في أزمة السودان.. مصر تدعم الحلول الأفريقية لتسوية الخلافات والتنمية في القارة السمراء

عكست رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمة مصر في قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي ، التي عقدت صباح اليوم بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لبحث الأوضاع الراهنة في السودان ، صحة الرؤية المصرية بضرورة حل المشكلات والخلافات بحلول أفريقية خالصه ، وأن الأمن في القارة مرتبط بعدم التدخل من الخارج ، وأن الاستراتيجية التي تبنتها مصر منذ رئاستها للاتحاد الأفريقي وحتى بعد انتهاء مدته ، كانت ولا تزال قائمة على السير في طريق التنمية وإعادة الإعمار من خلال الحوار الأفريقي - الأفريقي ، وأن علاقة القارة بدول العالم هي علاقة تكاملية تقوم على المساواة والشراكة واحترام إرادة الشعوب وسيادة الدول ، وليست علاقة الوصاية.

واستعرض الرئيس السيسي ، خلال القمة ، الجهود المصرية لإنهاء الأزمة في السودان ، والتي تقوم على عدد من المحددات والثوابت ، أبرزها ضرورة التوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار في السودان ، وضرورة الحفاظ علي مؤسسات الدولة الوطنية  في السودان والتي هي الضمان الأساسي لحماية الدولة ، وأن هذه الجهود تتكامل مع المسارات الإقليمية ذات الصلة بما فيها الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وشدد على أن مصر هي الأكثر تضررا من الأزمة في السودان ، والأكثر حرصا على انهائها بأسرع وقت ممكن ،  وأن مصر ألتزمت بمسؤولياتها في هذا الصدد  باعتبارها دولة جوار رئيسية لجمهورية السودان ، وقامت باستقبال نحو 150 ألف مواطن سوداني حتى الآن ، إضافة إلى استضافة نحو 5ملايين مواطن سوداني ، يعاملون كمواطنين ، وأنه لا بديل عن التنسيق مع دول الجوار لحل الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار في السودان .

كما شدد الرئيس على أن النزاع في السودان هو أمر يخص الأشقاء السودانيين ، وأن دورنا كأطراف إقليمية هو مساعدتهم على وقفه وتحقيق التوافق بينهم ، وأن مصر تؤكد احترامها لإرادة الشعب السوداني وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مؤكداً أيضاً على أهمية عدم السماح بالتدخل الخارجي في أزمتها الحالية ، وأن التداعيات الإنسانية للأزمة السودانية تتجاوز حدود الدولة وتطال دول الجوار التي يلزم التنسيق معها بشكل وثيق.

ودعا رئيس جمهورية مصر العربية وكالات الإغاثة والدول المانحة إلى تقديم الدعم اللازم لدول الجوار حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم الدعم للسودانيين ، مشيرًا إلى أن استقرار السودان والحفاظ على وحدة أراضيه وتماسك مؤسساته ستكون لها نتائج إيجابية بالنسبة للسودانيين وجميع الأطراف الإقليمية.