سياحة المهرجانات.. خصوصية مصرية شديدة

السبت، 02 سبتمبر 2023 03:50 م
سياحة المهرجانات.. خصوصية مصرية شديدة
عصام الشريف يكتب:

بعد النجاح الكبير الذي شهده مهرجان العلمين الجديدة، لا أقصد على المستوى الفني فقط ولكن على مستويات أخرى، أخص منها المستوى الاقتصادي، بعد الحديث عن شغل فنادق المدينة بالكامل وجذب مليون سائح عربي وأجنبي، فضلا عن الزخم الإعلامي الكبير للمهرجان عالميا، يمكن القول إنه يجب على مصر الاهتمام أكثر بما يعرف بسياحة المهرجانات كمصدر جيد وأساسي لتوفير العملة الصعبة، وخلق حالة رواج اقتصادي بالمناطق المصرية التي تقام عليها المهرجانات، طوال العام، وذلك من خلال التعامل مع هذا الملف باعتباره صناعة جديدة يجب تطويرها أكثر وأكثر.
 
وتتعدد أنواع السياحة في مصر، طبقا لتنوع تاريخها ومقوماتها الجغرافية والبيئة وخارطتها الثقافية، ما يجعلها تنفرد بعشرة أنواع من السياحات المختلفة، منها الثقافية والدينية والبيئية وحتى العلاجية، وأيضا سياحة المهرجانات، أحد أبرز عناصر الترويج السياحي، التي ترعاها وزارة السياحة، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.
 
وبالطبع سياحة المهرجانات ليست جديدة على مصر، التي عرفت كيفية الاحتفال في كل المناسبات، فمنذ العصر الفرعوني الذهبي، وعرف المصريون القدماء إقامة المهرجانات والاحتفالات في أعيادهم المختلفة، مثل موسم الحصاد، إذ كانوا يحولون الحقول إلى مسارح يشاهدها جمهور الفلاحين، ليطربوا مع الأغاني المصرية التراثية، على أنغام الطبول والآلات الموسيقية القديمة، وأيضا في عيد وفاء النيل، الممتد حتى يومنا الحالي.
 
وبمرور القرون، طور المصريون المهرجانات لتشمل أكثر من نوع، فمنها ما يتعلق بالسينما، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الحدث الفني الذي تربع لسنوات على عرش المهرجانات المحلية والإقليمية، ومهرجان القاهرة الدولي للأغنية، ومهرجان الأفلام التسجيلية، ومهرجان الأغنية الشعبية، وأنواع أخرى تتعلق بجوانب مختلفة، مثل مهرجان السياحة والتسوق، والمهرجان الدولي للفروسية.
 
كما يرتبط إقامة المهرجانات في مصر بالموقع الجغرافي، إذ هناك مهرجانات متخصصة وترتبط بمدينة أو محافظة بعينها، على سبيل المثال المهرجان الدولي لصيد الأسماك في بورسعيد، ومهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، ومهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية، كما تدخل بعض الرياضات في سياحة المهرجانات، ومنها سباق رالي للفراعنة وبطولة الأهرام الدولية للإسكواش.
 
وخلال الأيام القليلة الماضية، طالب عديد من الإعلاميين وزوار مدينة العلمين، بإقامة نسخة جديدة من المهرجان في الشتاء، واقترح البعض إقامة مهرجان مواز في القاهرة خلال الشتاء، بينما رأي آخرون استمراره في العلمين الجديدة، وكلها مقترحات جاءت بسبب ما شاهدوه في المهرجان من حالة رواج اقتصادي، سواء من ناحية شغل جميع فنادق العلمين بنسبة ١٠٠٪، التي لا نشهدها كثيرا في الموسم الصيفي الأقل من الموسم الشتوي بكثير في إقبال السائحين على زيارة مصر، أو من ناحية توفير مئات وآلاف فرص العمل بالمدينة لشباب جاؤوا من المحافظات المختلفة بحثا عن الرزق.
 
من هنا يجب أن تعمل وزارة السياحة بالتعاون مع كل الجهات المعنية، وفي مقدمتها الشركة المتحدة، لترسيخ مفهوم صناعة المهرجانات وجعلها أحد روافد الدخل القومي، بعد نجاح نموذج العلمين الجديدة بإشادة الجميع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق