في ذكرى ثورة 30 يونيو

الأحد، 02 يوليو 2023 10:30 م
في ذكرى ثورة 30 يونيو
عصام الشريف

 
عشرة أعوام مضت على ثورة الثلاثين من يونيو، وهي فترة تتيح الدراسة الهادئة والمتوازنة لأحداث جسام كادت أن تقضي على الدولة المصرية، التي تحولت قبل هذه المناسبة إلى شبه دولة، انحدر فيها كل شيء إلى درجة الدونية، وكان أخطر شيء هو حالة الضياع وفقدان الثقة من قبل الشعب في كل مؤسسات الدولة، بل قل في الدولة المصرية نفسها، وكثرت التكهنات حول مصير هذه الأمة، وكانت أكثر السيناريوهات تفاؤلا تتوقع اندلاع حرب أهلية.
 
قبل أيام من يوم 30 يونيو كانت الاحتمالات تتزايد بشأن ما سوف يحدث في هذا اليوم الذي أعلنته حركة تمرد لخروج المصريين إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم القاطع لحكم جماعة الإخوان الإرهابية التي فعلت كل شيء في عامها الأول، ولعل أسوأ ما فعلته هو التحالف مع جماعات الإرهاب في سيناء ضد الجيش المصري العظيم، ولا ينسى أحد كلمة رئيسهم المعزول "نتمنى السلامة للخاطفين والمخطوفين"، حقا كانت مصر قد بدأت في التحول لدولة كوميدية لا مكان فيها إلا السخرية من كل شيء.
 
ولم يكن أحد يعلم ما سوف يحدث تحديدا، كانت الاحتمالات تفوق حدود التوقعات، فماذا سيفعل الجيش وقتها في حالة الانقسام الصعبة التي وصلنا إليها؟ وهل سيترك الشعب يعبر عن موقفه من الإخوان ويقرر مصيره؟ أم سيكون هناك سيناريوهات سياسية ربما أدت إلى وجود دولتين أو قوتين في الشارع المصري؟ 
 
لكن في الأيام القليلة التي سبقت اليوم الموعود، وفي إحدى المظاهرات التي قمنا بها لحث الشعب المصري على النزول، تفاجئنا بالسيدات أمهاتنا في منطقة السيدة زينب، وهن بهتفن بحماس، ويخبرننا بأنهن معنا في يوم 30 يونيو، ووقتها فقط تأكدت من نجاح الثورة واختفت من قلبي جميع السيناريوهات المظلمة.
 
وبالفعل وفي يوم الثلاثين من يونيو سيطرت الأسرة المصرية، تقودها الأم والزوجة، على المشهد الغاضب في كل ميادين مصر، ولم يكن هناك أي مجال للتراجع بعد خروج أعداد غير مسبوقة، وحتى بعد مهلة المجلس العسكري للقوى السياسية والنظام الحاكم، كنت على يقين تام من نجاح ثورتنا العظيمة، حتى مع أحاديث الإخوان المضللة في قنواتهم بأن الجيش يقف مع الرئيس، الذي سقطت شرعيته مبكرا مع توقيع ملايين الاستمارات الرافضة لحكمه هو وجماعته، لكن كان الإخوان وحدهم يعتبروه رئيسهم الشرعي، حتى ولو لم يكن رئيسا لكل المصريين.
 
اليوم وبعد 10 أعوام من هذه الذكريات، لا يمكن لمراقب مثلي لهذه الأحداث سواء بالمشاركة فيها أو صنع أحداثها، إلا أن أرد الجميل لأصحابه، وصاحبه الأول هو الشعب المصري العظيم، الذي لم تكن بطولته فقط في الإطاحة بحكم الإخوان، ولكن الدور الأهم هو الذي لعبه طوال هذه السنوات التي تلت معركة المصير والهوية في 2013، وتحمله الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ودفاعه عن خياراته من أجل الهوية الدينية والحضارة المصرية التي كان الإخوان يسعون للقضاء عليها وإقامة حضارتهم المزعومة على أنقاض مكتسبات المصريين في آلاف السنوات.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق