دينا الحسيني تكتب: عقيدة حسن الجوار.. القاهرة حارس التهدئة المخلص فى إطفاء حرائق السودان

الخميس، 13 يوليو 2023 08:00 م
دينا الحسيني تكتب: عقيدة حسن الجوار.. القاهرة حارس التهدئة المخلص فى إطفاء حرائق السودان
قمة دول جوار السودان

في علاقاتها الدولية على طول الخط، التزمت مصر بمبدأ حسن الجوار، وكان ذلك واضحًا في أوقات السلم مع جميع الدول، وفي أوقات التوتر مع ليبيا والسودان كنموذج ومع حوض البحر الأبيض المتوسط، وتجلى هذا مجدداً في السودان، لأنها منذ اندلاع الأزمة في إبريل الماضي حافظت القاهرة على رؤية متوازنة ومحايدة في التعامل مع الطرفين والتواصل معهم وعدم الانحياز لطرف عن الاخر.

خلال الأزمة السودانية، ركز موقف مصر الأساسي منذ البداية على ما يحدث باعتباره شأنًا داخليًا محصنًا لدى السودانيين، وتوجهت أدوار جميع الأطراف لمساعدة السودانيين في إيجاد الحلول منهم وليس لفرض حلول خارجية عليهم، مصر اتخذت نفس الموقف في التعاطي مع الأزمة الليبية واليمن وسوريا قبلها وفي كل النطاقات المحيطة، وهذا دائما تفعيل من قبل مصر لمبدأ حسن الجوار حتى مع الدول التي نصبت لنا العداء، لم نخالف مبدأ حسن الجوار معهم في الوقت الذي انتهكوه فيه.

منذ البداية تعاملت مصر مع أزمة السودان باعتبارها شأناً داخلياً، انطلاقاً من ثوابت السياسة الخارجية المصرية بعد 30 يونيو 2013، والتي تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول واحترام إرادة الشعب، ومن خلال قمة دول الجوار للسودان، أكدت مصر دعمها لإنهاء الصراع مع الحلول السودانية السودانية دون تدخل خارجي، ووقف إطلاق نار شامل ومستدام لا يقتصر على الأغراض الإنسانية، ومعالجة أسباب الصراع، ومساعدة السودان على تجاوز الصراعات والتقدم نحو الاستقرار والبناء.

الشراكات السياسية، والمصالح الاقتصادية، والشراكات من أضرار الحرب، والنزوح أو الضغط على موارد الدول المجاورة للسودان مع اللاجئين، وكذلك التهديدات الأمنية لعبور المقاتلين والأسلحة، كلها دوافع تظهر للدول المجاورة للسودان مصلحة مباشرة في تهدئة الوضع في السودان، لأن الصراع يهدد بالدرجة الأولى اقتصاداتهم ، ومن وجهة النظر هذه، ومن حيث الروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية، فإن دول الجوار للسودان وعلى رأسها مصر هي الدول الأكثر نقاءً والأكثر نية سليمة في التعامل مع السودان، وما يمر به من أحداث وتوترات تؤثر سلباً على تحقيق طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، ولأن أي توتر في السودان له انعكاسات سلبية على دول الجوار للسودان، على عكس الأطراف الإقليمية والدولية التي قد تكون مهتمة بالتهدئة ، لكن لها مصالح أخرى قد تتعارض مع التهدئة أحيانًا ، وفي النهاية إذا تطور الأمر في السودان لأبعد حد من الاشتباك، فلا تتأثر هذه الأطراف بالبعد الجغرافي و لقدرتها على تأمين مصالحها بعيدًا عن دائرة الصراع، لكن دول الجوار هي الأقرب إلى الأزمة ولديها مصلحة حقيقية في التهدئة، وبالتالي نواياها الصادقة لا شك فيها، وأي تحرك من جانبهم يفترض أن يتم التعامل معه في إطار تقييم جاد وعاقل، والهدف منها أنها تحرك نوايا صافية لغرض واستقرار السودان أولا وقبل كل شيء.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق