البحث عن الدكتور عادل سليمان "2-1"

الإثنين، 22 مايو 2023 02:29 م
البحث عن الدكتور عادل سليمان "2-1"

قرأت في الأسابيع الماضية كتابين عن شيخ العربية الشيخ الأستاذ محمود شاكر، هما "رسيس الهوى" للدكتور عبد الرحمن بن حسن قائد، و "ظل النديم" للأستاذ وجدان العلي، وقد تواتر في الكتابين الطيبين الثناء على الأستاذ الدكتور عادل سليمان جمال.
 
وكان أخي الكريم الأستاذ الدكتور فهر شاكر قد تفضل وأهداني قبل سنوات جمهرة مقالات والده الكريم الشيخ الأستاذ محمود شاكر التي أعدها وقدم لها تلميذه وصفيه الأستاذ عادل.
 
يومها سعدت بالهدية الكريمة وخجلت من سؤال الدكتور فهر عن الدكتور جمال، زاعمًا لنفسي بأن الأمر بسيط هين، فمتى أردت معرفة الدكتور جمال فسأعرف، فما هى إلا لمسة لمفتاح الاتصال بشبكة الإنترنت حتى تنهمر المعلومات الذهبية عن حياة الأستاذ الدكتور جمال.
 
ثم مضت السنون ولم أكتب عن الجمهرة شيئًا، فلا كتابة تقوم مقام متعة قراءة الشيخ شاكر ولا كتابة تستطيع التعبير عن مقام الشيخ شاكر، ومن وجد في نفسه القدرة على الغوص في بحر شاكر فسيظفر بكنوز لم يكن يحلم يومًا بامتلاكها.
 
إن صلح كلامي هذا تبريرًا لعدم الكتابة عن جمهرة مقالات شاكر، فهل تراه يصلح تبريرًا للجهل بالعلامة الأستاذ الدكتور عادل سليمان جمال؟
تحمست بعد قراءة الكتابين اللذين أشرت إليهما في صدر كلمتي، فدخلت عالم الإنترنت، فلم أجد شيئًا عن الدكتور عادل، غاظني عجزي وعجز الشبكة، فهرعت لمهاتفة الدكتور فهر، فكانت كل هواتفه غير صحيحة، فكتبت للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض الذي رد قائلًا: لا أعرف عن حياة الدكتور عادل شيئًا.
 
ثم تفضل الدكتور إبراهيم وأهداني هاتف الدكتور أحمد هريدي، ولكن كان الهاتف مغلقًا دائمًا، ثم تحدث الدكتور إبراهيم مع الدكتور محمد جمال صقر، الذي قال تحدثوا مع فهر!
 
لجأت إلى أخي الكريم الأستاذ الدكتور محمد الطناحي الذي دلني على حساب الدكتور عادل على الفيس بوك، كان الحساب شبه مهجور فليس عليه سوى تهاني بعيد ميلاد الدكتور عادل، المولد في الرابع عشر من مايو من العام 1937. 
 
ذكرت حالة الحساب للدكتور محمد الطناحي فتكرم وأهداني ورقتين بهما معلومات وبيانات أساسية تخص الدكتور عادل ولكن لا شيء عن حياته وأحداث عمره.
تقول البيانات: "حصل الدكتور عادل على الليسانس الممتازة من قسم اللغة العربية، كلية الآداب جامعة القاهرة 1959 وماجستير في الآداب بدرجة الامتياز 1964 من قسم اللغة العربية، كلية الآداب جامعة القاهرة: عنوان الرسالة: "شعر الأحوص الأنصاري"، إشراف الدكتور شوقي ضيف.
 
وحصل على الدكتوراه في الآداب مرتبة الشرف الأولى، من قسم اللغة العربية، كلية الآداب جامعة القاهرة 1970، وعنوان الرسالة: "الحماسة البصرية.. تحقيق ودراسة"، إشراف الدكتور شوقي ضيف.
 
أصبح الدكتور عادل أستاذًا مساعدًا بقسم الدراسات العربية، الجامعة الأمريكية 1962 – 1975.
 
ثم أصبح أستاذًا زائرًا بقسم دراسات الشرق الأدنى، جامعة بركلي بولاية كاليفورنيا 1971 – 1975.
 
عمل أستاذًا مشاركًا بجامعة أيرزونا بالولايات المتحدة الأمريكية 1975 – 1980 ثم أستاذًا للأدب العربي بنفس الجامعة 1980 – 2014.
 
ثم مديرًا لـ "مركز ودراسات الشرق الأوسط" بجامعة أيرزونا 1981 – 1982، ومديرًا لقسم الدراسات العربية والإسلامية، جامعة زايد، دولة الإمارات العربية وعمل مديرًا مركز اللغة العربية، بنفس الجامعة 2001-2004.
 
ومن الجدير بالذكر أن عمدة مدينة توسان منح الدكتور عادل وسام المدينة من الدرجة الأولى 1981 اعترافا بجهده كرئيس مجلس أمناء مسجد توسان في نشر سماحة الإسلام، وقد كرم زملاء الدكتور عادل جهوده في الدراسات الأدبية فأهدوا له كتاب "دراسات أدبية لغوية" قدم له الدكتور جابر عصفور، وطبعته مؤسسة الخانجي 2011.
 
كما أهدى له زملاؤه في جامع زايد بالإمارات المتحدة كتاب "دراسات عربية وإسلامية" نشرته مكتبة الآداب بالقاهرة 2014 قدم له المرحوم الأستاذ أبو همام عبد اللطيف عبد الحليم.
 
وبمناسبة التقاعد سنة 2014 أنشأ القسم والكلية منحًا باسم الدكتور عادل تستعمل حصيلتها لإعطاء منح سنوية للطلاب المتقدمين في دراسة اللغة العربية لمتابعة تقوية مستواهم. وهو شرف لم يحظ به أي عضو تدريس في الجامعة.
 
حقق الدكتور عادل جمال أربعة كتب: شعر الأحوص الأنصاري ثلاث طبعات، ديوان شعر حاتم الطائي وأخباره ثلاث طبعات، المنتخب في محاسن أشعار العرب جزءان، الحماسة البصرية أربعة أجزاء، مع مقدمات دراسية وافية.
 
وحاز الكتابان الأخيران على جائزة مجمع اللغة العربية بالقاهرة. كما جمع مقالات الأستاذ محمود شاكر رحمه الله جزءان، ثلاث طبعات وأيضاً مجموع شعر الأستاذ شاكر بعنوان "اعصفي يا رياح وقصائد أخرى" طبعتان، ثم أشرف على كتاب أهدي للأستاذ حسين نصار بمناسبة بلوغه الخامسة والسبعين وقدم له وساهم فيه بمقال.
 
وقام الأستاذ زكريا عناني والدكتور أحمد سليم بالإشراف على جمع مقالات الدكتور عادل المنشورة باللغة العربية وصدر لها الدكتور زكريا عناني.
البيانات والمعلومات الأساسية لا غنى عنها، ولكن أين الحرارة؟
 
الدكتور عادل رجل حار، قال إنه صعيدي، وقرأت أنه ولد بالإسكندرية!
 
أين دفء الأسلوب وتدفق البيان؟
 
أين رحلة الشقاء التي قطعها مذ تتلمذ على يد الشيخ شاكر حتى وصل إلى ما وصل إليه من مكانة في الغرب حيث يقيم بأمريكا؟
 
حزين لأني لم أصل إلا إلى القشور، ويبقى الدكتور عادل كشيخه الأستاذ شاكر خير معبر عن نفسه، وسنترك له المساحة في الأسبوع المقبل بإذن الله، ليحدثنا عن رحلته مع شيخه الأستاذ شاكر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق