نظرة لمسجد الحسين يا وزير الأوقاف

السبت، 03 يونيو 2023 04:48 م
نظرة لمسجد الحسين يا وزير الأوقاف
عصام الشريف

 
في الرابعة فجرا أثناء عودتي إلى منزلي، اتصلت بأحد الأصدقاء للاطمئنان عليه، وهو من عادته السهر حتى الفجر، فوجدته لم يعد إلى منزله بعد، فعرضت عليه أن نلتقي ونذهب لصلاة الفجر في مسجد الحسين فرحب جدا، وبالفعل التقينا في ميدان التحرير وذهبنا سويا إلى منطقة الأزهر، ووصلنا مسجد الحسين، ولم نكن على وضوء، فقد قضى كلانا معظم يومه حتى الساعات المتأخرة في العمل، فسألنا أحد أفراد الأمن عن مكان الوضوء فأشار إلى مكان يبعد 300 متر تقريبا، فذهبنا إليه لنجده مكانا صغير جدا، يجمع بين مكاني قضاء الحاجة والوضوء، كما كان غير صالحا للاستخدام الآدمي ولا يليق برواد المسجد الأثري ولا بطبيعة المكان الروحانية، فسألت أحد أفراد الأمن عن حمامات المسجد نفسها ومكان الوضوء، لاسيما وأنني بحكم عملي الصحفي كنت أعلم أن المسجد لم يمض وقت طويل على تطويره وإعادة افتتاحه، فماذا حدث؟ فصدمني بأن هناك صيانة لحمامات السيدات منذ 27 رمضان، قبل أن تلحق بها حمامات الرجال هي الأخرى التي تم غلقها من أسبوعين تقريبا.
وإذا ما انتهينا من الصلاة تبادلت مع صديقي عبارات الدهشة والعجب، إذ كيف لمكان بهذه القيمة الدينية والتاريخية والسياحية، يأتيه الناس من كل أنحاء العالم لزيارة ضريح سيدنا الحسين والتبرك به وتفقد معالم المسجد التاريخية، ثم يكون بدون حمامات وكأنه مجرد مسجد في حارة ضيقة لا يأتيه إلى بضع أفراد في كل صلاة؟
ألا يعي وزير الأوقاف أن هذا المكان مخصص للسياحة الدينية في الأساس وبالتالي كان من الضروري توفير مكان للمصلين لإسباغ الوضوء فيه والتهيؤ للصلاة، لاسيما وقد وجدت بالمسجد يومها الكثير من الجاليات الأجنبية الإسلامية، الذين أتوا من أجل أداء الصلاة؟ ألم يخطر على بال مجلس إدارة المسجد بأن يكون التطوير والصيانة في وقت واحد من أجل راحة رواد المسجد ومن أجل صورة السياحة الدينية في مصر؟ 
وبعد يومين تقريبا من هذه الواقعة، وبينما كنت أروي ما حدث لأحد الأصدقاء، لفت نظري إلى أن جميع منطقة الأزهر والحسين، بما فيها شارع المعز، تحتاج إلى ثقافة أخرى جديدة لتحقيق الاستفادة منها، وخص بالذكر شارع المعز، الذي أصبح مزدحما بالدراجات البخارية (الموتوسيكلات)، التي يقودها مراهقون وشباب، ويسيرون بسرعة كبيرة ويطلقون أبواق مركباتهم وكأن الشارع طريقا سريعا، دون أن يعلموا أن هذا الشارع من الأماكن القليلة جدا في مصر التي تعتمد على "سياحة المشي"، وهي سياحة أصبحت مفضلة لكل السائحين في كل دول العالم، بل وتقوم عليها السياحة في دول كاملة، مثل المغرب على سبيل المثال، والأمر لا يقف عند مستقلي الدراجات البخارية، بل هناك أيضا في الشارع نفسه شباب لا يتجاوز عمرهم العشرين عاما ربنا، ويلاحقونك في كل خطوة تخطوها، عارضين عليك التقاط صورة لك ولأسرتك، وبالطبع هم يفضلون السياح أكثر فيبدأون في مضايقاتهم، دون أن يفهموا أن ثقافة سياحة المشي هي الهدوء وعدم تعرض أحد لك.
نحتاج لوقفة جادة في ما يخص منطقة الحسين الأثرية، سواء المسجد نفسه أو خان الخليلي أو شارع المعز، وحتى الحارات القديمة داخل المنطقة، جميعها يجب أن تحظى باهتمام وجهد أكبر، فهي مناطق تتمنى أي دولة في العالم أن تمتلك نصف تاريخها فقط، بينما نحن لدينا وفرة في كل مقومات السياحة ولا نعرف كيف ندير هذا الملف الهام على الوجه الأمثل!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة