المستقبل الغامض.. ماذا يحدث في العالم؟

السبت، 19 أغسطس 2023 05:10 م
المستقبل الغامض.. ماذا يحدث في العالم؟
عصام الشريف

 
لم يعد الحديث عن تدمير العالم بفعل الظواهر الطبيعية، التي من بينها تغير المناخ أو اصطدام كويكب عملاق بالأرض أو انتشار وباء لا قدرة للبشر على مواجهته، مجرد رفاهية أو شيء ما زال بعيدا أو من قبيل الخيال، فيبدو أن الأرض التي نعرفها بظواهرها الطبيعية والمناخية قد دخلت مرحلة الحسم، مع وجود بوادر ومؤشرات قوية على بدء حدوث ظواهر تقرب الأرض من نهايتها، أو على الأقل تقضي على حضارتنا لتفسح المجال أمام عصور جديدة بمخلوقات أخرى.
 
جميعنا في مصر يذكر الموجة الحارة التي ضربت البلاد في شهر يوليو الماضي، لكن على مستوى عالمي كان الأمر أكثر خطورة ولا يزال العالم يعاني حتى اليوم من الظواهر الناجمة عن التغيرات المناخية، إذ تشهد كندا وإيطاليا واليونان وإسبانيا ودول في أمريكا الجنوبية حرائق غابات واسعة النطاق، بينما تعاني الصين من أعاصير وأمطار لم تشهدها منذ عقود طويلة، في حين بدأ جليد القطب الشمالي في الذوبان، وكل هذا مجرد بداية هادئة فقط لما يمكن أن يحدث بسبب التغيرات المناخية.
 
نتذكر كثيرا من أفلام الخيال العلمي، التي تنبأت بمصير كوكبنا، فطورا يتم تدميره من خلال نيزك، وتارة أخرى من خلال وباء يفتك بالبشر، وفي أعمال أخرى بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بقيم أعلى من النسب الآمنة، وكل هذا مجرد مؤشرات لما يمكن أن يحدث بالفعل، وهي أفلام لا تندرج تحت بند الخيال فقط، إذ لها دلالات علمية تبنى عليها الحبكة الدرامية، لكن تبقى إمكانية حدوثها حقيقة علمية غير مستبعدة بالمرة.
 
كان القرن الماضي، قرن الحروب وتكون الامبراطوريات والحروب العالمية، وهو ما دفع البشر وقتها للتحذير من إمكانية انتهاء عصر الإنسان على الأرض في واحدة من هذه الحروب، لاسيما مع استخدام الأسلحة النووية والهيدروجينية والكيماوية، وغيرها، لكن يبدو أن كل ما حدث في القرن الماضي، لا تقارن خطورته بعصرنا الحالي، فالضربات والتهديدات تأتي من خارج الإنسان هذه المرة، وإن كان هو المسؤول عنها، لكن لا يمكن وقفها أو حتى مجرد التنبؤ بها.
 
هذا الصيف شهدنا ذروة ارتفاع درجات الحرارة، وبالمناسبة فجميع هيئات الأرصاد على مستوى العالم لم تتنبأ بهذه الموجة الحارة العالمية، واقتصر دورها فقط، في أفضل الأحوال، على تفسيرها، دون قدرة حتى على توقع موعد نهايتها، وبالفعل ظلت الموجة ممتدة لأسبوعين، رغم أن توقعات الأرصاد وقتها أكدت انتهائها في أيام قليلة وليس أسابيع.
 
والسؤال الآن هو، أي ظواهر قادمة في الطريق يشهدها كوكبنا؟ هل نصل لأسوأ موجة برد في الشتاء؟ هل تنشط براكين خامدة بفعل زيادة حرارة الأرض؟ حقا لا أحد يعلم ماذا سوف يحدث بعد شهر واحد فقط من الآن.
 
ووفق الأمم المتحدة، فإن الفرصة لا تزال قائمة لإنقاذ كوكبنا، من خلال إجراءات خفض الانبعاثات الكربونية وغيرها، لكن حتى الآن لا تزال الدول الكبرى لا ترغب في تحمل مسؤولياتها تجاه الأرض، بينما الدول الصناعية الكبرى لن ترضخ سريعا لمطالب المناخ، إذ لن تضحي بسهولة بصناعاتها المعتمدة على الفحم والكربون، وحتى لو اجتمع العالم كله على التصدي لظواهر التلوث، فما أدرانا بالظاهر الجديدة التي قد لا يكون بوسعنا التصدي لها؟
 
لم يعد بوسعنا اليوم إلا مراقبة نظامنا البيئي لندعوا فقط بألا تكون النهاية قريبة، لاسيما مع وجود تنبؤات فلكية بزوال حضارتنا كما حدث قبل ملايين السنين أيام الديناصورات والعصر الجليدي، وقريبا ستصل كل الحروب والأزمات العالمية لنقطة النهاية، مع وجود خطر أكبر على الكوكب كله، يجب أن نتصدى له مجتمعين، فهل نحن مستعدون؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق