ذكرى 30 يونيو العاشرة.. لماذا هتف المصريون "انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي"؟

سنة واحدة كانت كفيلة بكشف الإخوان، وإثبات أننا إزاء جماعة مفلسة لا تملك أى رؤية وطنية ولا رغبة حقيقية فى العمل لصالح مصر والمصريين، وتزيد على ذلك بتاريخ إجرامى طويل، وواقع أسود لم يتورع عن التلويح بالعنف واستخدامه ضد خصومها، فى التحرير والاتحادية والمقطم وفى شوارع المحافظات وميادينها، فلم يجد المصريون أمامهم من أجل التخلص من التنظيم المتطرف وسياساته العدائية تجاه الوطن والمواطنين إلا إعلان الثورة، والاستنجاد بالمؤسسات الوطنية لحمايتهم من مخالب الجماعة الإرهابية وتهديداتها المتصاعدة لخصومها، ومن هنا كان الاحتماء بالشرطة والجيش، وجاء الهتاف الشهير والمعبر: "انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي".

جلب وصول جماعة الإخوان إلى السلطة في مصر عام 2012 العديد من التساؤلات حول الأهداف الخبيثة للجماعة وحلفائها من قيادة واحدة من أكبر وأهم الدول في المنطقة وسعيهم الدؤوب للسيطرة على القاهرة وتحويلها إلى "وكر" لهم،  لكن سرعان  تنبه المصريون لمخططاتهم التي ظهرت بمحاولاتهم للسيطرة على مفاصل الدولة كافة وأخونتها، ومعاقبة معارضيهم بالسجن، بالإضافة إلى الأزمات اليومية التي شعر بها  المواطن، تغيير هُوية مصر الثقافية، الأزمات مع القضاء، تدهور الوضع الاقتصادي، خلق بؤرة إرهابية جديدة في سيناء.

ومع هذه الأحداث وتحديداً في 26 إبريل 2013، أعلن عدد من القوى الشابه عن انطلاق "حركة تمرد"  لسحب الثقة من نظام الإخوان، كتب فيها عدد من المطالب التي تثبت فشل الرئيس الإخواني وجماعته في الإصلاح، حظيت الحملة الشبابية بتأييد كبير من كافة قوى الشعب وسياسيهم، حتى بلغ عدد التوقيعات 22 مليون توقيع على الوثيقة التي تم إطلاقها قبل أسابيع، ليكون الحراك الشعبي الخطوة التالية في مسيرة جمع التواقيع، وينجح المصريون بفضل دعم قواتهم المسلحة بقيادة وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي في الإطاحة بالإخوان من حكم البلاد في 3 يوليو 2013.

مع الإطاحة بالإخوان، خاضت مصر تحديات كبيرة ضد إرهاب الجماعة أولاً، حتى نجح الجيش والشرطة في السنوات التالية في القضاء عليه، لتكون ثورة 30 يونيو بداية عهد جديد مع مصر بدأ عبر مرحلة جديدة من البناء والتنمية مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، واصبح هناك إجماع شعبي على أن ثورة 30 يونيو مثلت نموذجا فريدا في تاريخ الثورات الشعبي، حيث جسدت معاني وقيم ثمينة، وأهمها قدرة الشعب المصري على تجاوز التحديات التي يتعرض لها، التي لم يكن من الممكن التغلب عليها إلا بوحدتهم وتماسكهم الوطني لاستعادة الهوية الوطنية لمصر.