من أسوان للسلوم.. حوار صريح يجمع الرئيس بالمصريين دون خطوط حمراء

السبت، 26 أغسطس 2023 07:00 م
من أسوان للسلوم.. حوار صريح يجمع الرئيس بالمصريين دون خطوط حمراء
دينا الحسيني

- المحافظات شاهدة على جلسات حوارية بين الرئيس السيسي والمواطنين شملت كل القضايا 

- أول مرة رئيس دولة يصارح شعبه بالتحديات والإنجازات وتكلفة المشروعات.. والشعب يقترح حلولا 
 
قوبلت جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمدينة السلوم بمحافظة مطروح، الأسبوع الماضي بردود فعل واسعة على المستوى الشعبي والسياسي، حيث أشاد الجميع بحرص الرئيس على تفقد محافظات الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان، ومتابعة تنفيذ المشروعات الوطنية، والاستماع لأهالي كل محافظة على حدة، وكان المشهد إجمالاً ثرياً، عشرات الوجوه من مشايخ وعواقل المنطقة الغربية، جميعهم يلتقون بالرئيس والحكومة في مكان واحد، تحت مظلة وطنية استعراضوا المشكلات واقتراحا الحلول.
لدى الجميع مشاعر إيجابية تجاه استكمال عملية التنمية وإطلاق مشروعات وطنية عملاقة تعود بالنفع على الاقتصاد المصري والمواطنين، وقد تعامل أهالي مطروح مع زيارة الرئيس السيسي كفرصة حقيقية للتكامل والتواصل والعمل يداً بيد في تحت شعار "الشعب والدولة إيد واحدة" لرسم ملامح المستقبل.
 
ومن بين عشرات المشاهد والصور التي توثق تفاصيل الحوار الوطني الذي دار بين الرئيس السيسي والشعب، وجلست الحكومة وهي تستمع لهذا الحدث الوطني، كانت هناك صورة للحكومة تبدأ برئيسها وعدد من المسؤولين الوزراء يجلسون بالكامل في القاعة المقابلة لمنصة الحوار التي جلس عليها الرئيس والشيوخ يستمعون لمشاكل ومعاناة أبناء المنطقة الغربية، تدون الملاحظات والمقترحات والتوصيات باهتمام.
 
مشهد يلخص شكل وطبيعة اليوم، وشاهد عيان على جدية الدولة في التعامل مع قضايا الوطن وحل أزمات المواطنين من خلال حوار ديمقراطي هادف، تحدث خلاله الرئيس بصراحة عن التحديات التي تواجه الدولة، واطلعهم على تكامل جهود مؤسسات الدولة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وقدم أمامهم كشف حساب بالأرقام عن تكلفة المشروعات التي أطلقتها  بالمحافظة.
 
قدم الشعب مطالبه لرئيس الجمهورية بحرية تامة وبدون قيود أو خطوط حمراء، وطالبوا بتعويض أهالي الضبعة الذين يعملون في مهنة الزراعة والرعي الذين تأثروا بنقلهم لتنفيذ التخطيط العمراني الجديد على الطريق الساحلي، واقترحوا على الرئيس تخصيص جزء من الأرض الممتدة على طول ترعة سيدي عبد الرحمن للضبعة لتعويض هؤلاء السكان بجزء من الأراضي الزراعية، وقال الرئيس إن الدولة المصرية تخطط لزراعة 700 ألف فدان جديدة في المنطقة الغربية ، ولم يتم الإعلان عنها حتى الانتهاء من كل التفاصيل، ومن بين المقترحات إنشاء تكتلات سكنية تسهل تقديم الخدمات لها، وطمأنهم الرئيس أنه منذ تنفيذ المشاريع القومية والتخطيط العمراني الجديد في المحافظات وجه الحكومة بتعويض المتضررين.
 
واستمر النقاش بين رئيس الجمهورية وأهالي مطروح حول المطالب ومنها طلب توصيل المياه إلى ترعة الحمام، وفي رد صريح أجاب الرئيس أن مطروح قبل 7 سنوات تعاني من أزمة نقص المياه ، وأعدت الدولة خطة لتوفير المياه للمناطق الساحلية والداخلية بتحلية المياه وتوفيرها للمدن الساحلية على البحر المتوسط، ووعدهم بأن الدلة ستساهم في بناء آبار لتوصيل المياه، وأنه في حالة عدم توصيل المياه، فإن العائق هو أن كمية المياه ستكون بنفس قدر زمام الزراعة الحالية حتى منطقة الحمام ، لكن الدولة تبحث عن فرص بديلة لتوسيع الترع من خلال توفير الكميات المناسبة من المياه للزراعة.
 
طالب أهالي مطروح أيضاً بتسهيل الإجراءات الحكومية المتعلقة بملكية وحيازة الأراضي الزراعية ، وطالبوا بتطوير طريق مدينة السلوم، كما طالبوا بالسماح لأبناء مطروح بتأسيس شركة خاصة لإعادة الإعمار على غرار شركة أبناء سيناء لتوفير فرص العمل، ووافق الرئيس السيسي، ومقترحًا آخر لتسهيل تحركات  أبناء مطروح العاملون في مجال النقل من المنفذ البري، وإطلاق سراح أبناء مطروح المحبوسين، ووعد رئيس الجمهورية بمراجعة كل هذه المطالب ودراستها مع الجهات المعنية.
 
وفي اللقاء رأى الرئيس أن اللقاء فرصة مناسبة لاطلاع المصريين على الأزمة الحقيقية وراء انقطاع التيار الكهربائي لتقليل الأحمال، وبوضوح قال الرئيس: "سبب الأزمة هو حجم الوقود الذي أصبح مطلوباً بعد زيادة التكلفة" ، قائلاً: "أصبحت أسعار الوقود عبئاً على الدولة، مشدداً على أن الدولة تشتري الوقود بالدولار ويباع للمواطن بالجنيه المصري "، وطمأن الجميع بأنه سيكون هناك انفراج في الأزمة، وخلال الجولة لم يفت الرئيس تفقد الارتكاز الأمني المشترك في منفذ السلوم بمحافظة مطروح، وأجرى نقاشاً مع القوات حول ظروف العمل وطبيعته، والمعوقات التي تواجههم خلال أداء المهمة.
 
بعد أيام من جولة الرئيس بالسلوم تفقد الأكاديمية العسكرية وعقد لقاء مفتوح مع الطلبة في الأزمة الاقتصادية وأطلعهم على المستجدات، وفي حوار أشبه بكشف حساب أكد لهم أن الحكومة تعمل على تنفيذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية، وتوفير العملة الصعبة، وتأمين احتياطي استراتيجي من السلع الأساسية لمدة تصل إلى ستة أشهر، زيادة الرقعة الزراعية بأكثر من 3 ملايين فدان، وأن مصر تستهلك من 18 إلى 20 مليون طن قمح سنويا، وتستورد 90% من إجمالي استهلاك زيت الطعام، وحول أزمة الوقود قال لهم أن الدولة تعمل على توفير الوقود بشكل منتظم لأكثر من 10 ملايين سيارة يوميا، وأن مصر في حاجة يوميا إلى 18 ألف طن مازوت لتشغيل محطات الكهرباء في ظل ارتفاع الحرارة، وأنها تنفق شهريا من 300 إلى 350 مليون دولار لتوفير نصف مليون طن مازوت، وطمأن الرئيس الطلبة بأن سياسة مصر الخارجية تتسم بالاعتدال والتوازن وعدم التدخل في الشئون الداخلية للآخرين، وتحاول الدولة أن تكون عاملا إيجابيا لإيجاد حلول لأزمات المنطقة.
 
هذه النقاشات لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فدائماً ما يحرص الرئيس السيسي في جولاته بالمحافظات على سماع المواطنين وإدارة حواراً وطنياً يرد من خلاله على التساؤلات، ويستمع للرؤى والأفكار، تماماً كما حدث خلال جولاته السابقة بقرية المعصرة بالمنيا، حيث أكد للأهالي رداً على تساؤل سيدة تطرقت في حديثها عن الرقابة على المشروعات الجديدة  :"نحتاج الإخلاص والعمل والدولة تخفف الأعباء، وأن الحكومة مش فى الناحية التانية من الشعب ومسئوليها من أهالينا"، ولقاءة بأهالي المنصورة الجديدة وحرصة على مناقشة الفلاحين في المشكلات الزراعية التي تواجههم مؤكداً لهم على حرص الدولة على توفير تقاوي أرز مناسبة، وصارحهم بمشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف والذرة ووعدهم بإنهاء الأزمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق