنظمة العالمية

أعرب الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عن تقديره الشديد للجهود المصرية، في التصدي للتحديات الصحية، في ظل الأزمة السودانية، وتسخير الإمكانيات المصرية لدعم ورعاية المواطنين السودانيين، جنباً إلى جنب، مع رفع درجات الاستعداد، وتكثيف أعمال الرصد على الحدود المشتركة؛ مؤكداً ضرورة التعاون مع مصر، لضمان الأمن والاستقرار الصحي في المنطقة التي تشهد تحديات سياسية، ستنعكس بلا شك على الوضع الصحي.

جاء ذلك، خلال لقاء الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، مع الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بمقر المنظمة، بحضور السفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة بجنيف، على هامش الاجتماع الـ76 لجمعية الصحة العالمية؛ حيث أعرب أدهانوم، عن تقديره لجهود وزارة الصحة المصرية، نحو الاتجاه الاستراتيجي الصحيح، في تطوير وحدات الرعاية الأولية، ومد خدماتها لجميع المناطق في مصر؛ مرحباً بالتعاون مع مصر، لإنجاز هذا المشروع الطموح، بالإضافة إلى دعم المنظمة لرفع مستوى الكوادر الفنية الصحية، واستعداد المنظمة لإرسال فرق من الخبراء في ذلك المجال، لتبادل الخبرات مع الجانب المصري.

وتجدر الإشارة إلى أن 54 مليار جنيه، مخصصات موازنة قطاع الصحة، في مصر، في عام 2021، ارتفاعاً من 2.7 مليار جنيه، في عام 2013؛ وذلك، وفقاً لما ورد في كلمة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في 14 سبتمبر 2021، خلال إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، النسخة الثانية عشرة من التقرير الوطني للتنمية البشرية في مصر «التنمية حق للجميع.. مصر المسيرة والمسار».

وكان الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، قد استهل اللقاء مع الدكتور تيدروس أدهانوم، بنقل رسالة شكر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمدير عام منظمة الصحة العالمية، على مواقفه النبيلة، ودعمه غير المحدود لدول القارة الأفريقية بشكل عام، ومصر بشكل خاص، في ظل علاقات الصداقة القوية بين المدير العام للمنظمة، والرئيس السيسي؛ كما وجه الدكتور خالد عبد الغفار، دعوةً رسميةً لمدير عام منظمة الصحة العالمية، لحضور فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية، والذي يعقد في مصر، خلال الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر 2023.

وزير الصحة والسكان، ناقش مع مدير عام منظمة الصحة العالمية، العديد من ملفات التعاون المشترك بين مصر والمنظمة، وفي مقدمتها تحديث الملف المصري المقدم للحصول على إشهاد منظمة الصحة العالمية، بالقضاء على فيروس «سي», والدور الذي تقوم به مصر للحفاظ على ذلك الإنجاز التاريخي، الذي أهلها لتكون أول دول العالم في الحصول على الإشهاد؛ كما تم التطرق إلى التزام مصر بالعمل الجاد مع خبراء منظمة الصحة العالمية، بعد اختيار مصر كأحد المقرات الإقليمية الستة بالقارة الأفريقية، والمؤهلة لإنتاج لقاحات «الحامض الرسولي»، مع التطور المستمر في جاهزية خطوط الإنتاج التي تفقدها مدير عام المنظمة في أحد المصانع المصرية، خلال زيارته إلى مصر في أكتوبر من عام 2022.

وثمن وزير الصحة والسكان، جهود الدكتور تيدروس أدهانوم، و الدعم القوي لمصر في الحفاظ على خلوها من فيروس شلل الأطفال، بتدريب كوادر وزارة الصحة، إلى جانب الدعم التقني المتميز، إلى جانب دعم مصر بملايين الجرعات من لقاح شلل الأطفال الفموي، والذي استخدم في العديد من الحملات القومية الناجحة، لتأمين وضع مصر الصحي، في ظل التحديات الصحية التي تشهدها دول المنطقة، وانخفاض معدلات التمنيع ضد شلل الأطفال في تلك الدول؛ في حين تمت مناقشة التوجه المصري لتطوير الوحدات الصحية بشكل كامل، بنهاية عام 2024، لتصبح أكثر قدرة على استقبال المرضى، من خلال تجهيز العيادات التخصصية، وتحديث قائمة الأدوية؛ وأطلع الوزير، مدير عام منظمة الصحة العالمية، على توجه وزارة الصحة والسكان، لتطوير المعاهد الفنية الصحية ومعاهد التمريض، مع رفع مستواها العلمي والتقني، لتتماشى مع المعايير العالمية؛ حيث طلب الدكتور خالد عبد الغفار، دعم منظمة الصحة العالمية، المباشر، في مراجعة المناهج العلمية ومناهج التدريب، لتكون ذات مواصفات قياسية تنتهي بتخريج كوادر قادرة على دعم المنظومة الصحية الوطنية والإقليمية والعالمية بشكل متميز.

هذا، وناقش الدكتور خالد عبد الغفار، مع مدير عام منظمة الصحة العالمية، المقترح المصري الذي عرضه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع الدكتور تيدروس أدهانوم، في شهر أكتوبر 2022، بأن تستضيف مصر أحد مراكز التميز الخاصة بالمنظمة، لتكون ذراعاً تقنياً للمنظمة في دعم الاستقرار والأمان الصحي؛ كما اقترح وزير الصحة والسكان، للتعاون مع منظمة الصحة العالمية، من خلال المبادرة العالمية لسرطان الأطفال، التي اطلقتها المنظمة، والتي تتطلع مصر للاستفادة منها لعلاج مختلف أنواع السرطانات التي تصيب الأطفال، بأفضل وأحدث الخطوط العلاجية.